المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية- فيسبوك
الرئيس السيسي مع المستشار الألماني شولتس في المؤتمر الصحفي 18-10-2023

نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني 18/10/2023

منشور الأربعاء 18 أكتوبر 2023

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة السيد أولاف شولتس، المستشار الفيدرالي لجمهورية ألمانيا الاتحادية،

السيدات والسادة،

اسمحوا لي في البداية أن أعرب عن بالغ الأسى والألم، وأتقدم بخالص التعازي في ضحايا القصف الوحشي للمستشفى الأهلي المعمداني، وأؤكد إدانة مصر لكافة الأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكافة القوانين الدولية، وأشدد على رفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين، وأطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقفها.

معالي المستشار، اسمح لي إن أنا أرحب بكم في مصر في توقيت غاية في الدقة والخطورة، في ضوء التصعيد العسكري الخطير الذي يشهده قطاع غزة، والتحديات الإقليمية المرتبطة بهذا التصعيد.

فخامة المستشار،

إن زيارتكم لمصر تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا، والتزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. كما تتيح هذه الزيارة التنسيق والتشاور المستمر من أجل تحقيق أهدافنا وغايتنا المشتركة، والتي يأتي في مقدمتها تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وبما ينعكس أيضًا على أمن القارة الأوروبية.

السيدات والسادة،

لقد تناولت مباحثاتنا اليوم مع فخامة المستشار الألماني بشكل تفصيلي المواجهات العسكرية بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، والتصعيد العسكري في قطاع غزة، الذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين من الجانبين، وينذر أيضًا بمخاطر جسيمة على المديين، على المدنيين وعلى شعوب المنطقة. كما أن الوضع الإنساني في قطاع غزة آخذ في التدهور بصورة مؤسفة وغير مسبوقة.

إن استمرار العمليات العسكرية الحالية، سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية يمكن أن تخرج عن السيطرة.. يمكن أن تخرج عن السيطرة.. بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع في حالة عدم تضافر جهود كافة الأطراف الدولية والإقليمية للوقف الفوري للتصعيد الحالي.

لقد تناولت، وفخامة المستشار شولتس، الجهود المصرية من أجل احتواء الأزمة من خلال اتصالاتنا المكثفة مع طرفي الصراع، وكافة الأطراف الدولية والإقليمية، على مدار الأيام الماضية، واتفقنا في الرؤى حول الحاجة الضرورية لعودة مسار التهدئة وفتح آفاق جديدة للتسوية، من أجل تجنب انزلاق المنطقة إلى حلقة مفرغة من العنف وتعريض حياة المدنيين للمزيد من الخطر.

أكدت كذلك ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية، واتفقنا في الرؤى مع فخامة المستشار الألماني على أهمية العمل بشكل مكثف على استئناف عملية السلام عقب احتواء التصعيد الراهن وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية.

كما أعربت لفخامته عن قلق مصر البالغ من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وشددت على ضرورة السماح بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة.

وأكدت مجددًا استمرار مصر في استقبال المساعدات الإنسانية، والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة عن طريق معبر رفح البري لدى سماح الأوضاع بذلك، أخذًا في الاعتبار أن مصر لم تقم، لم تقم بإغلاقه منذ اندلاع الأزمة، إلا أن التطورات على الأرض وتكرار القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر، حال دون عمله.

كما أكدت، وأكدت أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة، وأكدت في هذا الصدد أن مصر ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطيني المشروع في أرضه ونضال الشعب الفلسطيني.

واسمحوا لي هنا، أنا تحدثت مطولًا معالي المستشار في هذا الأمر، وأكدت إن تصفية القضية الفلسطينية أمر غاية في الخطورة، وأنا ها.. يعني ها أشرح كثيرًا في هذا الأمر، لأن إحنا نرى أن ما يحدث في غزة الآن هو ليس فقط الـ، الحرص على توجيه عمل عسكري ضد حماس، إنما هو محاولة لدفع السكان المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر.

وهنا أنا ها أتكلم بمنتهى الصراحة لكل من يهمه السلام في المنطقة، وأهمية إن ده ما نقبلوش كلنا، مش بس في مصر، نحن دولة ذات سيادة، حرصت خلال السنوات الماضية، منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، على أن يكون هذا المسار مسار خيار استراتيجي نحرص عليه، وننميه، ونسعى أيضًا على أن يكون هذا المسار داعم لدول أخرى للانضمام إليه.

أنا بس عايز أقول إن القطاع الآن تحت سيطرة الدولة الإسرائيلية، وخلال السنوات الماضية، مش ها أقول لم تنجح إسرائيل في السيطرة على بناء قدرات عسكري للجماعات والفصايل الفلسطينية، ولكن عايز أقول إيه اللي خلى الموضوع وصل لكدا؟ هل في أفق، هل في دولة فلسطينية كانت خلال الـ20، 30 سنة اللي فاتت، نجحنا في إنها تخرج إلى النور؟ رغم المبادرات المختلفة والقوانين المختلفة التي صدرت من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمبادرات العربية اللي اتقدمت في هذا الشأن على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.. إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح. ومستعدين، وطرحنا ده، إنها تكون في قوات أممية أو من الناتو أو قوات عربية تضمن أمن واستقرار كل من الشعب الإسرائيلي والمواطن الإسرائيلي، والشعب الفلسطيني والمواطن الفلسطيني.

