حساب صالح الجعفراوي على إكس
الصحفي الفسطيني صالح الجعفراوي، أرشيفية

مقتل الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي في اشتباكات بين حماس وعائلة دغمش

سالم الريس
منشور الاثنين 13 تشرين الأول/أكتوبر 2025

قُتل المصور الصحفي والناشط الفسطيني صالح الجعفراوي، مساء الأحد، خلال عمله على تغطية الدمار الذي حل في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، وذلك إثر اشتباكات داخلية بين عناصر كتائب القسام، الجناح العسكرية لحركة حماس، وعائلة دغمش المتهمة بـ"قتل عناصر في المقاومة الفلسطينية".

ووصل جثمان الجعفراوي إلى مستشفى الشفاء حيث كان مرتديًا الدرع الصحفي خلال عمله لحظة إصابته في ظهره بعدة طلقات نارية أدت إلى مقتله، وفق ما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة، مشيرًا إلى أنّه تواجد لمهمة صحفية في حي تل الهوا الذي تعرض إلى دمار واسع خلال العملية البرية الإسرائيلية الأخيرة.

وقال مصدر عائلي لـ المنصة إن الجعفراوي خرج منذ ساعات صباح الأحد إلى عمله كالمعتاد، وانقطع الاتصال به بعد ساعات الظهر، حيث وصلهم خبر مقتله مساءً، مضيفًا "تبلغنا من عناصر في المقاومة بمقتل صالح على يد شباب من عائلة دغمش المتهمة بالتعاون مع الاحتلال دون تفاصيل إضافية".

وأشار المصدر إلى أنّ الجعفراوي تعرض لتهديدات عدّة من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة على القطاع والتي استمرت لعامين متتاليين، بسبب عمله في كشف وفضح جرائم الاحتلال.

من جانبه، قال مصدر في المقاومة الفلسطينية لـ المنصة إن }أفرادًا من عائلة دغمش تعرضوا للمصور الصحفي أثناء أداء عمله الصحفي وقاموا بإعدامه بإطلاق الرصاص عليه من مسافة صفر، وذلك قبل شن حملة أمنية واسعة استهدفت المربع السكني للعائلة في شارع الصناعة بحي الصبرة".

وأوضح المصدر أن "عناصر كتائب القسام حاصرت منازل عائلة دغمش بعد إعدامهم عددًا من عناصر المقاومة قبل يومين في محيط المستشفى الأردني الميداني المجاور لمنازلهم؛، متهمًا العائلة بـ"التواطؤ والعمل مع الاحتلال الإسرائيلي في تصفية عملاء الاحتلال والمتعاونين معه".

وفي السياق، أفاد شاهد عيان لـ المنصة بـ"محاصرة عناصر من المقاومة لمربع عائلة دغمش بعد ساحات الظهيرة، أمس الأحد، وإطلاق الرصاص والقذائف باتجاه المنازل، ليرد أفراد من العائلة بإطلاق نار كثيف"، وقال كانت هناك "اشتباكات متبادلة بشكل كثيف استمرت أكثر من 4 ساعات في المنطقة، الرصاص كان يطلق بشكل متبادل من جميع الاتجاهات".

وأشار الشاهد إلى أن "المقاومة هاجمت المكان بعدد كبير من عناصرها"، حيث لم يتمكن الجيران من الخروج من منازلهم أو التنقل "احنا طول الوقت منبطحين داخل لبيوت خوفًا من إطلاق النار، حاولنا نطلع من البيت وبسبب الاشتباكات رجعنا".

وأوضح شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة أن "الاشتباكات تسببت في مقتل وإصابة عدد من عائلة دغمش من بينهم أطفال ونساء"، فيما شاهد مركبات المقاومة وهي تنقل معتقلين من أفراد العائلة الذكور بعد سيطرتها على المكان بالنار.

وقال المصدر من المقاومة إنهم "تمكنوا من قتل عدد من المتهمين بالانفلات والتعاون مع الاحتلال وقتل مقاومين خلال الحرب، واعتقال أكثر من 60 شخصًا واقتيادهم إلى مراكز تحقيق"، مشيرًا إلى "وجود مواد تحريضية وقوائم وبيانات لنشطاء غزيين وعناصر وقيادات في المقاومة كان قد أرسلها الاحتلال للمتعاونين ضمن المضبوطات خلال عملية مداهمة المنازل وأوكار العائلة".

وداهمت عناصر المقاومة عددًا من المنازل في مدينة خانيونس جنوب القطاع، مساء الأحد، واعتقلت عددًا من المطلوبين والمتهمين بالتعاون مع الاحتلال، وفق ذات المصدر، دون الإفصاح عن عددهم، مؤكدًا على "استمرار عملهم في ملاحقة ومحاسبة الخارجين عن القانون والمتعاونين مع الاحتلال خلال الأيام المقبلة".

