تصوير سالم الريس، المنصة
تصاعد موجات النزوح إلى الجنوب نتيجة اشتداد القصف في مدينة غزة، 17 سبتمبر 2025

بالتزامن مع مفاوضات وقف النار.. مجزرة إسرائيلية في مدينة غزة

سالم الريس
منشور الأحد 5 تشرين الأول/أكتوبر 2025

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، مجزرة باستهداف منزل مأهول بالمدنيين في شارع النفق بحي التفاح شرق مدينة غزة، وذلك رغم إعلان إسرائيل استعدادها للـ"تنفيذ الفوري" للمرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

ووصل إلى مستشفى المعمداني 17 ضحية غالبيتهم أطفال ونساء، وأكثر من 30 جريحًا، فيما لا يزال قرابة 15 ضحية جثامينهم تحت الأنقاض وفق مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت المنزل المكون من عدّة طوابق دون تحذير مسبق للعائلات القاطنة بداخله، حيث تعرض المنزل للتدمير بشكل كلي فوق رؤوس المدنيين، مشيرًا إلى انتشال الجرحى والجثامين بأدوات ومعدات بسيطة لرفع الركام، إلا أنهم لم تمكنوا من انتشال كافة الضحايا بسبب عدم توفر المعدات الثقيلة.

وأفاد مصدر في قسم الطوارئ بمستشفى المعمداني لـ المنصة بأن المستشفى اضطر إلى تحويل عدد من الجرحى إلى مستشفيات أخرى بسبب عدم قدرتها الاستيعابية على استقبال هذا العدد الكبير، لا سيما وأنّ الاحتلال استهدف عددًا من المنازل وخيام النازحين في مناطق متفرقة شرق المدينة والتي نتج عنها ضحايا وجرحى أيضًا.

واستقبلت مستشفيات قطاع غزة السبت 70 ضحية، منهم 47 قتلوا في مدينة غزة، و4 وسط القطاع، فيما قتل 19 في خانيونس جنوبًا جراء استمرار القصف الإسرائيلي، حسبما أفاد مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة.

من جانبه، قال مصدر صحفي من غزة لـ المنصة إن جيش الاحتلال توقف عن تفجير الروبوتات التي تحمل أطنان المتفجرات منذ مساء السبت وحتى فجر الأحد ولأول مرة منذ عدّة أسابيع، مع استمرار تمركز الآليات في محاور تقدمها شمال وجنوب المدينة واستمرار إطلاق النار والقصف المدفعي واستهداف المنازل جوًا، هذا بالإضافة إلى استمرار تحليق المُسيرات على ارتفاعات منخفضة في حي الرمال، قلب المدينة.

وأشار إلى منع الاحتلال المواطنين والصحفيين وطواقم الإنقاذ من الدخول إلى غالبية الأحياء والشوارع التي لا يزال الاحتلال يسيطر عليها، مطلقًا النيران باتجاه كل من يحاول الاقتراب، حيث تعرض عشرات من المواطنين للإصابة.

وأضاف المصدر الصحفي الذي طلب عدم نشر اسمه أن "طواقم الإسعاف تمكنت من إجلاء بعض الجرحى تحت النار، فيما لا يزال آخرون غير قادرين على التحرك من مكانهم رغم إصابتهم خاصة في حي النصر شمال غرب المدينة".

وفي جنوب قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال عمليات القصف واستهداف النازحين في خيامهم في منطقة المواصي غرب خانيونس، متسببًا في مقتل عدد من المدنيين، كما استهدف مجموعة لتأمين البضائع الواردة عبرّ معبر كرم أبو سالم وسط المدينة، ما تسبب في مقتل 4 من عناصر التأمين التابعين إلى شركات أمن فلسطينية، حسب ما أفاد مصدر صحفي آخر لـ المنصة في مُجمع ناصر الطبي.

وفي سياق آخر، أعلنّ جيش الاحتلال العثور على مسار نفق تحت الأرض يحتوي على مخرطة لإنتاج وسائل قتالية أسفل مبنى المستشفى الأردني الميداني بحي الرمال جنوب مدينة غزة.

وادعى اكتشافه النفق بالتعاون مع جهاز الشاباك، حيث عثرت الفرقة 36 على فتحة النفق بجوار المستشفى قبل أن يدخل جيش الاحتلال المكان.

ووصف الاحتلال في بيان على إكس، النفق، بالموقع العسكري التابع لحركة حماس، حيث يبلغ طوله 1.5 كيلومتر، ويحتوي على غرف سُفلية لمسؤولين في الحركة وجناحها العسكري.

وأرفق الاحتلال فيدو مصوّر لمسار النفق، مركزًا على الوسائل القتالية التي ادعى عثوره عليها بداخله، متهمًا حماس باستغلالها المستشفيات المدنية والمنشآت الإنسانية لأغراض عسكرية، مؤكدًا "عمل حماس في النفق دون عِلم الجانب الأردني" الذي يدير المستشفى الميداني منذ عام 2008.

وكانت قوات من جيش الاحتلال توغلت وسيطرت على منطقة المستشفى الأردني بعد ارتكاب عدد من المجازر بحق المدنيين القاطنين في محيط المستشفى قبل نحو أسبوعين، حيث أجبر الاحتلال طواقم العمل الطبي الأردنية على إخلاء المستشفى بشكل فوري قبل سيطرة الاحتلال على المكان.

ومنتصف سبتمبر/أيلول الماضي شن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، ما تسبب في نزوح متزايد بين المدنيين الفلسطينيين الذين فروا جنوبًا من القصف الذي لاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يواصل جيش الاحتلال عدوانًا على غزة، ارتكب خلاله مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 168 ألفًا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة التي أعلنت ارتفاع عدد الوفيات نتيجة المجاعة إلى 453 فلسطينيًا، من بينهم 150 طفلًا.