سكرين شوت من فيديو للمركز الفلسطيني للإعلام
تشييع 54 قتيلًا تسلمتهم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من الاحتلال الإسرائيلي، 22 أكتوبر 2025

غزة تستقبل 45 جثمانًا لضحايا فلسطينيين.. ونتنياهو يحتجز 200 عضو بحماس داخل "الخط الأصفر"

سالم الريس
منشور الاثنين 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

قال إعلام عبري، اليوم الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر عدم السماح بمغادرة "مسلحي حركة حماس" المتواجدين لمنطقة "الخط الأصفر" الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال في قطاع غزة، في وقت تسلمت وزارة الصحة بغزة 45 جثمانًا لضحايا فلسطينيين كان يحتجزهم الاحتلال.

ودخل عناصر من حركة حماس، الاثنين، حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بمنطقة "الخط الأصفر"، للبحث عن رفات إسرائيليين هناك، بعدما سمحت لهم حكومة الاحتلال، في وقت سابق بذلك، تحت مراقبة جوية لصيقة.

جاء ذلك قبل أن تعلن قناة N12 الإسرائيلية أن "نتنياهو قرر منع 200 من مقاتلي حماس من العبور إلى قطاع غزة".

وعلى طول الخط الذي يقسم غزة تقريبًا إلى نصفين وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، يقوم الاحتلال بتسيير نقاط مراقبة قائمة وإقامة أخرى جديدة.

بالتزامن، تسلمت وزارة الصحة بغزة، الاثنين، 45 جثمانًا لضحايا فلسطينيين كان يحتجزهم الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في إطار عملية تبادل جثامين المعتقلين الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين بين حركة حماس وإسرائيل، حيث وصلت الجثامين إلى مُجمع ناصر الطبي بخانيونس عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وجاءت عملية تسلم جثامين المعتقلين مجهولي الهوية بعد تسليم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، جثث 3 محتجزين إسرائيليين، مساء أمس الأحد، حيث لا زالت الكتائب تعمل على استخراج 8 جثث أخرى من مناطق مختلفة، وفق مصدر في المقاومة الفلسطينية لـ المنصة.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سلّمت حماس 20 محتجزًا إسرائيليًا حيًا ورفات 20 آخرين، وتؤكد حماس أن استخراج بقية الجثث "يستغرق وقتًا بسبب الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان، إنها تسلمت 270 جثمانًا لمعتقلين فلسطينيين منذ بدء عملية التبادل، تعرفت على 78 جثمانًا منهم فقط، فيما عملت الوزارة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والدفاع المدني على دفن أكثر من 100 جثمان مجهولي الهوية في مقبرة جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد تعذر التعرف على هويتهم.

وأكدت الصحة تعامل طواقمها الطبية مع الجثامين وفق إجراءات طبية وبروتوكولات معتمدة لديها، وأوضح مصدر في وزارة الصحة لـ المنصة أنهم يعملون على استقبال الجثامين في المكان المخصص لذلك بمجمع ناصر الطبي، حيث يتم فحصها وتصويرها وعرضها عبرّ شاشة تليفزيونية في قاعة مخصصة لاستقبال ذوي المفقودين والضحايا للتعرف عليهم.

وأضاف "بعد عدّة أيام، إن لم يتم التعرف على الجثمان بسبب عدم وجود ملامح أو لأسباب أخرى، نضطر إلى دفنهم كمجهولين في مقبرة الأرقام المخصصة لذلك".

وفي 22 أكتوبر الماضي، شيع مئات المواطنين في قطاع غزة 54 قتيلًا تسلمتهم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تعذّر التعرف عليهم "بسبب طمس ملامحهم جراء التعذيب".

وكان مدير المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسريًا أحمد مسعود، قال إن التقديرات الأولية تشير إلى أن نحو 6 آلاف فلسطيني من قطاع غزة في عداد المفقودين والمختفين قسريًا منذ اندلاع العدوان، في ظل ظروف ميدانية وأمنية معقدة تعيق عمليات التوثيق والبحث.

وفي 9 أكتوبر الماضي، أعلن ترامب اتفاقًا لوقف الحرب في غزة، تضمنت المرحلة الأولى منه تبادل المحتجزين لدى حماس وإسرائيل، على أن يُستكمل بمفاوضات في المرحلة الثانية حول إدارة قطاع غزة ونزع سلاح حركة حماس.

وترفض إسرائيل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار حتى تتسلم آخر جثمان لمحتجزيها لدى حماس.

ومنتصف الشهر الماضي، حذّر نتنياهو في مقابلة مع شبكة CBS News من أن "عدم التزام حماس بالاتفاق سيفتح أبواب الجحيم"، مؤكدًا أن "نزع سلاح حماس وإنهاء تهريب الأسلحة إلى غزة شرط لتحقيق سلام دائم".

وكرر نتنياهو التحذير بأنه إذا فشلت حماس في الامتثال للاتفاق، "ستنفجر الأوضاع بشكل كامل".

وتتضمن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط والمكونة من 20 بندًا، نزع سلاح غزة بالكامل وتوفير ممرات آمنة لقيادات حماس الراغبين في مغادرة القطاع، فيما يُعفى من يلتزم بـ"التعايش السلمي" من الملاحقة.

كما تنص على إرسال مساعدات إنسانية عاجلة بإشراف الأمم المتحدة وبدء عملية إعادة إعمار واسعة عبر لجنة اقتصادية دولية وخبراء شاركوا في تطوير "مدن معجزة" بالشرق الأوسط، على حد وصف ترامب.

وبموجب المقترح، تُدار غزة في مرحلة انتقالية بواسطة لجنة "تكنوقراط غير سياسية" من الفلسطينيين وخبراء دوليين تحت إشراف مجلس السلام، بينما تعمل قوة دولية مؤقتة على ضمان الاستقرار ومنع أي عودة للقتال.