قررت اللجنة المشكلة بنقابة المحامين للتحقيق في شكوى محامٍ من إساءة رئيس محكمة بجنايات المنصورة لكارنيه النقابة الخاص به بقوله "تجيب بيه فرختين من الجمعية"، اليوم، تأجيل جلسة الاستماع لأقوال صاحب الشكوى للغد، لامتناعه عن الحضور على مدى جلستي تحقيق عقدتهما اللجنة، حسب عضو مجلس نقابة المحامين ربيع الملواني وعضو لجنة التحقيق.
وتلقت النقابة، أول أمس، شكوى من المحامي بقرية منية سمنود بالدقهلية فتحي شوقي نصر، طالب فيها نقيب المحامين عبد الحليم علام، باتخاذ الإجراءات القانونية إزاء ما وصفه بتعرضه لإساءة من القاضي بهاء المري، رئيس محكمة استئناف جنايات المنصورة، الذي قال له بجلسة الاثنين الماضي "كارنيهك دا يا أستاذ تروح تقف بيه في الطابور تجيب فرختين من الجمعية".
وفسّر الملواني لـ المنصة موقف المحامي بالامتناع عن حضور جلسات الاستماع بأنه بات يميل للتراجع عن الشكوى "بسبب الخوف الذي سربته له أطراف داخلية بنقابة المحامين طالبته بالتنازل عن الشكوى وإغلاق الأمر".
وأضاف الملواني أن لجنة التحقيق أبلغت النقيب بأنه حال عدم حضور المحامي لجلسة التحقيق الثالثة المقرر عقدها غدًا، فإن اللجنة ستقرر وقف التحقيق مؤقتًا "لحد ما ييجي المحامي يدلي بأقواله، ما هو مش معقولة إحنا كلنا كنقابة نتحرك ومقدرين خطورة الأمر وإنه لا يصح يحصل معانا كده في بداية عهد جديد للنقابة بانتخاب النقيب علام للمرة الثانية، والمحامي ده يتراخى بالشكل ده يعني، مش منطقي أبدًا".
وأوضح أنه نما إلى علم لجنة التحقيق من خلال أقوال الشهود أن المحامي مقدم الشكوى حضر للمحكمة أمام ذات القاضي في اليوم التالي للواقعة وقدم إليه اعتذارًا، مؤكدًا أن اللجنة أبلغت المحامي بأن الأزمة لم تعد تخصه وحده، وإنما "ده حق نقابة المحامين وحق مهنة المحاماة".
وفي السياق ذاته، قال عضو لجنة التحقيق وعضو مجلس نقابة المحامين عن دائرة استئناف الدقهلية ناصر العمري، إن اللجنة استمعت خلال جلسة تحقيق امتدت لحوالي 8 ساعات أمس إلى أقوال الشهود ممن حضروا الجلسة ومنهم المحامي محمد محمود عطية الذي رد على هيئة المحكمة بأن "كارنيه المحاماة هو وكارنيه القضاء في مقام واحد، وأنه لا يصح أن يوجه رئيس المحكمة أي إهانة لكارنيه نقابة المحامين".
وأضاف العمري لـ المنصة، أن الشهود أكدوا صحة الواقعة محل الشكوى، مضيفًا "وبعتنا طلب حضور للزميل المحامي فتحي نصر المتضرر، وحررنا مذكرة تضمنت ما جاء بشكواه وأرفقناها بالتحقيقات".
وأشار إلى أن اللجنة قررت استدعاء 4 شهود آخرين للواقعة، لسماع أقوالهم بجلسة الغد، وبعدها ستكون التحقيقات قد تم استيفاؤها، وستعد اللجنة تقريرًا عنها لعرضه على النقيب العام لاتخاذ الإجراء الذي يتناسب مع "هيبة المحاماة".
وقبل امتناعه عن الحضور للتحقيقات التي تجريها النقابة، قال نصر في شكواه "إنه بتاريخ 25 مارس/آذار الجاري، حضرت متزاملًا مع أستاذي محمد السعيد المقبول أمام محكمة الاستئناف، والذي ترك لي متابعة القضية لحين حضوره نظرًا لارتباطه بجلسات وأعمال أخرى، وعند مجيء دور القضية لم يكن أستاذي قد حضر، مما اضطرني للحضور مكانه"، مضيفًا أنه "لدى طلب القاضي كارنيه المحاماة، احترامًا لسيادته أبرزت الكارنيه الخاص بأستاذي الذي لم يكن قد حضر، بالإضافة إلى الكارنيه الخاص بي، وما إن طالع رئيس الدائرة الكارنيه حتى ردد في قاعة المحكمة ومن على منصة القضاء أنتم بتشتغلونا.. اللي يثبت الحضور محامي استئناف واللي يحضر محامي ابتدائي.. كارنيهك ده تروح تقف بيه في طابور الجمعية تجيب فرختين وكرر ذات الجملة".
وكان المستشار المُري أكد في بيان نشرته "دار الأهرام للنشر"، وهي الدار التي يصدر من خلالها مؤلفاته، أن "ما تم ذكره ليس صحيحًا وأن مهنة المحاماة رسالة عظيمة لا يملك شخص مهما كان قدره أن يقلل منها أو من نقابتها"، مضيفًا "على من يحرفون الكلام ليصنعوا به الفتنة أن يعلموا جيدًا دون استثناء أن العدالة لا تستقيم إلا بجناحيها القضاء والمحاماة".