قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الاثنين، الصحفي والأكاديمي الدكتور حسن دوحان في استهداف لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي، غرب مدينة خانيونس، ليرتفع عدد الضحايا من الصحفيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية إلى 246 صحفيًا وصحفية، حسب ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة طالبًا عدم نشر اسمه إن دوحان وجاره في النزوح قُتلا برصاص إسرائيلي أُطلق تجاه خيام النازحين بشكل مباشر ما تسبب في مقتلهما قبل الوصول إلى قسم الاستقبال والطوارئ بمجمع ناصر الطبي.

الدكتور حسن دوحان، أرشيفيةكان دوحان يشغل منصب مدير قسم التحقيقات الاستقصائية في صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية، وهو أكاديمي يعمل محاضرًا في عدد من الجامعات الفلسطينية بغزة في مواد الإعلام الجديد والصحافة الاستقصائية، ونفذ عشرات الدورات التدريبية للصحفيين الجدد وطلاب كليات الإعلام بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات محلية خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي جريمة قتل الصحفي دوحان محملًا جيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار جرائم قتل واغتيال الصحفيين في القطاع منذ بدء العدوان، التي كان آخرها قتل 5 صحفيين أمام شاشات الكاميرات وبشكل مباشر داخل أسوار مجمع ناصر الطبي.
وأمس قُتل أكثر من 20 شخصًا، بينهم 5 صحفيين في استهداف مزدوج نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي عند المدخل الخارجي لمبنى "الياسين" في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس.
بعدها وجه رئيس أركان جيش الاحتلال أيال زامير بإجراء تحقيق أولي في أقرب وقت ممكن. وأعرب الاحتلال عن "أسفه" لأي إصابة في صفوف غير المتورطين، قائلًا إنه "لا يوجّه ضرباته نحو الصحفيين بصفتهم هذه، ويعمل قدر الإمكان على تقليص المساس بهم، مع الاستمرار في الحفاظ على أمن قواته".
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في كل دول العالم بإدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية، وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، مشددًا على ضرورة ممارسة الضغط الدولي على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية.
في السياق، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين وحتى فجر الثلاثاء، أكثر من 100 شخص، نصفهم في مدينة خانيونس جنوب القطاع، فيما أصيب أكثر من 400، حسب مصدر طبي في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة.
وأفاد مصدر صحفي بخانيونس لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، بأن جيش الاحتلال استهدف أكثر من 6 خيام للنازحين متسببًا في قتل أطفال ونساء ومسح عائلات بأكملها من السجل المدني، مشيرًا إلى استهداف خيمة للنازحين تعود لعائلة كوارع فجر الثلاثاء أدت إلى قتل عائلة بأكملها مكونة من الأب والأم وأطفالهم الثلاثة.
بالتزامن مع استهداف خيمة كوارع بخانيونس، استهدف جيش الاحتلال خيمة للنازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع ما أدى إلى مقتل الأب وزوجته من عائلة الداية، ونقل أطفالهم الأربعة مصابين إلى مستشفى العودة.
وقال مصدر قريب من العائلة لـ المنصة إن عائلة الداية كانت اضطرت للنزوح من مدينة غزة الأحد الماضي إلى مخيم النصيرات بعد توسع عمليات القصف بحي الزيتون، مسقط رأسهم، بالتزامن مع تكرار التصريحات الإسرائيلية بتوسيع العملية البرية العسكرية.
ومؤخرًا أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لما أسموه "السيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، مع رفع جاهزية القوات واستدعاء وحدات احتياط وتنفيذ تدريبات استعدادًا للعمليات المقبلة.
واستمرارًا لعمليات القصف، استهدف الاحتلال منزلًا بمخيم البريج فجرًا، وقال شاهد عيان لـ المنصة إن الاحتلال استهدف منزلًا مأهولًا بالمدنيين دون سابق إنذار ما أدى إلى تدميره فوق رؤوس قاطنيه وهم نيام.
وأشار إلى تعرض عدد من الجيران للإصابة نتيجة القصف، فيما يحاول عناصر الدفاع المدني المسعفون الوصول لأكثر من 10 ضحايا غالبيتهم أطفال تحت الأنقاض.
وفي مدينة غزة تركزت عمليات جيش الاحتلال على استهداف منازل المواطنين، وأفاد مصدر صحفي لـ المنصة باستهداف أكثر من 7 منازل وتدميرها بالكامل.
وأوضح المصدر أن الاحتلال استهدف عشرات المنازل خلال الأيام الأخيرة الماضية في ذات الأحياء، حيث تحولت منطقة عسقولة وجنوب حي الصبرة إلى مناطق مدمرة يصعب الوصول لها بسبب كثافة الركام في الشوارع والأحياء.
وقتل جيش الاحتلال نحو 20 شخصًا بمدينة غزة، الاثنين، وكذلك استهدف منتظري المساعدات بالقرب من حاجز زيكيم شمال غرب القطاع.
وأشار مصدر صحفي آخر لـ المنصة إلى عدة استهدافات بالصواريخ الحربية وعمليات نسف لمربعات سكنية في جباليا البلد وجباليا النزلة وشمال حي الصفطاوي، نفذها جيش الاحتلال بعد إجباره مئات من العائلات على النزوح.
ونوه المصدر إلى إرسال جيش الاحتلال مسيرات صغيرة تحمل عبوات وصناديق متفجرة، قامت بإلقائها في مناطق متفرقة بين منازل المواطنين بجباليا النزلة ومنطقة أبو شرح وبالقرب من مدرسة حليمة السعدية التي كانت تؤوي عائلات نازحة بجباليا، وبعد زرعها بأقل من ساعة، فجرها الاحتلال عن بُعد متسببًا في دمار واسع طال عشرات المباني.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب، رغم استمرار المفاوضات بهذا الشأن.