سكرين شوت من خطاب قائد قوات الدعم السريع
قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في خطاب مُسجل، 15 مارس 2025

"هدف مشروع".. حميدتي يهدد باستهداف أي مطار أو طائرة تنطلق من "دولة مجاورة"

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 22 تشرين الأول/أكتوبر 2025

حمل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، تنظيم الإخوان تبعات الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، متعهدًا بتخليص الشعب السوداني منهم، في وقت تعرض مطار الخرطوم لهجوم بطائرات مسيّرة هو الثاني منذ أمس بينما كان يجري الاستعداد لإعادة تشغيله بعد توقف دام أكثر من عامين.

وتوعد حميدتي، في خطاب مساء أمس الثلاثاء، باستهداف أي مطار تنطلق منه طائرة أو مسيرة تهاجم المدنيين في دارفور وكردفان، وقال إنه يريد أن يوجه "رسالة مهمة جدًا، إحنا سكتنا كتير... أي طيارة تقوم من أي مطار من دولة مجاورة، أي طيارة تسقط، تضرب، تقتل، أي مسيّرة بتقوم من أي مطار، بالنسبة لنا هدف مشروع". 

وأضاف "لو ما متأكدين ما هنقول الكلام ده... أي طيارة تقوم من أي مطار، المطار ده بالنسبة لنا هدف مشروع".

وطالب حميدتي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في كافة الانتهاكات التي ارتكبت منذ اندلاع الحرب في السودان، وقال إن "عناصر النظام السابق اختاروا الحرب والدماء وعليهم تحمل التبعات".

واعتبر قائد قوات الدعم السريع الهجوم الذي نفذه الجيش بطائرة مسيرة يوم السبت وأدى إلى مقتل زعيم قبيلة المجانين في كردفان و17 من قيادات وأفراد القبيلة "خطأ كبيرًا"، وقال إن الجيش سيدفع ثمنه.

لم يشر حميدتي إلى مصر في خطابه الأخير، لكنه قال في خطاب آخر مطلع يونيو/حزيران الماضي "الدعم المصري، الدعم مستمر، 8 طائرات جابوها المصريين نزلت 2 وين وواحدة وين و5 وين كلها نحن نعلمه حتى تاريخ نزولها نعلمه، لكن الحمد لله، كل الكلام هذا والطيران هذا راح في دقائق، ضربة جاءتهم شواظ من نار ومصيبة جاءتهم من ناحية ما ربنا جابها".

وسبق أن وجه حميدتي اتهامات إلى مصر بدعم الجيش السوداني، وهو ما نفته القاهرة مرارًا.

وجاء خطاب حميدتي بعد ساعات من هجوم مسيرات استهدف مواقع عسكرية ومخازن إمداد للجيش في مدن الدمازين وسنار جنوب غرب العاصمة الخرطوم وكسلا في شرق البلاد إضافة إلى مناطق في النيل الأبيض، وسط أنباء غير مؤكدة عن مقتل 250 فردًا في معسكر تجنيد بمدينة سنار.

وبعد توقف دام أكثر من عامين، كان يجري الاستعداد لإعادة تشغيل مطار الخرطوم. لكنه تعرض لهجوم بطائرات مسيّرة هو الثاني منذ أمس. وبينما تتصاعد ألسنة اللهب والدخان منه، دعت الإمارات إلى وقف إطلاق النار وانتقال مدني للسلطة.

من جهته، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أن الحكومة عازمة على "القضاء على التمرد ومنع أي ميليشيات أو مرتزقة من التأثير على مستقبل السودان"، مشددًا على أن السلام في البلاد يجب أن يُبنى على أسس وطنية راسخة.

وقال البرهان في تصريحات الثلاثاء، من مطار الخرطوم الدولي بعد قصف استهدفه "قريبًا لن يستطيع أي أحد تهديد السودان"، مؤكدًا أن "القوات المتمردة لن تنال من الشعب شيئًا"، وأضاف "أكتوبر/تشرين الأول دومًا أخضر على الشعب السوداني، وكل اعتداء فيه سيرتد على المعتدين".

https://x.com/TSC_SUDAN/status/1980684523340710082?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1980684523340710082%7Ctwgr%5E9453893a8e191ce7b3ed31c881067d7a7399316b%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.ajnet.me%2Fnews%2F2025%2F10%2F21%2Fd8a7d984d8a8d8b1d987d8a7d986-d98ad8b2d988d8b1-d985d8b7d8a7d8b1-d8a7d984d8aed8b1d8b7d988d985-d8a8d8b9d8af

وأحكم الجيش السوداني سيطرته على الخرطوم في مايو/أيار الماضي، بعد هجوم مضاد مكّنه من طرد قوات الدعم السريع منها، ومنذ ذلك الحين عاد للمدينة أكثر من 800 ألف شخص.

ويتواجه الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في نزاع دامٍ اندلع في أبريل 2023، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير نحو 12 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

من جهته، أكد مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن أعداد القتلى المدنيين في السودان ارتفعت بشكل كبير خلال النصف الأول من العام، مشيرًا إلى أن العنف يتخذ طابعًا عرقيًا متزايدًا. فوفق تقرير حديث، قُتل ما لا يقل عن 3384 مدنيًا بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران الماضيين، معظمهم في إقليم دارفور. ويعادل هذا الرقم ما يقرب من 80% من إجمالي الخسائر البشرية الموثقة بين المدنيين في السودان العام الماضي.

ونهاية أكتوبر الماضي، حمّلت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، قوات الدعم السريع، مسؤولية ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع و"بدرجة مهولة"، في أثناء تقدمها في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك "الاغتصاب الجماعي، والخطف والاحتجاز ضمن ظروف ترقى للاستعباد الجنسي".

وأصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرًا اتهمت فيه قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في ولاية جنوب كردفان خلال الفترة من ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى مارس/آذار 2024، موثقة جرائم تشمل القتل والاغتصاب والاختطاف ونهب المنازل وتدميرها.

وحضت المنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان، بما في ذلك نشر بعثة مراقبة دولية لتوثيق الانتهاكات ووقف استهداف المدنيين.

ويتركز القتال حاليًا بمدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، والتي تهدف قوات الدعم السريع إلى أن تكون قاعدة لحكومة موازية شكلتها خلال الصيف.

وقُتل الشهر الماضي أكثر من 75 شخصًا في قصف بمسيّرة في مدينة الفاشر كبرى مدن إقليم دارفور، واتهمت وقتها السلطات المحلية قوات الدعم السريع بارتكاب الهجوم. 

وخلال الفترة الأخيرة، تصاعدت التحذيرات من وقوع "مجازر جماعية" إذا ما سقطت الفاشر، وقالت لجان مقاومة الفاشر إن المدنيين "يواجهون الموت في كل زاوية"، متهمة السلطة المركزية بالتقاعس عن حماية السكان.