واستنكرت الكاتبة شروق دغمش، اتهامات حماس لأبناء عائلتها والتشهير بهم، وكتبت على فيسبوك "عائلة دغمش التي كانت تراها حماس قبل أشهر من العائلات المناضلة التي رفض كبارها التعاون مع الاحتلال مقابل أن يبقوا في منطقتهم، ومع ذلك أغلبهم صمدوا في مدينة غزة حتى اليوم الأخير من الإبادة".

وأضافت "في كل عائلة من عائلات غزة هناك أفراد تجاوزوا، بل في كل بيت، وهذا الشيء لا يعطي الحق بأن تدشن حماس عناصرها، وتقتحم مربع العائلة بسيارات الإسعاف، وتهاجم الناس في بيوتها المدمرة، التي لم تلحق أن تلتقط أنفاسها من حرب انتهت للتو، وتقتل النساء والأطفال والشبان بدم بارد وبسلاح ترفض أن تسلمه بحجة أنه سلاح مقاومة"، مشددة على عدم وجود أي مبرر لاقتحام ومهاجمة منازل العائلة بالنار مهما كان السبب.

وتعرضت عشرات منازل لعائلة دغمش لقصف إسرائيلي خلال الحرب، ما تسبب في مقتل العشرات منهم، كان آخرها منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، مع بداية توغل الآليات الإسرائيلية في أحياء تل الهوا والصبرة، حيث تعرضت منازل للعائلة مأهولة للقصف بحزام ناري دون سابق تحذير، ما أدى لإصابة ومقتل أكثر من 40 ضحية بينهم أطفال ونساء، فيما لا يزال مفقودين تحت الأنقاض.

وفي بيان صادر عن المجلس المركزي لعائلة دغمش اطلعت عليه المنصة، أكد كبار ووجهاء العائلة أنها "عائلة الشهداء التي قدّمت الكثير من أبنائها شهداء وجرحى في سبيل الله والقضية الفلسطينية". وأعلنوا أن العائلة غير مسؤولة لا من قريب ولا من بعيد "عن أي أحداث أو تصرفات فردية لا تمثلنا ولا تعبّر عن مواقفنا، ونرفض أن يُزجّ باسم العائلة في أي خلافات أو أعمال تسيء لوحدة شعبنا أو تخرج عن الصف الوطني".

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس، في بيان على واتساب، الأحد، عن "فتح باب التوبة والعفو العام لأفراد العصابات، غير المتورطين بالدماء، لتسوية أوضاعهم"، مشيرة إلى مباشرة عملها في استعادة وفرض الأمن وحالة الاستقرار وتعزيز تماسك النسيج الوطني والمجتمعي، منذ اللحظات الأولى لدخول وقف إطلاق النار، الجمعة، حيز التنفيذ.

والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من اتفاق غزة الذي اقترحته الولايات المتحدة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال في بيان أنه استكمل سحب آلياته مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ ظهر الجمعة الماضي، مُصدرًا توجيهات للفلسطينيين بتجنب الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية المتمركزة على طول الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية للقطاع.

وأوضحت وزارة الداخلية في غزة أن "عددًا من العصابات الإجرامية ارتكبت خلال الحرب أعمالاً خارجة عن القانون بهدف ضرب السلم الأهلي، وذلك من خلال التعدي على ممتلكات المواطنين والسطو على المساعدات الإنسانية"، مضيفة "التحق ببعض هذه العصابات أفراد لم تتلطخ أيديهم بالدماء ولم يشاركوا في القتل أو الجرائم بحق أبناء شعبهم".

وطالبت الداخلية كل من ارتكب فعلًا خارج إطار القانون ولم تلطخ يديه بالدماء، تسليم نفسه للأجهزة الأمنية خلال فترة أسبوع واحد، بدءًا من اليوم الاثنين وحتى مساء الأحد المقبل، للعمل على تسوية أوضاعهم القانونية وإغلاق ملفاتهم، محذرة باتخاذها الإجراءات القانونية الحازمة لكل من يثبت بحقه مخالفة القانون دون تسليم نفسه.

وتشمل صفقة التبادل الموقعة بين حماس وإسرائيل الإفراج عن 250 مُعتقلًا فلسطينيًا من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات و1700 معتقل من غزة بعد 7 أكتوبر 2023، بينهم 22 قاصرًا، وحتى بعد إتمام الصفقة سيبقى حوالي 9 آلاف فلسطيني خلف القضبان لدى إسرائيل.