وكالة معًا الفلسطينية
غلاف غزة يوم 7 أكتوبر 2023

إسرائيل في أول تحقيق رسمي: قواتنا قتلت مواطنينا يوم 7 أكتوبر

محمد حميد
منشور الأحد 19 نوفمبر 2023

كشف تحقيق لشرطة الاحتلال الإسرائيلي عن تسبب مروحيات تابعة لجيش الاحتلال في مقتل عدد من المدنيين الإسرائيليين في مستوطنة ريعيم يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرًا إلى أن مقاتلي حركة حماس الذين عبروا الحدود من غزة في ذلك اليوم، لم تكن لديهم معرفة مسبقة بالمهرجان الموسيقي الذي أقيم بالقرب من "ريعيم"، وهي مستوطنة إسرائيلية مقامة على بعد كيلومترات شرق غزة أو ما يعرف بـ"غلاف غزة".

التحقيق، الذي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، السبت، أوضح أن مروحية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال أطلقت النار على مدنيين في الحفل الموسيقي الذي أقيم في "ريعيم"، ما تسبب في قتل وإصابة بعض المدنيين الإسرائيليين. 

كانت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى شنت عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلق عليها "طوفان الأقصى"، يوم 7 أكتوبر الماضي، أغارت فيها على بعض المستوطنات الإسرائيلية بمنطقة غلاف غزة.

ويعد تحقيق الشرطة الذي نقلته صحيفة هآرتس هو أول اعتراف رسمي إسرائيلي مباشر بأن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي قتلت بعض المدنيين الإسرائيليين في 7 أكتوبر.

وسبق أن كشف تحقيق صحفي عبري عن قصف طائرات تابعة للاحتلال لمستوطنات‭ ‬ومركبات‭ ‬بداخلها‭ ‬إسرائيليون،‭ ‬خلال‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي شنته حماس، حسبما نقلت وسائل إعلام إقليمية عن ‬صحيفة‭ ‬يديعوت‭ ‬أحرونوت‭ ‬العبرية‭ .

ونقلت هآرتس، عن مصدر في الشرطة الإسرائيلية قوله إن "المروحية التابعة للجيش وصلت إلى مكان الحادث في مستوطنة ريعيم وأطلقت النار على مقاتلي حماس، ويبدو أنها أصابت أيضًا بعض المشاركين في الحفل الموسيقي".

ولم توضح الصحيفة عدد القتلى أو المصابين الإسرائيليين جراء قصف المروحية الإسرائيلية. وقُتل نحو 364 شخصًا في الحفل الموسيقي يوم 7 أكتوبر حسبما ذكرت إسرائيل.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر كبير في الشرطة الإسرائيلية قوله إنه "حضر الحفل الموسيقي، وفقًا لتقديراتنا، نحو 4400 شخص. تمكنت الغالبية العظمى منهم من الفرار عقب قرار تفريق الحشد الذي جرى اتخاذه بعد أربع دقائق من الهجوم الصاروخي".

وخفضت إسرائيل في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي حصيلة عملية 7 أكتوبر من 1400 إلى 1200 قتيل، مشيرة إلى أن ذلك مرده لـ"احتساب جثث لمقاتلي حماس من ضمن الحصيلة الأولية للقتلى على أراضيها".

ويظهر تحليل الشرطة، حسب صحيفة هآرتس، أن العديد من حضور المهرجان تمكنوا من الفرار لأنه تقرر إيقاف الحفل قبل نصف ساعة من سماع إطلاق النار لأول مرة.

وتنقل هآرتس عن امرأة إسرائيلية نجت من الحفل الموسيقي في مستوطنة ريعيم، تدعى ياسمين بورات، روايتها حول ما جرى قائلة "قُتل العديد من المدنيين الإسرائيليين عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار بأسلحة ثقيلة، بما في ذلك قذائف الدبابات، على المنزل الصغير بالمستوطنة، والذي احتجزهم المقاتلون الفلسطينيون داخله".

وحسب الصحيفة، اعترفت قوات الاحتلال الجوية بأنها أرسلت أكثر من 20 مروحية هجومية أطلقت كميات هائلة من قذائف المدافع الثقيلة وصواريخ هيلفاير أمريكية الصنع في 7 أكتوبر الماضي، على الرغم من أن الطيارين لم يتمكنوا في كثير من الحالات من التمييز بين الفلسطينيين والمدنيين الإسرائيليين.

وينقل موقع The Electronic Intifada، عن صحيفة واينت الإسرائيلية، أن "الطيارين الإسرائيليين أطلقوا كمية هائلة من النيران يوم 7 أكتوبر دون تمييز الأهداف، وفقط عند نقطة معينة بدأوا في إبطاء هجماتهم واختيار أهدافهم بعناية".

ويقول الموقع إن أحد قادة سرب الطيران الإسرائيلي قال لرجاله "أطلقوا النار على كل شيء". كما يُظهر مقطع فيديو نشره جيش الاحتلال طائرات هليكوبتر تستهدف ما يبدو أنها سيارات مدنية بشكل عشوائي، على الرغم من أنه وقت نشر الفيديو ادعى الجيش أنه أظهر طائراته وهي تطلق النار على "إرهابيين"، حسب موقع The Electronic Intifada.

ولم تشرح إسرائيل قط كيف تمكن المقاتلون الفلسطينيون المسلحون بالأسلحة الخفيفة فقط من التسبب في الدمار الهائل الذي شهدته بعض المستوطنات، إذ تحولت المنازل إلى أنقاض، وأحرق مئات الأشخاص حتى الموت، حيث أصبح من الصعب التعرف عليهم، حسب The Electronic Intifada.

وبلغ عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي حوالي 370 قتيلًا منذ أن بدأت عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي.

ويستمر العدوان الإسرائيلي على غزة، لليوم الـ44، الذي راح ضحيته أكثر من 11500 شخص، بينهم 4707 أطفال و3155 امرأة و668 مسنًا، فيما بلغ عدد المصابين نحو 29 ألفًا.