اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة
النشطاء على متن السفينة حنظلة، 25 يوليو 2025

البعض وافق على الترحيل.. إسرائيل تحقق مع نشطاء "حنظلة"

قسم الأخبار
منشور الاثنين 28 يوليو 2025

أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحسار عن غزة، مساء الأحد، أن محامي مركز عدالة، الذي يُعرف نفسه مركزًا قانونيًّا لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، التقى مع 17 من أصل 21 ناشطًا محتجزًا كانوا على متن السفينة "حنظلة" قبل أن تداهمها إسرائيل في المياه الدولية في الساعات الأولى من صباح أمس. 

ووفق اللجنة الدولية، التقى المحامون مع النشطاء إما في ميناء أشدود أو أحد مراكز الشرطة الإسرائيلية، وحسب البيان فإن "جميع النشطاء في حالة مستقرة نسبيًا"، وهم الذين أعلنوا عن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام منذ اعتراض السفينة.

واستنكرت اللجنة الدولية تعامل السلطات الإسرائيلية مع النشطاء المتطوعين لإيصال مساعدات رمزية لقطاع غزة المحاصر، وقالت "تتعامل معهم وكأنهم دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، على الرغم من أنه تم اقتيادهم قسرًا من المياه الدولية إلى داخل إسرائيل رغمًا عنهم".

وعن سير التحقيقات مع النشطاء، نقلت اللجنة الدولية عن المحامين أن السلطات الإسرائيلية عرضت عليهم خيارين "إما الموافقة على ما يسمى بالترحيل الطوعي، أو البقاء قيد الاحتجاز والمثول أمام محكمة إسرائيلية لمراجعة قانونية استمرار احتجازهم بانتظار الترحيل".

وحسب البيان، وافق الناشط الإيطالي أنطونيو ماتسيو والفرنسي جابرييل كاثالا والأمريكي يعقوب بيرجر على الترحيل، بينما رفض مقترح "الترحيل الطوعي" كل من الأمريكيين بريدون بيلوزو كريستيان سمولز، والأستراليين روبرت مارتن وتانيا صفي، والفرنسيين جوستين كيمبف وإيما فورو، والإيطالي أنطونيو لا بيتشيرلا، والبريطانية كلوي فيونا لودن، والإسبانيين سانتياجو جونزاليس فاليخو وسيرجيو توريبيو سانشيز، والنرويجية فيجديس بيورفاند، والتونسي حاتم العويني.

أما الناشطان هويدا عراف وبوب صُبري، وكلاهما يحمل الجنسية المزدوجة الأمريكية والإسرائيلية، فاستجوبتهما الشرطة الإسرائيلية وأفرجت عنهما، وهما الآن مع الفريق القانوني لمركز عدالة، وفق البيان، الذي أكد أن المحامين لم يلتقوا النشطاء المحتجزين آنج ساهوكيت وفرانك رومانو ومحمد البقّالي ووعد الموسى، موضحًا أن هؤلاء ممثلون من قبل محامين خاصين.

وفي الساعات الأولى من صباح أمس أكد ائتلاف أسطول الحرية أن السفينة المدنية "حنظلة" تعرضت لاعتراض عنيف من جيش الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية، على بُعد نحو أربعين ميلًا بحريًا من غزة.

وقبل أن تداهم إسرائيل السفينة "حنظلة" حاول النشطاء على متنها التواصل مع البحرية الإسرائيلية التي حذرتهم من الاقتراب، وكانت أعلنت في وقت سابق أنها ستمنع السفينة من الوصول إلى القطاع المحاصر.

وغيرت السفينة مسارها جنوبًا نحو السواحل المصرية بعد التهديدات الإسرائيلية، وحاولت التواصل مع ميناء العريش للسماح لهم بدخول المياه الإقليمية المصرية "في حال تصاعد التهديد من قبل السلطات الإسرائيلية، سيحاول الطاقم الاتصال بخفر السواحل المصري لطلب الدخول الطارئ بناءً على التهديد الذي يهدد حياتهم"، لكنهم لم يتلقوا أي رد من السلطات المصرية، حسب الصحفي محمد البقالي الذي كان على متن السفينة، فعادوا إلى مسارهم الأول، قبل أن تداهمهم إسرائيل.

"حنظلة" ليست الأولى التي يعترضها جيش الاحتلال وهي في طريقها صوب غزة، والشهر الماضي أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر البيراوي الأسبوع الماضي لـ المنصة إن إسرائيل لا تزال تحتجز السفينة مادلين التي اعترضتها وداهمتها في المياه الدولية الشهر الماضي.

وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.

والسفينة "حنظلة" سفينة صيد نرويجية صنعت عام 1968، وكانت تعرف سابقًا باسم"نافارن"، وانضمت إلى "أسطول الحرية" عام 2023، وشاركت في مبادرات تضامنية واسعة حول دول العالم بين عامي 2023 و2024، أبرزها في 13 يوليو/تموز 2025 حين انطلقت من إيطاليا في رحلة شعارها "من أجل أطفال غزة".

أما أسطول الحرية فهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.

ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة/Mavi Marmara عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.

واختار تحالف أسطول الحرية أن يطلق على السفينة اسم "حنظلة"، وهو اسم أشهر شخصية كاريكاتيرية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وظهرت للمرة الأولى عام 1969.