أعربت إسرائيل عن استعدادها لدعم لبنان في نزع سلاح حزب الله، وذلك بعد قرار الحكومة اللبنانية في وقت سابق من الشهر الحالي تكليف الجيش بحصر السلاح في يد الدولة بحلول نهاية العام الحالي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان على إكس اليوم الاثنين، "حان الوقت لكل من إسرائيل ولبنان للمُضي قدمًا بروح من التعاون والتركيز على الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح حزب الله".
وأضاف أن "إسرائيل على استعداد لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله والعمل معًا من أجل مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا لكلا البلدين".
وتابع "إذا اتخذت القوات المسلحة اللبنانية الخطوات اللازمة لنزع سلاح حزب الله، فستقوم إسرائيل باتخاذ تدابير متبادلة، بما في ذلك خفض تدريجي للوجود العسكري الإسرائيلي بالتنسيق مع الآلية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة"، حسبما جاء في البيان.
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدوانًا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن حكومة الاحتلال خرقته، وهو ما أسفر عن 269 قتيلًا و568 جريحًا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من جنوب لبنان، بينما واصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
وتشترط إسرائيل نزع سلاح حزب الله وسيطرة الجيش اللبناني على المنطقة الحدودية للانسحاب، بينما يعتبر حزب الله أن التخلي عن السلاح تسليمًا لإسرائيل مؤكدًا أن تل أبيب لن تلتزم بتعهداتها.
وعلى الجبهة الأخرى، دعت وحدة النقابات والعمال في حزب الله والمكتب العمالي في حركة أمل اللبنانية التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، في بيان مشترك اليوم على تليجرام، للتجمع بعد ظهر الأربعاء المقبل في وسط بيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة.
وذلك قبل وصول المبعوث الأمريكي الخاص توماس براك إلى بيروت اليوم الاثنين حاملًا الرد الإسرائيلي على التعديلات اللبنانية على الورقة الأمريكية بشأن تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وحصر السلاح بيد الدولة.
ووصف بيان وحدة النقابات والعمال في حزب الله والمكتب العمالي في حركة أمل اللبنانية قرارات الحكومة بأنها تتعارض مع المصلحة الوطنية، وقال "لقد طال صبرنا على التحديات التي تواجه وطننا، وآن الأوان لنعبر عن موقفنا الوطني الموحد"، مؤكدين أن الوقفة الاحتجاجية تأتي للتأكيد "على حقنا في الحفاظ على سلاحنا الذي أثبت قدرته على كسر شوكة الأعداء، وعلى حقنا في مقاومة العدو الإسرائيلي الذي يستبيح أرضنا".
وفي وقت سابق لجأ أنصار حزب الله إلى مسيرات بالدراجات النارية جابت شوارع بيروت رفضًا للقرار.
وسبق أن حذر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في وقت سابق من الشهر الحالي من أن قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح الجماعة قد يفتح الباب أمام "حرب أهلية"، مؤكدًا استعداد الحزب لخوض "معركة" للحفاظ على سلاحه، في تصريحات وصفها آنذاك رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بأنها "غير مقبولة" وتحمل "تهديدًا مبطنًا".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قدمت خطة عبر مبعوثها إلى المنطقة ألزمت لبنان بحصر حيازة الأسلحة على ستة أجهزة أمن حكومية، ونص على منع إعادة تسليح الجماعات غير الحكومية.