جلال البحيري يحاول الانتحار اعتراضًا على استمرار حبسه

سارة الحارث
منشور الثلاثاء 19 سبتمبر 2023

حاول الشاعر المحبوس بسجن بدر 1، جلال البحيري، الانتحار يوم السبت الموافق 9 سبتمبر/أيلول الجاري، "احتجاجًا على استمرار حبسه"، بحسب حديث شقيقته نيّرة، لـ المنصة، وبوست نشره الناشط والسجين السابق أحمد دومة، عبر حسابه على فيسبوك، أول من أمس.

وتأتي محاولة الانتحار في ظل الإضراب الثاني عن الطعام الذي بدأه البحيري، في 5 سبتمبر الجاري. وسبق وبدأ البحيري إضرابًا عن الطعام وأدوية القلب وأقراص الاكتئاب، بالتزامن مع بداية عامه السادس بالسجن.

وفي مطلع يونيو/حزيران الماضي، وسّع إضرابه ليكون إضرابًا كلي، أعلنه في رسالة بعث بها من داخل السجن، وأرجع فيها أسبابه إلى "الأوضاع السيئة في السجن، ومنع دخول الأقلام والورق داخل محبسه، فضلًا عن استمرار إضاءة الزنزانة طوال 24 ساعة، وقصر مدة الزيارة التي تستغرق 20 دقيقة".

وفي رسالة له نشرتها صفحة الحرية لجلال على فيسبوك كتب البحيري "اليوم 5 سبتمبر 2023، وفقًا للقانون، يجب إطلاق سراحي بعد أن قضيت الحد الأقصى القانوني للحبس الاحتياطي. على مدار عامين، أخفقت النيابة في التوصل إلى قرار بشأن إطلاق سراحي، أو إحالتي إلى المحكمة لمواجهة المحاكمة على جريمة زعم أنني ارتكبتها".

وأضاف "اليوم 5 سبتمبر استأنف إضرابي عن الطعام للمطالبة بحريتي؛ لأن كل لحظة أقضيها في السجن تنتهك بشكل واضح ومباشر حقوقي القانونية والدستورية"، مستدركًا "أعلم جيدًا أن القانون ليس رقمًا مهمًا في المعادلة، لكنني أحاول بكل ما لدي حتى أنفاسي الأخيرة".

وقالت شقيقة جلال، نيرة البحيري لـ المنصة الاثنين، إنها علمت الخبر "امبارح من أخت شخص مسجون مع جلال، نقلها الخبر وأداها رقمي". ولفتت إلى أن البحيري "بلع شريط مهدئ كامل، ولحقوه ودوه المركز الطبي وعملوا له غسيل معدة"، مشيرة إلى تأكيده لها في رسالته على تحسن حالته.

وعبّرت شقيقته عن صدمتها من محاولة الانتحار، متابعة "مش عارفة بصراحة جلال طول عمره قوي مش بسهولة يعمل حاجة زي دي. دي أول مرة يحصل منه دا".

وأشارت إلى أن الأسرة ستحاول زيارته غدًا الأربعاء، زيارة استثنائية، موضحة "زيارته العادية يوم 4 في الشهر بس مش هقدر استنى". 

وقررت وزارة الداخلية منح السجناء زيارتين استثنائيتين، لا تحسبن من الزيارات الشهرية، اعتبارًا من 23 يوليو/تموز الماضي، وحتى 21 سبتمبر الجاري، بمناسبة السنة الهجرية الجديدة، وذكرى ثورة 23 يوليو.

وأكدت نيرة أن الأسرة لم تستفد من الزيارات الاستثنائية المذكورة، مشيرة إلى أنه "مش متأكدة هنعرف ندخل ولا لا، بس هنحاول".

وعن الوضع الصحي للبحيري خلال آخر زيارة للأسرة له، قالت "كان بدأ يتحسن شوية ويسترد جزء من وزنه، بعد الإضراب الأول اللي خسر فيه وزن كبير"، مشيرة إلى أن الزيارة الأخيرة تمت في 4 من الشهر الجاري، وقبل يوم من إعلانه عن الإضراب الثاني.

وقبض على البحيري من مطار القاهرة في 3 مارس/آذار 2018، بناء على بلاغ مقدم ضده يتهمه بإهانة رئيس الجمهورية. وواجه البحيري في وقت واحد قضيتين على خلفية كتابته لأغنية "بلحة"، وديوان "خير نسوان الأرض"، إذ وجهت نيابة أمن الدولة العليا إليه اتهامات من بينها "الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإهانة رئيس الجمهورية" وظل محبوسًا على ذمتها حتى إخلاء سبيله بتدابير احترازية في أبريل/نيسان 2019، رُفعت عنه لاحقًا في فبراير/شباط 2020.

أما القضية الثانية فكانت أمام النيابة العسكرية بشأن ديوان وجهت على خلفيته للبحيري اتهامات بـ"إذاعة أخبار وشائعات كاذبة بتأليف كتاب يحتوي على أخبار وبيانات كاذبة، عن القوات المسلحة المصرية، وإهانة الجيش المصري"، وقضت محكمة عسكرية في 31 يوليو 2019 بحبسه لمدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ وغرامة 10 آلاف جنيه ألغيت بعد نقض أيد حكم الحبس.

وأنهى البحيري مدة حبسه في 31 يوليو 2021، وبدلًا من إخلاء سبيله ظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا ووجهت له اتهامات "الانضمام لجماعة إرهابية على علم بأغراضها، ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة"، ومن وقتها يحبس البحيري احتياطيًا على ذمة القضية.