صفحة حديقة الحيوانات بالجيزة- فيسبوك.
قلق على مصير الأشجار بعد تطوير الحديقة.

استبدال تلفريك حديقة الحيوان بنفق.. ولكن لا يزال هناك قلق على الأشجار

محمد حميد سيد عبدالصمد
منشور السبت 9 سبتمبر 2023 - آخر تحديث السبت 9 سبتمبر 2023

قال مصدر في وزارة الزراعة، وهو معني بملف تطوير حديقتي الحيوان والأورمان، إن القائمون على المشروع اتخذوا قرارًا نهائيًا بإلغاء التلفريك الذي كان من المقرر أن يربط بين الحديقتين، واستبداله بنفق. وأضاف أن القرار جاء بعد اعتراض جهاز التنسيق الحضاري على التلفريك لأسباب تتعلق بالمظهر الجمالي. والأمر نفسه أكده مصدر ثانٍ في الجهاز، في وقت أكدت خبيرة وبرلمانية أن القرار لا يعني الاطمئنان على مصير الأشجار.

وكانت المنصة نشرت قبل شهر إن أعمال التطوير لم تبدأ بعد في الحديقة، رغم أنها توقفت عن استقبال الجماهير منذ 9 يوليو/تموز الماضي، بسبب اعتراض جهاز التنسيق الحضاري على التلفريك. 

وقال المصدر الأول في تصريحات خاصة لـ المنصة، إن دراسة جدوى عمل التلفريك داخل حدود حديقة الحيوان فقط "لن تكون مجدية، لذا تقرر الاستغناء عن عمله تمامًا، وسيتم الاكتفاء بحفر نفق أو نفقين يربطان الحديقتين بعضهما ببعض".

لكن أستاذة العمارة والتصميم بجامعة القاهرة وعضوة جمعية المعماريين المصريين الدكتورة سهير حواس، ترى أن "هذا النفق يؤدي لنفس نتائج التلفريك فيما يتعلق بقطع الأشجار"، متسائلة عن جدوى الربط بين حديقتي الحيوان والأورمان، بينما "كلًا منهما لها وظيفة مختلفة وخصوصية" على حد قولها لـ المنصة، موضحة أن حديقة الأورمان منشأة للدراسات النباتية وتضم المتحف النباتي.

في وقت أكد المصدر الأول في وزراة الزراعة لـ المنصة حصول التحالف المنفذ لعملية التطوير على الموافقة على فكرة النفق بديلًا عن التلفريك، وسيشرعون في تنفيذه قريبًا.

معركة إلغاء التلفريك

استغرق قرار إلغاء التلفريك وقتًا، إذ يجري الحديث عنه منذ عدة شهور، وضغطت جهات عدة رسمية ومدنية لإلغائه.

 وكان أشار رئيس جهاز التنسيق الحضاري محمد أبو سعدة، في حديث سابق، إلى التوصل لاتفاق مع التحالف المطور لحديقة الحيوان بإلغاء مخطط التلفريك. وحاولت المنصة التواصل مع أبو سعدة للتعليق على التوجه الأخير، لكنه لم يرد.

في الوقت نفسه، أوضح المصدر الثاني في جهاز التنسيق الحضاري، وهو مطلّع على خطة تطوير الحديقة، لـ المنصة، أن لجنة تطوير الحدائق الأثرية بجهاز التنسيق الحضاري تمسكت بإلغاء مخطط إنشاء التلفريك تمامًا بسبب تعارضه مع الطبيعة الأثرية والبيئية للحديقة.

ومن جانبها، قالت أستاذة العمارة سهير حواس، وهي أيضًا عضوة في جمعية المعماريين المصريين لـ المنصة، إن جمعيتهم كانت ضمن من رفضوا إنشاء التلفريك وخاطبوا الهيئة القومية للإنتاج الحربي، المطورة لمشروع الحديقة، لإلغائه، وأرسلوا دراسة كاملة حول متطلبات تطوير الحديقة.

وتوضح سهير أن التلفريك كان سيتسبب في قطع أشجار بحديقتي الحيوان والأورمان لتفريغ مساحة لإنشائه. وتساءلت "تلفريك ليه! الزائر هيطلع يشوف شارع النهضة مثلًا؟".

