صورة موّلدة بواسطة نموذج الذكاء الإصطناعي DALL-E
صورة تعبيرية عن تطوير الشركة الإسرائيلية NSO برامج التجسس

قاضية أمريكية تحظر استهداف مستخدمي واتساب وتخفض تعويضات ميتا ضد NSO

محمد الطاهر
منشور الأحد 19 تشرين الأول/أكتوبر 2025

قضت القاضية الفيدرالية فيليس هاملتون بأمر قضائي دائم يمنع شركة التجسس السيبرانية الإسرائيلية NSO Group من استهداف مستخدمي تطبيق واتساب المملوك لشركة ميتا، وخفّضت قيمة التعويضات التي طالبت بها ميتا في حكمٍ سابق تجاوز 167 مليون دولار إلى ما يزيد قليلًا على 4 ملايين دولار فقط. واستندت القاضية إلى قاعدة قانونية تحدد نسبة العقوبات عندما لا يثبت لدى المحكمة أن سلوك المدعى عليهم "فجّ بصورة استثنائية".

وقالت القاضية هاملتون في قرار من 25 صفحة إن الأدلة تُظهر قدرة برمجية بيجاسوس التابعة لـNSO على التسلل إلى أجهزة مستخدمي واتساب، وأشارت إلى أن طبيعة الهجمات الخفية، بما فيها هجمات الصفر نقرة التي لا تتطلب أي تفاعل من الضحية، تُسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه يستدعي أمرًا قضائيًا دائمًا. ولفتت القاضية إلى إفادات قدمتها NSO في أوراقها ومداولات المحاكمة تُظهر محاولات للالتفاف على إجراءات الأمان في واتساب.

وأكدت المحكمة أن الخصوصية جزءًا أساسيًا مما يقدمه واتساب لمستخدميه وأن أي دخول غير مصرح يضر بجوهر الخدمة.

ورحّب رئيس واتساب ويل كاثكارت بالحكم، قائلًا إن القرار "يحظر صناع برامج التجسس NSO من استهداف واتساب ومستخدمينا حول العالم مرة أخرى"، مؤكدًا أن الشركة تابعت القضية على مدى ست سنوات لحماية أعضاء المجتمع المدني من الهجمات الرقمية.

تعود القضية إلى دعوى رفعتها ميتا عام 2019 تتهم فيها NSO بخرق قانون الاحتيال وإساءة استخدام الحاسوب الأمريكي/CFAA وقانون كاليفورنيا للوصول غير المصرّح لبيانات الحاسوب، إضافة إلى خرق شروط خدمة واتساب، بعد حملة استهدفت أكثر من 1400 مستخدم بينهم نشطاء وصحفيون ودبلوماسيون عبر خوادم واتساب. وذكرت وثائق المحكمة أن بيجاسوس يستطيع السيطرة على الميكروفون والكاميرا واستخراج البيانات والموقع الجغرافي ومحتوى الاتصالات وسجل التصفح.

وقصَر الحكم نطاقَ المنع على منصة واتساب فقط، إذ رأت القاضية أن ملف القضية يركّز على أدلة تخصّ واتساب دون منصات ميتا الأخرى مثل فيسبوك وإنستجرام وثريدز. وسعت NSO سابقًا إلى محاكمة جديدة أو تعديل الحكم لتخفيض العقوبات، ونظرت المحكمة هذه الطلبات في جلسة بتاريخ 28 أغسطس/آب الماضي.

يذكر أن شركة NSO واجهت جزاءات إجرائية بسبب رفضها تسليم الشفرة الكاملة لبرمجيتها خلال مسار التقاضي الذي امتد لسنوات وكاد يبلغ المحكمة العليا، وأن ائتلاف مستثمرين أمريكيين يقوده المنتج الهوليودي روبرت سيموندس استحوذ منذ عدة أيام على حصة مسيطرة في شركة NSO الإسرائيلية المطوِّرة لبرمجيات التجسّس المعروفة باسم بيجاسوس، بقيمة تُقدَّر بعشرات ملايين الدولارات، وفق تأكيد متحدث الشركة عوديد هيرشوفيتز.