تأخّر "الشهادات المؤمنة" يُعطل التعاقد مع المعلمين الجدد

اشتكى فائزون في مسابقة الـ30 ألف معلم من عدم تعاقد المديريات التعليمية في عموم المحافظات مع المستحقين للتعيين، أو تسلم أيّ منهم الوظيفة حتى اليوم، على الرغم من توقيع وزير التربية والتعليم رضا حجازي قرار التعاقد منذ يوم 5 أكتوبر/تشرين اﻷول الماضي، وهو ما فسّره مصدر مسؤول بـ"عدم الانتهاء من طباعة الشهادات المؤمنة".

وقال المصدر المسؤول والمطلع على قطاع شؤون المعلمين، لـ المنصة، شريطة عدم كشف هويته، إن مجمع الإصدارات الذكية لم ينته بعد من طباعة وإرسال الشهادات المؤمنة الخاصة بالفائزين في مسابقة المعلمين (الدفعة الأولى)، وعددهم 16 ألف معلم ومعلمة، لذلك لم تتمكن أي مديرية تعليمية من التعاقد مع المعلمين الجدد، أو توزيعهم على المدارس لسد العجز.

وبدأت مسابقة 30 ألف معلم في يوليو/تموز من العام الماضي، وخضع كل من تنطبق عليه الشروط لاختبارات رياضية وطبية ونفسية وكشف هيئة في الأكاديمية العسكرية، ونجح 16 ألفًا، بينما رسب الآخرون.

وسبق أن قال وزير التربية والتعليم إن المعلمين الجدد سوف يتسلمون العمل رسميًا، قبيل انطلاق العام الدراسي الحالي، وهو ما لم يتحقق رغم مرور نحو 50 يومًا على بدء الدراسة.

وعاد حجازي ليؤكد مطلع شهر أكتوبر أن تسكين المعلمين الجدد في المدارس سيتم قبل نهاية الشهر الحالي، للمساهمة فى سد العجز، على أن يتسلم المعلمون العمل في المدارس التي بها عجز حسب توزيعهم وفق الثابت ببطاقة الرقم القومي لمحل إقامة المعلم وقت التقديم على المسابقة، لكن شهر أكتوبر انتهى أيضًا دون تسكين.

من جهة، عقّبت علياء الشيخ إحدى المعلمات الناجحات بقولها إن "الوزير مضى القرار بتاعنا يوم 5 أكتوبر، ولحد دلوقتي ولا خطوة رسمية اتعملت، وكل يوم ضغط وإشاعات إنهم هيأجلونا للترم التاني، وفيه اللي يقولك هتشتغلوا مع الموازنة الجديدة.. وفيه مننا اللي ساب شغله علشان نجح في المسابقة".

وأضافت لـ المنصة "لما سألنا في الإدارة قالوا لنا لما الشهادات تيجي، طب ما نمضي ونستلم شغل والشهادات تيجي براحتها، ما هما عارفين كويس مين نجح ومين سقط ومين يستحق التعيين ومين لأ؟ ليه كل التأجيلات دي".

ودافع المصدر المسؤول بقوله "إحنا كوزارة منقدرش نتعاقد مع معلم واحد بدون ما مجمع الخدمات الذكية يخلص طباعة الشهادات المؤمنة اللي بتقول إن المعلم ده نجح واجتاز كل الاختبارات والتدريبات البدنية والطبية وكشف الهيئة، لأن الشهادات دي هي أهم مستند في التعاقد، والوزارة ملهاش ذنب في التأخير، ولا المديريات متعنتة، لكن أي عقد يتمضى مع معلم بدون الشهادة المؤمنة يبقى عقد مزور، والشهادة المؤمنة بالأساس، هدفها منع التزوير". وتُجرى مسابقة المعلمين على خمس سنوات، بواقع 30 ألفًا كل عام لسد العجز الذي وصل إلى 400 ألف معلم، أمام زيادة عدد الخارجين على المعاش سنويًا، فيما تلجأ وزارة التربية والتعليم كل عام، لمعلمين بالحصة مقابل 20 جنيهًا للحصة الواحدة، إضافة لمتطوعين بلا أجر.

واستبعدت وزارة التربية والتعليم ما يقرب من 14 ألف معلم من قائمة الناجحين في مسابقة 30 ألف معلم لعام 2022، التي شملت 28 ألف معلم. وفيما بررت الوزارة الاستبعاد بعدم اجتياز المستبعدين التدريبات، نشر النائب البرلماني أحمد حجازي الشهر الماضي، عبر حسابه على فيسبوك، صورة من طلب إحاطة تقدم به لسؤال كل من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير التربية والتعليم رضا حجازي، عن أزمة المستبعدين.

وتظاهر عشرات من المستبعدين من التعيين رغم "نجاحهم في الاختبارات"، في أكتوبر أمام مقر وزارة التربية والتعليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، اعتراضًا على تعيين بعضهم دون الجميع، فيما عدّوه "استثناءً مجحفًا"، وقال متظاهرون إنه تم قبولهم ونجحوا في كل الاختبارات التي أُجريت، لكنهم فوجئوا بتعيين زملاء لهم واستثنائهم من التعيين، رغم أنه كان من المفترض تعيينهم في بداية شهر يوليو/تموز.

وألقت قوات اﻷمن القبض على عدد من المتظاهرين، فيما أعلنت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، في 19 أكتوبر، عن تجديد حبس 14 مواطنًا ممن شاركوا في الوقفة الاحتجاجية.