قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، الدكتور أشرف القدرة، إن 67 قتيلًا وصلوا إلى المستشفيات "نتيجة المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة رفح، ولا زالت عملية انتشال الضحايا مستمرة".
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم فجر الاثنين عددًا من المناطق والأحياء بمدينة رفح، حيث استهدف أكثر من 14 منزلًا، و3 مساجد قريبة من خيام النازحين، وقصف عددًا من الأهداف على الحدود الجنوبية مع مصر.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه نفذ الليلة الماضية "عملية تحرير ناجحة لمختطفين إسرائيليين، اختطفتهما حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من مستوطنة نير إسحاق، واحتجزتهما في رفح".
وأعلنت وزارة الصحة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي "19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 164 شهيدًا و200 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية"، مؤكدة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 28 ألفًا و340 قتيلًا و67 ألفًا و984 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحول العملية العسكرية الإسرائيلية، قال شاهد عيان من سكان المنطقة المستهدفة بحي الشابورة شمال رفح لـ المنصة، إنه قرابة الساعة الواحدة فجر الاثنين، سمعوا أصواتًا تتحدث بالعبرية بجوار منزلهم المكون من عدة طوابق سكنية.
حاول أحد الشبان النظر من شباك منزله، إلا أنه تلقى رصاصة مباشرة أردته قتيلًا في لحظتها، تبع ذلك سماع الجيران إطلاق نار كثيفًا على عدد من المنازل، تبعه صوت اشتباك مسلح لمدة ربع ساعة، وفق الشاهد.
وقال إنهم سمعوا صوت طائرات الكواد كابتر الإسرائيلية بشكل قريب جدًا وعلى علو منخفض "تبعه صوت اقتراب طائرات أباتشي أطلقت نيرانها على محيط المكان المستهدف"، حيث نفذ الاحتلال عملية تحرير مختطفين إسرائيليين، وهما لويس هر (70) وفرناندو مرمان (60).
وحسب شاهد عيان آخر، قال لـ المنصة إنهم "لم يفهموا ما يجري بجوار منازلهم حتى انتهاء القصف الإسرائيلي الكثيف، وبزوغ الصباح، حيث اكتشفوا اقتحام منطقة سكنهم من عدة اتجاهات وصولًا للمنزل المستهدف، كما شاهدوا آثار وبقايا معدات من سلالم وأحبال استخدمتها القوة الخاصة الإسرائيلية خلال عملية الاقتحام".
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الاثنين، "المجازر الجماعية التي تواصل قوات الاحتلال ارتكابها ضد المدنيين الفلسطينيين، والنازحين منهم، خاصة في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة لليوم الـ129 على التوالي".
وأشارت، في بيان، إلى "أعداد كبيرة من المفقودين والمصابين بمن فيهم النساء والأطفال، في إمعان إسرائيلي رسمي في استهداف المدنيين، ونقل الحرب إلى منطقة رفح الممتدة بالسكان، لدفعهم إلى الهجرة ودوامة النزوح تحت القصف".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره لمجمع ناصر الطبي، وقالت وزارة الصحة "لا يستطيع أحد التحرك في ساحات المجمع الطبي، القناصة الإسرائيلية قتلت 7 مواطنين وأصابت 14 من الطواقم والنازحين داخل ساحات مجمع ناصر الطبي، إضافة إلى سقوط الأسقف المعلقة في أقسام المبيت والعمليات نتيجة الانفجارات المحيطة بالمجمع".
وعلى صعيد متصل، نقلت شبكة إن بي سي الأمريكية، اليوم الاثنين، عن مصادر مطلعة قولها إن الرئيس جو بايدن عبر في أحاديث خاصة أجراها في الآونة الأخيرة عن "إحباطه" بسبب عدم قدرته على إقناع إسرائيل بتغيير استراتيجياتها العسكرية في قطاع غزة.
وذكرت المصادر، التي لم تسمها الشبكة، أن بايدن أكد أنه "يحاول إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصب جام غضبه عليه وصار يستحيل التعامل معه".
وأضافت أن بايدن اعتبر نتنياهو "العقبة الرئيسية" أمام إقناع إسرائيل بتغيير استراتيجيتها في غزة.
وأشارت المصادر المطلعة على تعليقات الرئيس الأمريكي إلى أن بايدن قال أيضًا في أحاديثه الخاصة إن نتنياهو يريد استمرار الحرب "كي يتسنى له البقاء في السلطة".
كان البيت الأبيض قال أمس الأحد إن بايدن أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي "ضرورة وجود خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ، لضمان أمن النازحين في رفح بجنوب قطاع غزة قبل القيام بعملية عسكرية هناك".
وأضاف البيت الأبيض، في بيان، أن بايدن دعا خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، كما طالب بضرورة البناء على ما أحرز من "تقدم" في مفاوضات تبادل المحتجزين في غزة.
ومنتصف الشهر الماضي، كشف موقع أكسيوس، نقلًا عن 4 مسؤولين أمريكيين، أن الرئيس جو بايدن "بدأ يفقد صبره" تجاه نتنياهو، بشأن الحرب في قطاع غزة.
وقالت المصادر للموقع الأمريكي إن "هناك شعورًا بخيبة أمل متزايدة وإحباط شديد" تجاه نتنياهو ورفضه معظم طلبات إدارة بايدن الأخيرة المتعلقة بالحرب.