أعلنت هيئة قناة السويس ومجموعة ميرسك/A.P. Moller - Maersk في بيان مشترك، اليوم، بدء عودة سفن الحاويات التابعة للمجموعة للعبور من قناة السويس اعتبارًا من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل تمهيدًا للعودة الكاملة دون أن تحدد موعدًا لها.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عدّلت شركات الملاحة العالمية مسارها للدوران من رأس الرجاء الصالح بدلًا من قناة السويس، لتجنب هجمات مسلحة نفذتها جماعة الحوثي اليمنية ضد السفن، ردًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتعد شركة ميرسك أكبر مشغل للحاويات في العالم، إذ تدير أكثر من 700 سفينة حاويات وتعمل مع 130 دولة حول العالم حسب تقرير الشركة، ما يجعل أي قرار تتخذه يؤثر بشكل مباشر على أسواق النقل البحري العالمية.
وأكد رئيس الهيئة الفريق أسامة ربيع أن عودة السفن التابعة لـ"ميرسك" تمثل "عودة في الاتجاه الصحيح للمسار الأمثل لاستدامة سلاسل الإمداد العالمية كأقصر وأسرع وأكثر الطرق الملاحية أمانًا في الربط بين الشرق والغرب".
وأوضح أن معدلات الملاحة بالقناة بدأت في التعافي مسجلة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عبور 1136 سفينة، بإجمالي حمولات 47.1 مليون طن، وإجمالي إيرادات 372.9 مليون دولار، مقابل عبور 1136 سفينة بحمولة 40.4 مليون طن وإيرادات 322.1 مليون دولار خلال شهر أكتوبر من العام الماضي.
وقال إن "شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري شهد استكمالاً للتعافي إذ عبر من خلال القناة 1156 سفينة بحمولة 48.5 مليون طن وإيرادات 383.4 مليون دولار، مقابل عبور ألف سفينة بحمولة 38.3 مليون طن، وإيرادات 300.6 مليون دولار خلال نفس الشهر من العام الماضي".
وأشار إلي تبني الهيئة حزمة من السياسات التسعيرية المرنة تتضمن تخفيضًا بنسبة 15% لسفن الحاويات ذات الحمولة التي تزيد عن 130 ألف طن.
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت هيئة قناة السويس اعتزامها خفض رسوم عبور سفن بعض شركات الملاحة بنسبة تتراوح من 12 إلى 15% لفترة محددة، بهدف تشجيع المزيد من السفن على استخدام القناة واجتذاب الشركات مرة أخرى.
وخلال الشهر نفسه، دعا رئيس هيئة قناة السويس المجموعة العالمية لتعديل جداول إبحارها والعودة التدريجية للعبور من قناة السويس في ضوء التطورات الإيجابية التي شهدتها الأوضاع الأمنية بمنطقة البحر الأحمر في ذلك الوقت.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي للمجموعة فينسنت كليرك أن قناة السويس ستظل ركيزة محورية لحركة الشحن البحري لسفن "ميرسك"، مشيرًا إلى أنها الممر الملاحي الأكثر ملاءمة وكفاءة لحركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب.
وأوضح أن المجموعة تعلق آمالاً واسعة على اتفاقية السلام التي تم توقيعها في شرم الشيخ الشهر الماضي، وما أعقبها من زخم عالمي يدفع في اتجاه التهدئة، وهو ما صاحبه هدوء في الأوضاع الأمنية بالبحر الأحمر وكان من نتائجها توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية كخطوة أساسية لعودة الإبحار عبر قناة السويس، متوقعًا العودة قريبًا للعبور بشكل كامل من القناة.
وتمر عبر قناة السويس نحو 10% من حركة التجارة العالمية، وتعتمد عليها القاهرة لتأمين العملة الأجنبية، لكن الحركة التجارية في القناة تراجعت بعد أن بدأت جماعة الحوثيين في اليمن استهداف السفن التجارية "المرتبطة بإسرائيل" في البحر الأحمر، ردًا على الحرب في قطاع غزة.
وأعلن البنك المركزي قبل أيام عن انخفاض إيرادات رسوم المرور في قناة السويس خلال الربع الأول من العام المالي 2024/2025 إلى 931.2 مليون دولار، مقابل 2.4 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق، مسجلة تراجعًا حادًا بنسبة 61.2%.