ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن الإدارة الأمريكية تستعد لطرح مبادرة جديدة تهدف إلى كسر الجمود في ملف مفاوضات غزة وتبادل المحتجزين، في وقت يشهد توترًا متصاعدًا عقب الغارات الجوية الإسرائيلية على الدوحة الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدرين دبلوماسيين لم تسمهما أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم عقد جولة جديدة من المحادثات مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين، في محاولة لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ أسابيع.
والثلاثاء الماضي، شنت إسرائيل هجومًا بطائرات حربية استهدف قيادات الصف الأول لحماس بينهم خليل الحية وزاهر جبارين وخالد مشعل، أثناء اجتماعهم في الدوحة لمناقشة مقترح ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، ما أسفر عن مقتل خمسة أفراد من الحركة بينهم نجل رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية إضافة إلى سادس من الأمن القطري.
وأمس، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن يلتقي كبار المسؤولين الحكوميين لمناقشة شروط استئناف المحادثات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الزيارة تعكس "متانة التحالف والصداقة" مع الولايات المتحدة، رغم الخلاف الذي أبداه ترامب إزاء الضربات الإسرائيلية على قطر.
وكان ترامب قد أعرب عن "امتعاضه" من الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على الدوحة، في حين أوضح روبيو قبل توجهه إلى تل أبيب أن الرئيس الأمريكي "ليس سعيدًا" بالضربة، لكنه شدد على أن هذا التباين "لن يغيّر طبيعة العلاقة مع إسرائيل".
وفي وقت لاحق، اعتبر نتنياهو أن "القضاء على قادة حماس المقيمين في قطر سيزيل العقبة الرئيسية أمام إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة"، مشددًا على أن قادة الحركة "عرقلوا جميع محاولات التوصل لوقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب".
وقال نتنياهو في بوست عبر إكس "قادة حماس الإرهابيون المقيمون في قطر لا يكترثون لأهل غزة، لقد عرقلوا جميع محاولات وقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية".
وكانت حماس وصفت الهجوم على الدوحة بأنه محاولة من إسرائيل لعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار، وأكدت أنها لن تغير شروطها لإنهاء الحرب.
وأعلنت حماس، في وقت سابق، قبول مبادرة ترامب مؤكدة استعدادها إطلاق جميع سراح المحتجزين الإسرائيليين والدخول في مفاوضات لوقف إطلاق النار، وبدأت بالفعل في مناقشة الوسطاء في الأمر قبل أن تنفذ إسرائيل غارتها في الدوحة مستهدفة قيادات الحركة.
ويتضمن المقترح خمس نقاط رئيسية تقوم على إطلاق سراح جميع المحتجزين أحياءً وأمواتًا خلال 48 ساعة من القبول مقابل إفراج إسرائيل عن عدد غير محدد من المعتقلين الفلسطينيين، ووقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا تُجرى خلالها مفاوضات بوساطة أمريكية، وبحث نزع سلاح غزة، وتشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة القطاع، على أن يُنظر في انسحاب القوات الإسرائيلية بعد تنصيبها.
وتتمسك إسرائيل بمطلب الإفراج عن المحتجزين ونزع سلاح حماس، بينما تصر الحركة على أن الإفراج عنهم لن يتم إلا في إطار اتفاق شامل يضع حدًا للحرب، ويضمن للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة.
وتقدِّر إسرائيل أن حركة حماس تحتجز 48 إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، تقول منظمات حقوقية إن "كثيرين منهم يتعرضون للتعذيب والإهمال الطبي".