حساب قوات الدعم السريع على إكس
قوات تابعة لـ"الدعم السريع"، 26 مارس 2024

"الدعم السريع" تعلن السيطرة على الفاشر.. والجيش السوداني يلتزم الصمت

قسم الأخبار
منشور الأحد 26 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أعلنت قوات الدعم السريع اليوم، سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، بعد معارك عنيفة مع القوات المسلحة السودانية انتهت بالسيطرة على الفرقة السادسة آخر معاقل الجيش في المدينة.

وقالت "الدعم السريع" في بيان، إن السيطرة على المدينة تمثّل "محطة مفصلية" في مسار الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف، مؤكدة أنها "مستمرة حتى تطهير كامل تراب الوطن وبناء سودان جديد"، على حد تعبيرها.

وأضافت أنها ستعمل بالتنسيق مع ما وصفته بـ"حكومة تحالف تأسيس"، على اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين وتسهيل عودة النازحين وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة.

وفيما لم يصدر الجيش السوداني بيانًا بشأن الوضع الحالي، قال أمس إنه تصدى لهجوم واسع شنه الدعم السريع على المدينة من عدة محاور، مؤكدًا أنه "كبد القوات المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".

وتعد الفاشر آخر عاصمة إقليمية ظلت خارج سيطرة "الدعم السريع" منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، وظلّت محاصرة منذ نحو 18 شهرًا.

وخلال الحصار، وثّقت منظمات إنسانية ودولية نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، ما أدى إلى انتشار الجوع في أجزاء واسعة من المدينة التي يُقدّر عدد سكانها الحاليين بنحو 250 ألف نسمة، كما اتُّهمت "الدعم السريع" بشن هجمات بطائرات مسيّرة ومدفعية على مناطق مأهولة، في حين وُجهت اتهامات للجيش أيضًا بعمليات قصف عشوائي داخل المناطق السكنية.

وقالت بعثة تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها للفاشر، بينما أشارت تقارير حقوقية أيضًا إلى انتهاكات من جانب القوات الحكومية.

وحذّر ناشطون ومنظمات محلية من أن سقوط الفاشر بالكامل تحت سيطرة الدعم السريع قد يؤدي إلى تصاعد هجمات ذات طابع عرقي، مشيرين إلى أحداث مشابهة وقعت سابقًا في مخيم زمزم جنوب المدينة.

وعلى الرغم من إعلان الدعم السريع الأسبوع الماضي تسهيل خروج المدنيين، تحدث شهودٌ ممن غادروا المدينة عن عمليات نهب واعتداءات جسدية وجرائم قتل على الطرق المؤدية خارجها.

وفي وقت لاحق من اليوم، قالت "شبكة أطباء السودان" إن قصفًا استهدف مستشفى الفاشر التعليمي أدى إلى مقتل موظف صحي وإصابة ثلاثة آخرين، متهمة الدعم السريع بتنفيذ الهجوم، ومعتبرةً استهداف المرافق الطبية "جريمة حرب وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني"، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين ووقف الهجمات.

ويرى مراقبون أن السيطرة على الفاشر، إن تأكدت بصورة نهائية، ستمنح الدعم السريع أفضلية ميدانية وسياسية، إذ يعني ذلك التحكم الفعلي في معظم إقليم دارفور، الذي تبلغ مساحته نحو 493 ألف كيلومتر مربع، ويرتبط بحدود مباشرة مع ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان.