جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي إدانته للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتخاذل الدول عن إغاثته، وقال إن التاريخ سيحاسب دولًا كثيرة على مواقفها من الحرب، مؤكدًا أن مصر لن تكون أبدًا بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني.
وقال السيسي، خلال مؤتمر صحفي بقصر الاتحادية مع نظيره الفيتنامي لوونج كوونج، "نحن مستعدون لإدخال المساعدات في كل الأوقات، ولكننا غير مستعدين لاستقبال أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم. هناك من له هدف آخر.. وهو تشتيت الانتباه عن المسؤول الفعلي عن الوضع المأساوي الفلسطيني، وأحذر كما حذرتُ سابقًا من استمرار هذا الوضع".
وأضاف "الوضع في غزة تحول إلى حرب ممنهجة للتجويع والإبادة"، مشددًا على أن "ما يردده البعض حول مشاركة مصر في حصار الشعب الفلسطيني ومساهمتها في تجويعه إفلاس كلام فارغ".
ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس الأمريكي كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكنَّ هذه الدعوة قُوبلت بالرفض القاطع من مصر والدول العربية، كما واجهت انتقادات دولية، كما نددت جماعات لحقوق الإنسان بنقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.
وأشار السيسي خلال المؤتمر الصحفي إلى أن قطاع غزة يربطه بالعالم الخارجي 5 منافذ منها معبر رفح مع مصر والباقي يدار من خلال الجانب الإسرائيلي.
وأوضح أن "مصر لم تتخل عن دورها في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات في الأراضي المصرية مستعدة للدخول إلى قطاع غزة".
وقال السيسي في كلمته اليوم "قبل الحرب كان يدخل من مصر 600 إلى 700 شاحنة محملة بالأغذية والمواد المطلوبة لإعاشة نحو 2.3 مليون من الفلسطينيين. وتصوروا أن يتم تقليل هذه الكمية لدرجة الصفر على مدى الـ21 شهرًا الماضيين.. والوضع الذي ترونه الآن في القطاع ناجم عن ذلك، وليس ناجمًا عن أن مصر تخلت في دورها في إدخال المساعدات أو أنها تشارك في حصار القطاع".
"يجب أن يعلم الناس ليس فقط في مصر وإنما في العالم أجمع.. أن ذلك هو إفلاس ممن يدعون هذه الادعاءات على مصر. نحن مستعدون لإدخال كميات أكثر من ذلك بمرات من أجل إغاثة الشعب الفلسطيني، وندعو إلى وقف الحرب، مرة واثنين وثلاثة، ونبذل كل جهدنا، وسنستمر في هذا الإجراء"، قال السيسي.
وتأتي كلمة السيسي بعد أيام من هجوم على مصر والأردن وصفه نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بالمنظم، فخلال الأيام الماضية دعا رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية إلى "الزحف نحو فلسطين برًا وبحرًا وحصار السفارات"، في حين خاطب المصريين قائلًا "يا أهل مصر وقادتها، كيف تسمحون بموت إخوانكم على حدودكم؟".
تصريحات الحية ليست الهجوم الوحيد على مصر خلال الفترة الأخيرة، وعلى مدار الأيام الماضية شهدت سفارات وبعثات دبلوماسية مصرية في دول عدة حول العالم احتجاجات ومحاولات لحصار وإغلاق، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، وإيصال المساعدات للأهالي الذين يعانون التجويع. فيما تؤكد دومًا الحكومة المصرية أن المعبر مفتوح من الجانب المصري ولم يتم إغلاقه طوال الأزمة في غزة، لكن الجانب الفلسطيني تسيطر عليه إسرائيل منذ السابع من مايو/أيار 2024.
وكانت أبرز هذه التظاهرات تلك التي نظمتها مجموعة من المنتمين لقوى الإسلام السياسي أمام السفارة المصرية بتل أبيب، والتي أصدرت عنها نقابة الصحفيين بيان إدانة قالت فيه إن "منظمو المظاهرة الغريبة قرروا التقدمَ لسلطات القتل الصهيونية للحصول على تصريح للتظاهر أمام السفارة المصرية، في مشهد لا يُوصف إلا بأنه خيانة لدماء الشهداء".