قررت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الإبقاء على تصنيف "هيئة تحرير الشام" في سوريا كمنظمة إرهابية لبقية فترة ولايته، تاركة الأمر لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي سيتم تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، حسبما نقلت واشنطن بوست عن 3 مسؤولين أمريكيين لم تسمهم.
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني الذي استخدم مؤخرًا اسمه الحقيقي أحمد الشرع.
لكن مسؤولًا أمريكيًا لم تسمه واشنطن بوست قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة لا تستبعد حذف هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب بعد تقييم مدى استقلالها عن تركيا "لنتعامل معها من أجل استقرار سوريا".
وشنت هيئة تحرير الشام، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار إلى روسيا لاجئًا.
وأشار أحد كبار المسؤولين الأمريكيين إلى مخاوف واشنطن المستمرة بشأن إدراج المقاتلين الأجانب وغيرهم من المسلحين في مناصب داخل وزارة الدفاع السورية بقوله"ستكون الأفعال أعلى صوتًا من الكلمات".
وبينما أبقت إدارة بايدن على تصنيف المنظمة، خففت الاثنين الماضي العديد من القيود الرئيسية على سوريا بهدف تحفيز تعافي البلاد وبناء حسن نية مع حكومتها المؤقتة.
وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا عامًا لمدة ستة أشهر يجيز مجموعة من المعاملات مع الحكومة السورية، مما يسمح للمجموعات الإنسانية بتقديم خدمات مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء، كما يسمح بإجراء معاملات معينة مع الحكومة السورية دون خوف من العقوبات مثل مبيعات الطاقة.
ومنذ عام 2005، فرضت عدة جهات دولية سلسلة من العقوبات على سوريا، أبرزها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1636 في عام 2005، الذي يقضي بحظر السفر الدولي وتجميد الأصول المالية في سوريا.
ومنتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة منفتحة على تخفيف العقوبات عن سوريا، موضحًا أنه في حال مضت العملية الانتقالية بعد سقوط بشار الأسد قدمًا "سننظر من جانبنا في عقوبات مختلفة وإجراءات أخرى سبق أن اتخذناها، ونرد بالمثل".
وقال مسؤول أمريكي آخر إن الخطوات التي يجب أن تتخذها هيئة تحرير الشام للخروج من القائمة تستغرق وقتًا وأن إدارة بايدن اتخذت القرار الصحيح.
وفي وقت سابق، أسقطت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لاعتقال أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، التي سبق أن عرضها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 2017 لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.