وتضيف أن إنشاء "موتيل" أو فندق داخل حديقة الحيوان فكرة مرفوضة من جانبهم أيضًا، أو إزالة أي أشجار أو نباتات حتى لو كانت بسيطة، "مطلوب المحافظة على الاستراحة الملكية بالزخارف الزلط الموجودة بالأرض، والمحافظة على المبنى السكني لمدير حديقة الحيوان، إضافة لبعض المباني الأثرية مثل بيت الفيل، والكشك الياباني، ومرفوض إنشاء مول تجاري داخل الحديقة".

وتشير سهير إلى أن تحوّيل حديقة الحيوان لـ"حديقة مفتوحة" كما ظهر في مخطط التطوير أمر غير وارد، لأن مساحة الحديقة 80 فدانًا، والحدائق المفتوحة تحتاج متطلبات أكثر، منها مساحة أكبر من الأرض، مطالبة  بشرح مخطط التطوير من جانب الشركات المنفذة للمشروع.

في غضون ذلك، قال المصدر الأول في وزارة الزراعة إن خطة التطوير تخلت أيضًا عن إنشاء منطقة عروض ترفيهية داخل حديقة الحيوان بعد اعتراض جهاز التنسيق الحضاري، مشيرًا إلى أن منطقة العروض كانت ستشمل عروض لسبع البحر وغيره.

تخوفات من التطوير

وصفت النائبة عن الحزب الديموقراطي الاجتماعي مها عبد الناصر، مشروع تطوير حديقة الحيوان بـ"الضبابي"، إذ لاتوجد معلومات واضحة حول مخطط التطوير، مؤكدةً أنها تقدمت بطلب إحاطة بشأن مخطط التطوير، مشيرة إلى أن وزارة الزراعة ردّت عليها بأنه لن يتم المساس بأشجار حديقة الحيوان، ولا الأقفاص الحديدية التاريخية.

واعتبرت النائبة الرد في تعليقها لـ المنصة "كلام فقط. دون وجود ما يؤكد المحافظة على أثرية حديقة الحيوان".

ويتكون التحالف المعني بتطوير حديقتي الحيوان والأورمان بالجيزة من ثلاث شركات مصرية، بقيادة الهيئة القومية للإنتاج الحربي، ومعها "أبناء سيناء" للإنشاءات، و"حديقتي"، إضافة إلى شركتين أجنبيتين ستشاركان في عملية التطوير والإدارة لمدة "مؤقتة"، قد تصل من 4 إلى 5 سنوات من أصل 25 سنة "مدة حق الانتفاع".

وتكون إحدى الشركتين معنية بعمل تصميمات البيوت الجديدة وأشكال التطوير، وهي شركة هاريسون، والثانية معنية بتدريب العمالة على التعامل مع الحيوانات وأنظمة غذائها، وإدارة الحديقة وهي Worldwide Zoo.

وأعلنت وزارة الزراعة، في الأسبوع الأول من يناير/كانون الأول الماضي، أن حديقتي الحيوان والأورمان ستظلان تحت ولايتها، وأنه سيتم إنفاق ما لا يقل عن مليار جنيه، دون تحمل الوزارة أي أعباء، بجانب حصولها على حق الانتفاع للحديقتين بمقابل سنوي يفوق أضعاف ما تحققه الحديقتين حاليًا من إيرادات، مع زيادة سنوية مطردة.

وأكدت الوزارة حينها، عدم المساس بالمباني الأثرية والتاريخية، مثل كوبري إيفل والقاعة الملكية والجبلاية وجزيرة الشاي والمتحف الحيواني وغيرها، وإن نسبة المباني لا تتجاوز 1%؜ من إجمالي المساحة.

وقبل يومين، عقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، اجتماعًا لمناقشة ما تم في مخطط تطوير حديقة الحيوان بالجيزة، وخلال الاجتماع أكد مدبولي على ضرورة تنفيذ مشروع التطوير بما يُعزز من القيمة الأثرية والتاريخية لحديقة الحيوان بوصفها إحدى أعرق حدائق الحيوان على مستوى العالم.