شنت الولايات المتحدة، فجر اليوم الأحد، هجومًا على إيران، وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب أن الضربات الجوية الأمريكية دمرت بشكل تام وكامل المنشآت النووية الإيرانية المستهدفة، وهدد بشن المزيد من الهجمات إذا لم تذهب طهران إلى السلام، فيما أعلنت إيران احتفاظها "بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها".
وأضاف ترامب في خطابه "إما أن يكون هناك سلام أو ستكون هناك مأساة لإيران أكبر بكثير مما شهدناه خلال الأيام الماضية".
وقبل الخطاب، كتب ترامب على تروث سوشيال "لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان. جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني".
وحسب ترامب أسقطت الولايات المتحدة "حمولة كاملة من القنابل على فوردو"، وقال "جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بأمان. تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء. لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه القيام بذلك. الآن هو وقت السلام!".
وأضاف ترامب على تروث سوشيال أن "أي رد انتقامي من قبل إيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية سيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدناه".
وعقب الهجوم الأمريكي على إيران، قال ترامب "هذه لحظة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والعالم. يجب أن توافق إيران الآن على إنهاء هذه الحرب".
وحسبما قال مسؤول أمريكي، لم تسمه CNN، فإن الولايات المتحدة استخدمت 6 قاذفات من طراز B-2 "الشبح" لإسقاط 12 قنبلة "خارقة للتحصينات" خلال الهجوم.
من جهته، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على الهجوم، وقال في فيديو بالإنجليزية إن الهجوم يُمثل "منعطفًا تاريخيًا قد يقود الشرق الأوسط إلى السلام"، مضيفًا "أشكركم، وشعب إسرائيل يشكركم".
"في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية، أثبتت أمريكا أن لا نظير لها" قال نتنياهو، مضيفًا "أولًا تأتي القوة، ثم يأتي السلام"، وأكد أن الهجوم الأمريكي تم بالتنسيق الكامل مع إسرائيل.
بالتزامن، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أنه لا يوجد أي خطر إشعاعي يهدد السكان بعد تعرض 3 مواقع نووية في البلاد لقصف أمريكي، كما أكدت إيران أن المنشآت النووية الثلاثة في نطنز وفوردو وأصفهان جرى إخلاؤها منذ فترة طويلة، فيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية/إيرنا إن "السكان القريبين من منشأة فوردو لم يشعروا بأي انفجارات شديدة والأوضاع بالمنطقة طبيعية".
أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فقال على إكس إن الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ارتكبت "انتهاكًا خطيرًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بمهاجمتها المنشآت النووية السلمية الإيرانية".
وأضاف أن الهجوم "مشين وسيكون له عواقب أبدية"، كما وصفه بـ"السلوك الإجرامي الخطير للغاية والخارج عن القانون".
وقال "وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وأحكامه التي تسمح بالرد المشروع دفاعًا عن النفس، فإن إيران تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها".
في الأثناء، أعلن التليفزيون الإيراني "كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح الآن هدفًا مشروعًا"، فيما أشارت سكاي نيوز إلى تشديد الإجراءات الأمنية بمحيط السفارة الأمريكية في بغداد.
وأعلنت إسرائيل إغلاق مجالها الجوي بشكل كامل حتى إشعار آخر، وحسب سكاي نيوز أطلقت إيران حوالي 30 صاروخًا على تل أبيب وحيفا، مؤكدة سقوط صواريخ إيرانية في وسط وشمال إسرائيل بشكل مباشر، في أول هجوم لها عقب الضربة الأمريكية.
فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه جراء الضربات الأمريكية، ووصفها بأنها "تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية".
"في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى"، قال جوتيريش، مضيفًا "لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام".
وبينما كانت إيران تستعد لجولة محادثات جديدة مع أمريكا، شنَّت إسرائيل فجر الجمعة قبل الماضي هجومًا مباغتًا على إيران "لمنعها من امتلاك سلاح نووي"، تمكّنت في بدايته من تصفية قيادات عسكرية إيرانية من بينها رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، بالإضافة إلى علماء نوويين، فيما ردت طهران بإطلاق موجات من الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل.