استخرجت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء أمس السبت، جثمان الضابط الإسرائيلي هدار جولدن، المحتجز لديها منذ الأول من أغسطس/آب 2014، من أحد الأنفاق بمخيم يبنا جنوب مدينة رفح بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية، وذلك خلال عملية بحث وانتشال نفذتها الكتائب بتنسيق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع جيش الاحتلال، وفق ما أكد مصدر في المقاومة لـ المنصة.
وحسب المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، فإن عملية الانتشال استغرقت ساعات طويلة، تخللها عمليات حفر حتى الوصول إلى النفق، مشيرًا إلى انتشال 6 جثامين لعناصر من القسام الذين كانوا مكلفين بتأمين جثمانه حتى الوصول إلى صفقة تبادل.
وأكد مصدر صحفي لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، وصول الجثامين الستة لعناصر المقاومة إلى مشرحة مُجمع ناصر الطبي بخانيونس، بعد عملية انتشالهم تحضيرًا لتشييع جثامينهم.
ولم تعلن القسام أو حماس عن موعد تسليم جثة جولدن، حيث جرت العادة في الأيام الماضية، تسليم الجثامين المستخرجة خلال ساعات المساء من يوم الانتشال، حيث يكتسب الضابط الإسرائيلي رمزية خاصة، وهو صاحب أطول فترة احتجاز لدى المقاومة الفلسطينية.
وأبلغ رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير عائلة جولدن بتطورات الأمر، مع التشديد على انتظار تأكيد رسمي ودقيق لهوية الرفات، وحسب مصدر أمني إسرائيلي نقلت تصريحاته هيئة البث "كان"، فإن "التقديرات تشير إلى أن الجثة تعود لجولدن، لكن لا يوجد تأكيد رسمي بعد".
وأشار المصدر في المقاومة إلى أن عملية التسليم قد تتم خلال الأيام أو الساعات المقبلة دون ذكر تفاصيل إضافية عن سبب التأخير.
وكانت حماس طالبت قبل أيام بالسماح لـ200 من عناصر القسام المنقطع بهم الاتصال في رفح بالخروج من المنطقة التي لا زالت خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وضمان سلامتهم، حيث جرت محاولة ربط السماح لعناصرها مجهولي المصير، بالخروج مقابل تسليم جثمان جولدن، وفق تصريح سابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير.
فيما رفض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الاقتراح وقال إن الصفقة تمت ويجب ألا يجري أي تغيرات عليها أو فرض شروط جديدة.
وقُتل جولدن خلال عملية عسكرية عرفت باسم "الجرف الصامد" قبل أكثر من 11 عامًا، واختطفت جثته داخل نفق، قبل إعلان وقف إطلاق النار حينها بساعات، ما دفع جيش الاحتلال لتطبيق توجيه هانيبال، حيث قتل العشرات من الفلسطينيين في المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبها الاحتلال حينها، ونُسف الاتفاق جراء الحادثة.
وبروتوكول أو توجيه هانيبال إجراء يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم، لذلك يسمح هذا البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى. صاغه 3 ضباط رفيعو المستوى، وبقي بروتوكولًا سريًا، حتى اعتماده في 2006.
وأثار بروتوكول هانيبال جدلًا واسعًا في إسرائيل، إذ يصفه معارضوه بـ"الخيار الوحشي" الذي يخاطر بأرواح أسرى يمكن إنقاذهم، وطبقته إسرائيل في مواقف عديدة، ومن بين 11 إسرائيليا طُبق عليهم البروتوكول في 7 مناسبات، لم ينج سوى جندي واحد، حسب الجزيرة.
واستطاعت المقاومة الفلسطينية المحافظة على جثمان الضابط طوال 11 عامًا دون قدرة جيش الاحتلال على الوصول له واستعادته بالقوة خلال السنوات الماضية وحتى خلال حرب الإبادة الجماعية.
وسلمت المقاومة الفلسطينية منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 20 محتجزًا إسرائيليًا أحياء، وجثامين 23 محتجزًا، فيما أفرج الاحتلال عن قرابة 200 معتقل فلسطيني، و300 جثمان لمعتقلين آخرين، جرى التعرف على 89 جثمانًا فقط من قبل ذويهم، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة.
وحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 69169 قتيلًا، و170685 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتواصل حماس والجهاد الإسلامي البحث عن جثث خمسة محتجزين متبقية أسفل الأنقاض في قطاع غزة، تنفيذًا للمرحلة الأولى من الاتفاق، إيذانًا ببدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل إدارة قطاع غزة وجهود إعادة الإعمار.