رفضت حركة حماس عرضًا إسرائيليًا بخروج جميع عناصرها من أنفاق رفح وتسليم أنفسهم للقوات الإسرائيلية، واعتبرت أن "الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال المجاهدين المحاصَرين في أنفاق مدينة رفح تُعَدّ خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار".
ووفقًا للمقترح الذي نشرت تفاصيله القناة 12 الإسرائيلية اليوم الخميس "سيُطلق سراح هؤلاء المسلحين بعد سجنهم في إسرائيل، ويُسمح لهم بالعودة إلى قطاع غزة، شريطة أن يعلنوا نزع سلاحهم" وعدم العودة لما وُصِف بـ "النشاط الإرهابي".
لكن حماس رفضت الذي نقله لها الوسطاء قبل أيام. وحسب القناة 12، فمن غير الواضح ما إذا كانت قيادة حماس قادرة على التواصل مع أفرادها في الأنفاق شرق رفح، بعد انقطاع طويل في الاتصالات.
وقال مصدر إسرائيلي لم تسمه القناة 12 "منحنا الإرهابيين في رفح خيار البقاء والإفراج عنهم. حتى هذه اللحظة لم يوافقوا على تلبية الشروط التي وضعناها. يبدو أنهم قرروا أن يصبحوا شهداء".
و"صباح أمس فقط، تم تحديد هوية ستة إرهابيين خرجوا من تحت الأرض، وتم القضاء على أربعة منهم واعتقال اثنين. هذا بالإضافة إلى الإرهابيين الخمسة الذين خرجوا أيضًا وتم القضاء عليهم" حسب القناة العبرية.
ووفقًا لتقديرات إسرائيلية نشرتها القناة، هناك "نحو 100 مسلح محاصرين تحت الأرض في رفح تلاحقهم القوات الإسرائيلية، التي تعمل على تحديد مواقع الأنفاق وهدمها أو سدها بالخرسانة".
من جهتها، أكدت حماس في بيان على تليجرام أمس الأربعاء، أن "الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال المجاهدين المحاصَرين في أنفاق مدينة رفح تُعَدّ خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودليلًا دامغًا على المحاولات المستمرّة لتقويض هذا الاتفاق وتدميره".
وقالت الحركة إنها بذلت "طوال الشهر الماضي، جهودًا كبيرة مع مختلف القيادات السياسية والوسطاء لحلّ مشكلة المقاتلين وعودتهم إلى بيوتهم، وقدّمت أفكارًا وآليات محدّدة لمعالجة هذه المشكلة، في تواصلٍ كامل مع الوسطاء والإدارة الأمريكية بصفتها أحد ضامني اتفاق وقف إطلاق النار، غير أنّ الاحتلال نسف كل هذه الجهود، مُغلِّبًا لغة القتل والإجرام والملاحقة والاعتقال، في إجهاضٍ لجهود الوسطاء الذين بذلوا جهدًا كبيرًا مع مختلف الأطراف الدولية لوضع حدٍّ لمعاناة هؤلاء المقاتلين الأبطال".
وحمَّلت الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة "عن حياة مجاهدينا، وندعو الإخوة الوسطاء إلى التحرّك العاجل للضغط على الاحتلال للسماح لأبنائنا بالعودة إلى بيوتهم، باعتبارهم نموذجًا فريدًا في التضحية والبطولة والصبر، وعنوانًا لكرامة وحرية الشعب الفلسطيني".
والأحد الماضي، أكدت حماس انقطاع اتصالها بمقاتليها المُحاصرين في أنفاق رفح الواقعة ضمن منطقة الخط الأصفر التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت إن وفدًا من حماس التقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية حسن رشاد بالقاهرة، وناقش تطورات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسبل معالجة قضية مقاتلي رفح بشكل عاجل من خلال جهود الوسطاء مع مختلف الأطراف.
وتُحاصر إسرائيل مقاتلي حماس في أنفاق رفح وتنفذ بين حين وآخر عمليات عسكرية مستهدفة تدمير الأنفاق، وخلال الفترة الأخيرة عرضت إسرائيل استسلام المقاتلين وتسليم أنفسهم مقابل وقف استهدافهم، وهو ما ترفضه الحركة وقيادتها الميدانية، مشددة على أنها قررت المواجهة في رفح بعد فشل مفاوضات أجريت مؤخرًا في هذا الشأن.
وتواصل مصر وقطر والولايات المتحدة جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل لاستكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، مستهدفة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وانسحاب القوات وبدء تنفيذ خطة إعمار للقطاع المُهدّم وإدخال المساعدات العاجلة للأهالي.