طب ده ما حصلش.. إحنا لو جينا النهار ده واجتزأنا ما يحدث الآن في فلسطين، دون معرفة أسباب ده.. إحنا مش بنبرر، لا نبرر أبدًا أي عمل يستهدف أي مدني.. لكن إحنا بنتكلم على إن إحنا مش عايزين أبدًا وإحنا بنتناول القضية ديت، اللي إحنا بنعتبرها قضية القضايا، قضية القضايا وقضية منطقتنا بالكامل، وليها تأثير كبير جدًا على الأمن والاستقرار، وفي رأي عام عربي وإسلامي داعم جدا لهذا الأمر، ويتابع بشدة كل ما يحدث فيها.

إذن، فكرة النزوح أو تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر، معناه ببساطة إنه ها يحدث أيضًا أمر مماثل، هو تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن، وبالتالي يبقى فكرة الدولة الفلسطينية اللي إحنا بنتكلم عليها، واللي المجتمع الدولي كله بيتكلم عليها، غير قابلة للتنفيذ، غير قابلة للتنفيذ لأن الأرض موجودة، لكن الشعب مش موجود، وبالتالي، أنا بحذر من خطورة هذا الأمر.

بالمناسبة، وأنا شرحت هذا الأمر مطولًا للسيد المستشار الذي أبدى تفهمًا وتقديرًا كبيرًا للفكرة. الفكرة كلها إن إحنا، إن نقل اللاجئين الفلسـ، المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سينا، ببساطة خالص، ده عبارة عن إن إحنا بننقل فكرة المقاومة، فكرة القتال، من قطاع غزة، إلى سينا، وبالتالي تصبح سينا قاعدة للانطلاق بعمليات ضد إسرائيل، وفي الحالة دي، ها يبقى من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وعن أمنها القومي، تقوم تقوم النهار ده في إطار رد فعلها تقوم تتعامل مع مصر على إن هي، وتقوم بتوجيه ضربات للأراضي المصرية.

مصر دولة كبيرة، حرصت على السلام بإخلاص، وبالتالي محتاجين إن كلنا نساهم في عن الـ، الاستثمار الكبير اللي عملناه في هذا السلام لا يتم تبديده بفكرة غير قابلة للتنفيذ.

يبقى أمر شيء، أمر مهم.. إن إحنا، وأنا قلت هذا الأمر لفخامة المستشار، وبقوله في العلن.. إذا كان هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب في إسرائيل، ممكن قوي يتم نقل الفلسطينيين حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة، أو الجماعات المسلحة في حماس والجهاد الإسلامي وغيره في القطاع، ثم بعد كدا تبقى ترجعهم إذا شاءت.

لكن نقلهم على مصر، العملية العسكرية دي ممكن تستمر سنوات، وهي عملية فضفاضة، أقول "لسه ما خلصناش الإرهاب.. لسه ما انتهيناش من المهمة..."، وتتحمل مصر تبعات هذا الأمر، وتتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل، ونتحمل إحنا في مصر مسؤولية ذلك، ويبقى السلام اللي إحنا عملناه كله بيتلاشى من إيدينا في إطار فكرة لتصفية القضية الفلسطينية.

أنا قلت لمعالي المستشار مصر فيها 105 مليون، والرأي العام المصري، والرأي العام العربي، يتأثر بعضه ببعض، وإذا (يتنهد الرئيس) يعني.. استدعى الأمر إن أنا أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فستروا ملايين من المصريين، ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة، ودعم الموقف المصري في هذا الأمر.

أنا بقول الكلام دوت عشان قبل الأمور ما.. لأن إحنا شايفين إن عملية الحصار المطبق على القطاع، أنا آسف إن أنا أطالت معالي المستشار، ولكن دي قضية خطيرة، وعملية منع المياه والوقود والكهربا ودخول المساعدات إلى القطاع، هو الهدف النهائي في النهاية هو نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع على مصر، وهذا أمر نحن نرفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير إلى سيناء.

السيدات والسادة،

لقد تناولت مع فخامة المستشار شولتز، أيضًا القمة التي دعت لها مصر لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، أكدنا أهمية أن تسفر القمة عن مخرجات تساهم في وقف التصعيد الجاري، حقنا لدماء المدنيين، والتعامل مع الوضع الإنساني الآخذ في التدهور، وإعطاء دفعة قوية لمسار السلام.

ختامًا، أرحب بكم مجددًا فخامة المستشار أولاف شولتس في مصر، وأعتذر على إن الزيارة تأتي في ظروف صعبة، ولكن أملي أن تكون هذه الزيارة خطوة رئيسية في جهودنا لإنهاء الأزمة الحالية، وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب. شكرًا. اتفضل.


ألقيت الكلمة في قصر الاتحادية بمحافظة القاهرة، حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع المستشار الألماني أولاف شولتس، للتباحث حول تطورات الأوضاع الإقليمية، والتصعيد العسكري في غزة.