حدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، مهلة لمدة أسبوع، لعرض نتائج التحقيق العملياتي حول مقتل 3 جنود إسرائيلين على يد جندي مصري على الحدود، قبل أن يُقتل الأخير.
ووصف هاليفي، في تغريدة له على تويتر اليوم، الجندي المصري بـ"المخرب". كما أشار رئيس الأركان إلى تشكيل طاقم تحقيق مؤسساتي بقيادة الميجر جنرال نيمرود ألوني لدراسة الطريقة العملياتية لحماية الحدود.
يأتي ذلك في وقت، ألقت وسائل إعلام إسرائيلية باللوم على الجيش، وشككت في الرواية الخاصة بأن الاشتباكات حدثت خلال محاولة لتهريب المخدرات.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست، في عرضها لتفاصيل الحادثة، أنّ "الجندي المصري كان يحمل كمية كبيرة ومن الذخيرة، إلى جانب القرآن الكريم، بدافع التطرف"، بينما وصفت صحيفة معاريف، ما حدث بـ "فشل أمني واستخباراتي الإسرائيلي".
ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أنه "على ما يبدو أنّ الطبيعة الجغرافية للمكان، هي من سهلت مهمة الجندي المصري إذا ما صحت الرواية الإسرائيلية لتفاصيل الحدث، حيث يمكن لأي جندي مصري، أو أي مصري أن يكشف الجانب الإسرائيلي على بعد قرابة الألف متر في العمق".
وأكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المفتوحة والخبير في الشؤون الإسرائيلية الفلسطيني سليم بريك، للمنصة، أنّ الحادث لن يؤثر على العلاقة المصرية- الإسرائيلية، رغم أن "إسرائيل لا تثق في التصريحات الواردة من الجانب المصري بشأنها، والتي تقول إنه كان يلاحق تجارًا للمخدرات، دون إشارة إلى نيته القيام بأي عملية ضد الجنود الإسرائيليين".
وأشار إلى أنّ إسرائيل على المستوى الرسمي حتى الآن "تتجنب إلقاء اللوم على القيادة المصرية العسكرية والسياسية"، وقال إن "إسرائيل تشدد أنه يجب ألا يمس الحادث العلاقات الإسرائيلية المصرية، بسبب البعد الاستراتيجي لتلك العلاقة والتنسيق الكبير خلال العقد الأخير، خاصة بعد العمليات ضد داعش".
وأضاف بريك أنه "بحسب البروتوكولات العسكرية الإسرائيلية، كان يجب أن يكون الجنود الثلاثة في الثكنة العسكرية، لكن في الواقع كان جندي وجندية، ونحن لا ندري ما حدث تمامًا مع هؤلاء الجنود، الواضح فقط أنهم قتلوا دون مقاومة".
أما عن الوقت الطويل بين عملية القتل الأولى التي حدثت قرابة الساعة السادسة والنصف من صباح أمس السبت، واكتشافها بعد قرابة 3 ساعات، قال بريك إن هذا "يدل على فشل في إدارة الوحدة العسكرية هناك، حتى لو كان يوم السبت"، في إشارة إلى الإجازة الأسبوعية في إسرائيل، لكن القوانين والقواعد العسكرية لم تكن هناك كما يجب أو كما هو منصوص ومتعارف عليها.
وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي، إلى أنّ التفاصيل الواردة حتى الآن تدل على "الفشل، وتضعف من مكانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما تُظهر الجيش الإسرائيلي أنه غير مستعد"، متابعًا أنه "ربما الجيش مرهق في شمال فلسطين المحتلة والضفة الغربية، وبعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، لكن الإهمال والفشل واضح".
وأضاف بريك أن التحقيقات والتصريحات الأولية، تظهر إطمئنانا زائدا أو عدم اهتمام من قبل الجنود الإسرائيليين وقت الحادثة، وهو ما سهل قتلهم، خاصة وأنّ عملية القتل الأولى لـ "جندي ومجندة" تمت دون أي مقاومة أو إطلاق نار متبادل.
ونوه بريك، إلى أنّ التحقيقات التي تجري الآن داخل الجيش الإسرائيلي "قد تطال قائد المنطقة أو نائب قائد المنطقة، لكنها في العادة لا تصل إلى رئيس الحكومة أو وزير الدفاع في إسرائيل".
واتفق الخبير الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج مع بريك، حول وجود تقصير كبير من جانب الجيش الإسرائيلي، نافيًا في الوقت ذاته وجود نية مسبقة لدى الجندي المصري، أو ميول إسلامية متطرفة، والذي دفعت به بعض الصحف الإسرائيلية.
وقال فرج للمنصة، إن "الصحف الإسرائيلية لازم تشكك في رواية المخدرات، والرواية دي من عندهم هم اللي قالوها وطالبوا الجيش المصري إنه يعاونهم في التحقيقات، بعد فشلهم الذريع وطول مدة اكتشاف الحادث".
وفق الخبير الاستراتيجي المصري فإن "الحادث وقع في الرابعة فجرًا، ولم يتم التوصل إلى جثامين الجنود الإسرائيلين سوى في الثامنة صباحًا، ثم تواصلوا مع الجيش المصري 12 ظهرًا، وقال "كل ده وقت طويل جدًا وإهمال كبير".
ولفت فرج إلى أن رواية "تهريب المخدرات" هي رواية إسرائيلية قد تكون غير دقيقة، وقال إن "ما يمكن اللي كان بيحاول يتسلل حد معاه سلاح ولا مفرقعات والجندي تعامل معاه"، وتابع "ممكن قالوها عشان يداروا على فشلهم".
في غضون ذلك، التزم أعضاء الحكومة والكنيست الإسرائيلي الصمت، إزاء الحادث، بينما علق بحذر وزير البناء والإسكان في الإسرائيلي جولد كنوبف، قائلاً "يجب أن يكون هناك نظام أقوى هنا حتى لا تتكرر هذه الأمور مرة أخرى"، دون التصريح بشكل واضح إلى ما واجهه الجيش والحكومة من فشل استخباراتي وأمني كما أكدت وسائل الإعلام.
وتباينت التصريحات المصرية الرسمية عقب الحادثة، والتي قالت إنّ جنديًا مصريًا كان يلاحق تجارًا للمخدرات قد قتل بالإضافة إلى قتل 3 من جنود الجيش الإسرائيلي دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.