رفض 9 نواب الموافقة على قرار السيسي بتعيين هشام بدوي رئيسًا للجهاز المركزي للمحاسبات، خلفًا لهشام جنينه الذي صدر قرار بعزله في مارس الماضي ويحاكم الآن أمام محكمة جنح القاهرة بتهمة بث أخبار وإفشاء كاذبة عن حجم الفساد.
وصوت مجلس النواب اليوم بالموافقة على قرار التعيين، بعد موافقة 329 نائبًا، ورفض 9 نواب وامتناع 8 آخرين. من هم الرافضين؟ التصويت الإلكتروني سيُظهِر أسماءهم، ونعرفها لاحقًا من خلال المضابط.
وإليكم كواليس ما جرى اليوم تحت القبة من مناقشات ما بين مشكلة أراضي الري، لمادة تجريم ازدراء الأديان التي يبدو أن الدولة تريد الإبقاء عليها، إلى الموافقة على مشروع الملك سلمان لتنمية سيناء، وأخيرًا صندوق مكافحة فيروس سي:
1- رفض النواب اليوم رفع الحصانة عن النائب عبد الرحيم علي، وذلك على خلفية مقاضاته في قضية نشر. وقال عبد الرحيم علي في كلمته في الجلسة إن الموضوع متعلق بمقال منشور في صحيفة البوابة نيوز التي يرأس تحريرها، وكان المقال يهاجم خُطباء المساجد في المدن الجديدة، الذين يحرضون على التظاهر ويدعمون الجماعة الإرهابية، على حد قوله.
اقرأ أيضًا: تسلسل زمني: جنينة في مواجهة الدولة
2- في اجتماع لجنة الزراعة لمناقشة جفاف الأراضي الزراعية بسبب النقص الشديد في مياه الري؛ قال رئيس مصلحة الري، عماد ميخائيل، إن أراضي الدلتا تشرب من الصرف، وإن محافظات الوجه البحري، وخاصة الغربية والشرقية والدقهلية وكفر الشيخ، تعتمد في ري أراضيها الزراعية على مياه الصرف.
ورغم ذلك اتهم النائب فتحي قنديل وزارة الري بإهمال الصعيد وتفضيل محافظات الوجه البحري عليه. واشتكى من عدم تطهير النيل، وتأثير ذلك على جفافه وظهور جزر في مياه النيل بنجع حمادي.
3- ناقشت لجنة التشريعية مقترح إلغاء عقوبة ازدراء الاديان، من خلال حذف الفقرة (و) من المادة 98 من قانون العقوبات. وكلف وكيل اللجنة حلمى الشريف أمانة اللجنة باعداد مذكرة تتضمن الرأى القانونى. وأرسلت لجنة الشؤون الدينية مخاطبات للجهات الدينية (الأزهر والأوقاف والكنيسة) لمعرفة رأيهم في حذف الفقرة ولكن لم تصلها أية ردود حتى الآن.
لكن يبدو كذلك أن الحكومة لا ترغب في مثل هذا التعديل، رغم المشاكل التي أدى اليها القانون الحالي؛ مثل حبس قُصَّر في المنيا بتهمة ازدراء الأديان بعد سخريتهم من تنظيم الدولة الإسلامية. إذ قال ممثل وزارة العدل المستشار أيمن رفح: إن الوزارة ترى ضرورة وجود الفقرة (و) بالمادة 98 على ما هي عليه.
4- وافقت لجنة الشئون الاقتصادية اليوم على برنامج الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء، وذلك وفقًا لقرار رئيس الجمهورية رقم 181 لسنة 2016 . الاتفاق تم بين مصر والصندوق السعودي للتنمية، بشأن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء، وتبلغ المساهمة السعودية في هذا الملف 500 مليون دولار أمريكي.
5- فيروس سي
خلال مناقشة لجنة الشئون الصحية لمعاناة مرضى فيروس سي كشف النائب إيليا ثروت باسيلي، أن وزارة الصحة لا تحصل على كامل المبلغ المخصص لها في الموازنة العامة للدولة وقال: "لازم نفهم لماذا لا تأخذ ميزانيتها كاملة؟ وأين تُصرف هذه الأموال؟". وعقب رئيس اللجنة مجدي مرشد: "قطاع مثل وزارة الصحة والمستشفيات العامة يحتاج لميزانية إضافية، مش ممكن يأتي منه مرتجع. لابد أن نفهم أين تذهب هذه المخصصات؟ ولماذا لا تُصرف؟".
نأتي للشق المهم والذي يمس ملايين المواطنين، وهو مناقشة لجنة الشئون الصحية لمشروع قانون انشاء صندوق لعلاج مرضى فيروس سي، والذي قدمه النائب أحمد الطحاوي.
- المشروع المقدم هدفه جمع تبرعات من المواطنين لعلاج مرضى فيروس سي، طبعا النائب يريد فرض تبرعات "طوعية" على رواتب موظفي الدولة والقطاع الخاص، وقرش زيادة على كل دقيقة اتصال من التليفون المحمول، وزيادة الضرائب على السجائر والمشروبات "الكحولية المحرمة ولعياذ بالله، والسلع الاستفزازية، أنا بروح السوبر ماركت بشوف جِبَنْ [أجبان ومنتجان ألبان] ما انزل الله بها من سلطان". سيادة النائب يرى أن الجبن سلع استفزازية، لكن رئيس اللجنة مجدي مرشد استوقفه وقال له: "دي تالت مرة تتكلم فيها عن الجبنة".
- الطحاوي يريد جمع 10 مليار جنيه لعلاج مرضى فيروس سي، الذين تخصص لهم الصحة 2 مليار جنيه فقط.
- اللجنة استمعت دكتور يحيى الشاذلي نائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهو منسق اللجنة العليا التي شكلتها الرئاسة لمكافحة فيروس سي. الشاذلي قال: "لا يوجد رقم محدد للمصابين"، لكن في كل الأحوال لن يقلوا عن 5 مليون مصاب. و80% من المرضى لا يعرفون أنهم مصابين.
وبشأن قوائم انتظار علاج المرضى قال الشاذلي: "أبدا المشكلة ليست مادية، المشكلة ليست فلوس". ولم يوضح سبب قوائم الانتظار. وتباهى بتخفيض سعر الدواء وعلاج 160 ألف مريض. واشتكى من عدم متابعة المرضى لحالاتهم وعودتهم لوحدات العلاج مرة أخرى. وقال: "لست مدافعًا عن وزارة الصحة، الوزارة عايزة الحرق".
- كلام الشاذلي لم يلق استحسان النواب وتعرض لهجوم شديد. وقال النائب خالد هلال: "بقى لنا سنين لم أشاهد أي تقدم، أنا مستغرب لماذا لا يوجد إحصائية سليمة؟ أنت تشعرني أن المريض هو الجاني، ووزارة الصحة مجني عليها. المريض الذي لم يعُد لك مرة أخرى أكيد مات".
- النائبة شادية ثابت قالت: "في 2 مليار جنيه يُصرفوا على علاج فيروس سي هباء. أين خطط الوقاية؟ أين أماكن جراحات وولادات فيروس سي المنفصلة عن المرضى الآخرين؟". وتحدثت عن أن المستشفيات أصبحت وسيلة للعدوى.