حساب Saman Rasoulpour على إكس
تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران، 13 يونيو 2025

تقرير: شبكة بالذكاء الاصطناعي حرّضت الإيرانيين على الثورة خلال العدوان الإسرائيلي

محمد الطاهر
منشور الاثنين 6 تشرين الأول/أكتوبر 2025

كشف مختبر Citizen Lab في جامعة تورونتو، في تقرير الخميس الماضي، عن شبكة منسّقة تضم أكثر من 50 حسابًا مزيفًا على إكس حملت اسم PRISONBREAK، استخدمت أدوات ذكاء اصطناعي لإنتاج صور ومقاطع مزيفة ورسائل تحريضية هدفت إلى دفع الإيرانيين نحو الثورة خلال حرب الأيام الاثني عشر بين إسرائيل وإيران في يونيو/حزيران الماضي.

وأوضح التقرير أن معظم الحسابات أُنشئت في عام 2023، لكنها لم تبدأ نشاطها الفعلي إلا في يناير/كانون الثاني 2025، قبل أن تبلغ ذروتها مع الهجمات الإسرائيلية على أهداف داخل إيران.

ويوم 13 يونيو الماضي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على إيران مثّل بداية لحرب دخلت فيها أمريكا على الخط بقصف طال ثلاث منشآت نووية إيرانية هي فوردو ونطنز وأصفهان في 22 يونيو الماضي، قبل أن يُعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق وإنهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا.

وأشار إلى أن هذا التزامن القريب من العمليات العسكرية الإسرائيلية يُرجّح وجود تنسيق مباشر أو معرفة مسبقة بما كان يجري على الأرض.

ورصد تقرير Citizen Lab كيف نشرت الشبكة خلال قصف سجن إيفين في طهران، يوم 23 يونيو، مقطعًا مصوَّرًا بدا وكأنه توثيق لحظة القصف.

وأكدت جهات تحقق مستقلة لاحقًا أن الفيديو جرى توليده بالذكاء الاصطناعي، بعد أن تداولته وسائل إعلام دولية على أنه حقيقي. وتزامن ذلك مع دعوات نُشرت عبر الحسابات نفسها لحثّ سكان العاصمة على التوجّه إلى السجن لتحرير المعتقلين.

وبيّن التقرير أن الشبكة استخدمت مقاطع وصورًا مزيفة أخرى لإظهار اضطرابات اقتصادية وطوابير أمام ماكينات الصرف الآلي، وروّجت عبر وسم "صرخة الثامنة" دعوات للهتاف الجماعي ضد القيادة الإيرانية كل مساء. كما اعتمدت على تضخيم مصطنع من خلال النشر داخل مجتمعات إكس واستخدام حسابات متبادلة لإعادة النشر وشراء التفاعل لزيادة الانتشار.

وربط التقرير بين الشبكة وحساب آخر يحمل اسم @TelAviv_Tehran يستخدم شخصية افتراضية مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي، تبنّت رسائل مشابهة ودعت إلى إسقاط النظام الإيراني، ما يشير إلى تنسيق واضح بين الجهتين.

وبعد دراسة دقيقة خلص تقرير Citizen Lab إلى أن الاحتمال الأكبر هو أن جهة حكومية إسرائيلية أو متعاقدًا يعمل تحت إشرافها المباشر يقف وراء العملية، مستبعدًا فرضية تورّط الولايات المتحدة أو أي طرف ثالث لضعف المؤشرات الداعمة لذلك.

كما سلّم الباحثون قائمة الحسابات المؤكدة إلى إدارة إكس في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، دون أن يتلقوا ردًا حتى وقت نشر التقرير.

ويرى التقرير أن هذه العملية تمثل مرحلة جديدة في الحروب المعلوماتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إذ لم تعد المقاطع المزيفة تواكب الأحداث فحسب، بل باتت تُصمَّم مسبقًا لتتزامن مع الفعل العسكري على الأرض، ما يجعلها أكثر تأثيرًا في تشكيل الرأي العام خلال النزاعات.

كما حذّر الباحثون من أن تقليص فرق النزاهة في بعض المنصات الرقمية أتاح لهذه الشبكات العمل بحرية أكبر، مستفيدة من خوارزميات الانتشار التي تفضّل المحتوى المثير على المحتوى الموثوق.

ويختتم التقرير بدعوة المستخدمين ووسائل الإعلام إلى التحقق الدقيق قبل تداول أي محتوى بصري خلال الأزمات، والتعامل بحذر مع المقاطع التي تنتشر فور وقوع الأحداث العسكرية، مؤكدًا أن السرعة في النشر لا تعني صحة المعلومة، وأن الوعي الرقمي أصبح ضرورة لا ترفًا في زمن الحروب الذكية.