قالت حركة حماس إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل تعقيد المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، في وقت يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإقرار الهدنة.
وأوضحت حماس في بيان عبر تليجرام اليوم، أن حكومة الاحتلال تتعنت من خلال رفض المطالب الجوهرية بشأن آلية تدفّق المساعدات، والانسحاب من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.
وخلال البيان أشارت الحركة إلى موافقتها على إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين لديها، "في إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية لإقرار الهدنة".
وقالت الحركة إنها "تواصل الجهود المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعيًا للتوصّل إلى اتفاق شامل يُنهي العدوان على شعبنا، ويُؤمّن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن، ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة".
وتابعت "تبقى النقاط الجوهرية قيد التفاوض، وفي مقدّمتها تدفّق المساعدات، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار".
وشددت "على الرغم من صعوبة المفاوضات حول هذه القضايا حتى الآن بسبب تعنت الاحتلال، فإننا نواصل العمل بجدّية وبروح إيجابية مع الوسطاء لتجاوز العقبات وإنهاء معاناة شعبنا وضمان تطلعاته في الحرية والأمن والحياة الكريمة".
ويجري التفاوض بين حماس وإسرائيل في الدوحة أخيرًا حول هدنة تمتد لـ60 يومًا تتضمن الإفراج عن جثامين 9 محتجزين إسرائيليين، و10 أحياء، على أن يتم الإعلان عنها بنهاية الأسبوع الجاري، حسب مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
من ناحيته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن هناك "فرصة جيدة جدًا" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، في أعقاب لقائه نتنياهو للمرة الثانية خلال يومين في واشنطن أمس الأول.
وقال ترامب للصحفيين، مساء أمس، "لدينا فرصة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل"، ويأتي التصريح في أعقاب حديث مصادر دبلوماسية لم تسمها سكاي نيوز عربية أن الإدارة الأمريكية بدأت فعليًا في ممارسة "ضغط شديد" على إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية في غزة، وأكد مصدر أمريكي رفيع أن "الضغط بدأ ليلة أمس الأول، وسيستمر بقوة خلال الأيام المقبلة"، وهو ما أكده أيضًا مصدر دبلوماسي في الشرق الأوسط وصف الأجواء بـ"المتوترة".
بدوره، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مقابلة مع Fox News، عن "آفاق التوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار". واعتبر أنّ هذا الاتفاق أصبح وشيكًا، على خلاف حديثه أمس.
وأشار نتنياهو في حديثه إلى أنّ الاتفاق سيكون لمدة شهرين. وفي نفس اللقاء اتهم نتنياهو حركة حماس بأنها هي من تقف وراء تجويع سكان القطاع، وأن ما تقوم به إسرائيل هو دفاع عن النفس، وفق قوله.
وأمس، قال نتنياهو إن إسرائيل "لن تتراجع ولو للحظة"، مؤكدًا أن "الضغط العسكري وحده كفيل بتحقيق هذا الهدف"، وذلك بعد يوم من رفضه حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وقال إنها "تمتلك صلاحيات تهدد إسرائيل".
في السياق، نقلت سكاي نيوز عربية عن مسؤول إسرائيلي بارز لم تسمه قوله إن إسرائيل ستستأنف حرب غزة بعد هدنة الـ60 يومًا المقترحة، إذا رفضت حركة حماس نزع سلاحها.
وأوضح المسؤول حسب الشبكة أن إسرائيل وحماس قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير رهائن خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن من غير المتوقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خلال يوم واحد.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، لم تلتزم إسرائيل ببنود اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ استأنفت العدوان بعد الإفراج عن عدد المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، ولم تستكمل المرحلة الثانية من الاتفاق التي كان من المقرر أن ينسحب جيش الاحتلال خلالها من قطاع غزة.