قررت نيابة أمن الدولة تجديد حبس ملك الكاشف 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعها في زنزانة انفرادية في سجن مزرعة طرة، وفقًا لما ذكره محاميها عمرو محمد، عبر حسابه على فيسبوك، مساء أمس الثلاثاء.
وألقي القبض على الكاشف في ساعة مُبكرة من يوم الأربعاء 6 مارس/ أذار الجاري، واختفت لمدة 24 ساعة، قبل أن تظهر كواحدة من المتهمين في القضية رقم 1739 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا.
وتشمل الاتهامات الواردة في القضية "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، ونشر أخبار كاذبة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تكدير السلم العام".
وحمّلت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، وزارة الداخلية المسؤولية عن أمن وسلامة ملك النفسية والجسدية، وضمان أن يكون مكان احتجازها "آمن ومناسب لنوعها الاجتماعي".
وعقب احتجازها، خضعت ملك لكشف طبي في مستشفى عام، تضمن فحصًا شرجيًا، وهو ما اعتبرته المبادرة "من ضروب المعاملة المهينة التي حظرت إجرائها لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة مرارًا، وانتهاكًا صريحًا لحق الإنسان في السلامة الجسدية والكرامة".
وألقت السلطات القبض على عشرات اﻷشخاص، بينهم ملك، في الفترة بين 28 فبراير/ شباط الماضي و5 مارس/أذار الجاري، من محيط شوارع وميادين منطقة وسط القاهرة، بعد دعوات للتظاهر انتشرت على فيسبوك وتويتر، عقب حادث قطار محطة مصر، والذي راح ضحيته ما لا يقل عن 22 شخصًا، بجانب إصابة العشرات.
وتشمل الاتهامات في هذه القضية "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، ونشر أخبار كاذبة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تكدير السلم العام".
وشهدت فترة اختفاء ملك، الفتاة العابرة جنسيًا وإحدى الناشطات في مجال الحقوق والحريات الجنسية، محاولات من حقوقيين لاستجلاء مصيرها، عبر البحث عنها في عدد من أقسام الشرطة والنيابات.
وكان من بين المحاولات تقديم محاميها عمرو محمد تلغرافات لجهات تنفيذية وقضائية تمثّلت في وزارة الداخلية ومكتب النائب العام، حول واقعة قبض قوات اﻷمن الوطني عليها من داخل منزلها بالجيزة، حسبما ذكر في تصريحات أدلى بها للمنصّة في وقت سابق.
وتقدّم محامو ملك بطلب للتحقيق في "التعدي على سلامتها" بتوقيع الكشف الشرجي عليها، وبطلب آخر للنيابة بتمكينها من حقها في تلقي الخدمات الطبية تحت الاحتجاز، عن طريق عرض طلبها على "لجنة تغيير الجنس بنقابة الأطباء"، وتمكينها من إجراء الجراحات التكميلية المرغوبة.
وتداول عدد من مستخدمي فيسبوك وتويتر صورًا لملك الكاشف، مع أنباء أفادت بالقبض عليها بسبب دعوتها للتظاهر تحت شعار "راجعين التحرير"، والذي لاقى تفاعلًا من عدد كبير من مرتادي الموقع.
وأبدى عدد من المتابعين لقضيتها، قبل الكشف عن مصيرها، تخوّفًا من ظروف الاحتجاز التي قد تخضع لها، بسبب التضارب بين جنسها وبين المذكور في الأوراق الثبوتية الخاصة بها، والتي لم تتمكن من تغيير نوعها فيها من ذكر إلى أنثى حتى الآن، ما قد يؤدي إلى احتجازها في زنزانة رجال، ويجعلها عُرضة للمضايقات.