متداولة على إكس
القيادي بحركة فتح الفلسطينية مروان البرغوثي، والسجين لدى الاحتلال منذ 2002

"مجموعة الحكماء" تدعو ترامب للضغط على إسرائيل للإفراج عن مروان البرغوثي

قسم الأخبار
منشور الخميس 30 تشرين الأول/أكتوبر 2025

دعت مجموعة من كبار السياسيين والدبلوماسيين السابقين ينتمون إلى مجموعة الحكماء/The Elders، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن القيادي بحركة فتح مروان البرغوثي من السجون الإسرائيلية، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل مفتاحًا مهمًا لإحياء حل الدولتين وتحقيق السلام العادل على المدى الطويل.

وجاءت الدعوة عقب اجتماع للمجموعة في العاصمة البريطانية لندن، حيث أصدرت بيانًا أمس الأربعاء أكدت فيه أن الإفراج عن البرغوثي يمكن أن يسهم في إعادة بناء الثقة وفتح أفق سياسي حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

"ندين سوء المعاملة، بما في ذلك التعذيب، الذي يتعرض له مروان البرغوثي وغيره من السجناء الفلسطينيين، وكثير منهم معتقلون تعسفيًا. يجب على السلطات الإسرائيلية الالتزام بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي لحماية حقوق السجناء الإنسانية" قالت مجموعة الحكماء التي أسسها الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا عام 2007 لدعم جهود السلام حول العالم.

وكانت الجارديان أشارت إلى جثث الأسرى الفلسطينيين المشوهة التي تعيدها إسرائيل وقد بدت عليها علامات تعذيب وتنكيل شديدين، وقالت إنها امتنعت عن نشر صور تلك الجثث لبشاعتها، موضحة أن من بينها جثة لرجل قتل خنقًا برباط حول عنقه.

وأشارت الجارديان إلى أن الصور والوثائق تؤكد تعرض المعتقلين لظروف احتجاز وحشية، شملت تقييد الأيدي، وتغطية الأعين، وربطهم بأسرة مستشفيات، وإجبارهم على ارتداء الحفاضات، وهي التفاصيل التي أكدتها صور وشهادات سبق ونشرتها الجارديان العام الماضي.

ويؤيد العديد من الشخصيات السياسية والأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي شين بيت، إطلاق سراح البرغوثي ويعترفون بالدور القيادي الذي يمكن أن يلعبه في مصلحة السلام والكرامة والأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، حسب البيان.

ومن بين الموقعين على البيان الرئيس السابق لكولومبيا الحائز على جائزة نوبل للسلام ورئيس مجموعة الحكماء خوان مانويل سانتوس، مؤسِسة مؤسَسة جراسا ماشيل المؤسس المشارك ونائب رئيس منظمة الحكماء  جراسا ماشيل، رئيسة وزراء النرويج السابقة والمديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية جرو هارلم برونتلاند، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة والرئيسة السابقة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك.

وأُدين مروان البرغوثي في محاكمةٍ اعتبرها الاتحاد البرلماني الدولي غير عادلة، وتضمنت انتهاكاتٍ عديدةً للقانون الدولي. وقد دعم البرغوثي حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، لكنه أدان الهجمات على المدنيين، وفق البيان.

والخميس الماضي، قال ترامب إنه يفكر في ما إذا كان سيدفع باتجاه الإفراج عن البرغوثي المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ 2002، والمحكومة عليه بالسجن المؤبد خمس مرات، بالإضافة إلى 40 عامًا، بتهمة "توجيه هجمات خلال الانتفاضة الثانية".

وقال مصدر فلسطيني مطلع على ملف الأسرى الفلسطينيين لدى سلطات الاحتلال لـ المنصة السبت الماضي إن هناك "مؤشرات إيجابية" بشأن إطلاق سراح البرغوثي، مشيرًا إلى أن الوقت الحالي هو أقرب اللحظات التي يُمكن للبرغوثي أن ينال حريته فيها.

وقبل أسبوعين، تعثرت جهود إطلاق سراح من يُعرفون بـ"قائمة كبار الأسرى" بينهم البرغوثي مع تراجع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، عن ضمان الإفراج عنهم بعد لقائهما رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفق مصدرين في حماس والجهاد الإسلامي تحدثا لـ المنصة وقتها.

وقال قسام البرغوثي، نجل مروان البرغوثي أن إسرائيل ترفض الإفراج عن والده بسبب دوره السياسي. وأكد للعربية أن هناك استهدافًا ممنهجًا لوالده داخل السجون الإسرائيلية، موضحًا أنه تعرّض لاعتداءات كثيرة. كما أوضح ألا وجود لتواصل مباشر من العائلة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فيما قال عرب البرغوثي، نجل مروان البرغوثي، لـBBC إنهم يستهدفون والده لأنهم يرون فيه شخصًا يمكن أن يوحِّد الشعب الفلسطيني ضمن رؤية سياسية يقبلها الفلسطينيون أولًا، وكذلك المجتمع الدولي.

وقالت مجموعة الحكماء في البيان "نشجع الرئيس ترامب على المطالبة بالإفراج عنه، والاستفادة من الفرصة التي أتاحها اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة".

وأضافت "لطالما كان مروان البرغوثي مناصرًا لحل الدولتين بالوسائل السلمية، وهو باستمرار الزعيم الفلسطيني الأكثر شعبية في استطلاعات الرأي. لكن إسرائيل رفضت حتى الآن إطلاق سراحه كجزء من صفقة الرئيس ترامب".

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أعلن ترامب اتفاقًا لوقف الحرب في غزة، تضمنت المرحلة الأولى منه تبادل المحتجزين لدى حماس وإسرائيل، على أن يُستكمل بمفاوضات في المرحلة الثانية حول إدارة قطاع غزة ونزع سلاح حركة حماس.

وتتضمن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط والمكونة من 20 بندًا، نزع سلاح غزة بالكامل وتوفير ممرات آمنة لقيادات حماس الراغبين في مغادرة القطاع، فيما يُعفى من يلتزم بـ"التعايش السلمي" من الملاحقة.

كما تنص على إرسال مساعدات إنسانية عاجلة بإشراف الأمم المتحدة وبدء عملية إعادة إعمار واسعة عبر لجنة اقتصادية دولية وخبراء شاركوا في تطوير "مدن معجزة" بالشرق الأوسط، على حد وصف ترامب.

وبموجب المقترح، تُدار غزة في مرحلة انتقالية بواسطة لجنة "تكنوقراط غير سياسية" من الفلسطينيين وخبراء دوليين تحت إشراف مجلس السلام، بينما تعمل قوة دولية مؤقتة على ضمان الاستقرار ومنع أي عودة للقتال.