تصوير باسل رمسيس، المنصة
إحدى سفن أسطول الصمود العالمي قبل انطلاقها من برشلونة إلى غزة، 30 أغسطس 2025

محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي.. قوارب أسطول الصمود تنطلق اليوم صوب غزة

قسم الأخبار
منشور الأحد 31 آب/أغسطس 2025

تنطلق اليوم الأحد أولى مجموعات قوارب أسطول الصمود العالمي من مدينة برشلونة باتجاه شواطئ غزة، على أن تنطلق المجموعة الثانية بعد أربعة أيام من تونس وموانٍ أخرى.

وقال حساب أسطول الصمود العالمي على إكس إن هذا التحرك يعتبر "أكبر بعثة مدنية منذ عام 2007 تبحر لتحدي الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على غزة".

ويهدف الأسطول إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار غير القانوني ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حسبما أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة.

وحسب بيان الأسطول، سوف تلتقي العشرات من القوارب في قلب البحر الأبيض المتوسط، لتبحر معًا نحو غزة، محمّلة بمساعدات إنسانية وطبية، بالإضافة إلى شخصيات عامة ومؤثرة معروفة بدعمها لنضال الشعب الفلسطيني وقضايا العدالة.

يأتي هذا التحرك ضمن جهود تنسيقية تقودها ثلاثة تنظيمات دولية من أكثر من 44 دولة، كانت اجتمعت في تونس الشهر الماضي، وأعلنت عن تنظيم أسطول الصمود العالمي ليكون أحد تحركاتها، وفق ما أعلنه المنظمون.

ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.

وقال منسق الوفد التركي في الأسطول العالمي حسين دورماز للأناضول إن الأسطول يضم عشرات السفن، وآلاف الناشطين من 44 دولة، موضحًا أن "عدد المتقدمين وصل إلى نحو 500 ألف شخص، وهو إقبال غير مسبوق"، موضحًا أن اختيار المشاركين على متن السفن تم من قبل اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة عبر لجان وطنية في كل بلد.

كما حذر من أن اعتراض إسرائيل للأسطول سيكون عنيفًا ومصحوبًا بمحاولات إذلال، حيث "ستسعى لاستفزاز النشطاء واتهامهم بالإرهاب"، وأضاف أن الناشطين يتلقون لهذا السبب تدريبات نفسية وإعلامية لمواجهة هذه التحديات "لا سيما مع قوة آلة التضليل الإعلامي الإسرائيلية".

ودعت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة السبت جماهير العالم إلى دعم الأسطول الذي قالت إنه جاء "امتدادًا واستلهامًا لجهود تحالف أسطول الحرية منذ عام 2010، بدءًا من سفينة مافي مرمرة التركية، مرورًا بمحاولات كسر الحصار المتعاقبة وصولًا إلى موجات كسر الحصار لعام 2025 التي تمثلت حتى الآن بسفن الضمير ومادلين وحنظلة".

وقالت على إكس "في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون في قطاع غزة من أبشع جرائم القرن، الإبادة الجماعية المستمرة، والتجويع المتعمد المستخدم سلاحًا للموت، والحصار الخانق الذي يؤثر على جميع جوانب الحياة ويحرم سكان غزة من أبسط وسائل البقاء على قيد الحياة، يصبح كسر الحصار إحدى الأولويات القصوى للشعوب الحرة في العالم ولجميع حركات التضامن، لا سيما في ضوء التقاعس والتواطؤ الدوليين المستمرين".

وأوضحت أن أسطول الصمود ليس مجرد مجموعة من القوارب تحمل مساعدات رمزية "بل هو عمل احتجاجي عالمي ورسالة إنسانية قوية ضد صمت المجتمع الدولي في مواجهة الجرائم الإسرائيلية. إنه يؤكد أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من سياسات الإبادة الجماعية والمجاعة، وأن كل سفينة تبحر تحمل معها صرخة أمل لغزة المحاصرة وصوتًا عالميًّا يطالب برفع الحصار وإنهاء الظلم على الفور".

من جهته قال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة زاهر بيراوي في البيان إن "كل سفينة في أسطول الصمود تحمل رسالة واضحة إلى العالم: إرادة الشعب لا يمكن حصارها، وصوت الحرية سيجد طريقه إلى الأمام. هذه ليست مجرد رحلة بحرية، بل عمل إنساني من أعمال المقاومة ضد الاحتلال، عمل يكشف جرائمه ويضرب جدار الصمت والتواطؤ والموت".

كان أسطول الحرية من أولى الحركات العالمية الداعمة لغزة، وهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.

ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.

وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم. والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.