دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض "في المستقبل القريب"، وذلك بعدما أصدر تحذيرًا مباشرًا طلب فيه إسرائيل بالامتناع عن أي خطوات تعرقل وتزعج سوريا.
وستكون هذه الزيارة الخامسة لنتنياهو منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
وناقش ترامب ونتنياهو، خلال مكالمة هاتفية أمس، الوضع في سوريا، حيث حذر ترامب إسرائيل من أي خطوات قد تزعزع استقرار الدولة وقيادتها الجديدة.
وكتب ترامب على تروث سوشيال، أمس الاثنين، أن الولايات المتحدة "راضية جدًا عن النتائج التي تحققت في سوريا بفضل العمل الجاد والتصميم. نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان استمرار الحكومة السورية في تحقيق أهدافها، وهي أهداف جوهرية، من أجل بناء دولة حقيقية ومزدهرة. ومن الأمور التي ساعدتها كثيرًا في ذلك إنهائي للعقوبات الشديدة والقاسية، وأعتقد أن سوريا وقيادتها وشعبها قد قدروا ذلك حقًا!".
ورفعت الولايات المتحدة وبريطانيا، الشهر الماضي، العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير داخليته أنس خطاب، وذلك عقب قرار مماثل لمجلس الأمن الدولي، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيتخذ الخطوة نفسها خلال الفترة المقبلة.
وشدد ترامب في البوست على تروث سوشيال "من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يعرقل تطور سوريا لتصبح دولة مزدهرة. يعمل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بجد لضمان حدوث أمور جيدة، وأن تتمتع سوريا وإسرائيل بعلاقة طويلة ومزدهرة معًا. هذه فرصة تاريخية، وتضيف إلى النجاح الذي تم تحقيقه بالفعل من أجل السلام في الشرق الأوسط".
وخلال الأيام الماضية، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على قرية بيت جن في جنوب سوريا، في أعنف حادث من نوعه تشهده القرية منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد قبل عام.
ووصفت دمشق الهجوم بأنه "اعتداء إجرامي" و"جريمة حرب مكتملة الأركان"، مؤكدة أن القصف استهدف منازل المدنيين وتسبب بحركة نزوح واسعة، مطالبة مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لوضع حد لاعتداءات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها، قالت إسرائيل إن الهجوم جاء خلال عملية لاعتقال مسلحين مشتبه بانتمائهم إلى "الجماعة الإسلامية" اللبنانية، واتهمتهم بالضلوع في "مخططات إرهابية".
من ناحيتها، نددت الأمم المتحدة بالتوغل الإسرائيلي ووصفته بأنه "انتهاك جسيم وغير مقبول لسيادة سوريا ووحدة أراضيها"، مشيرة إلى أن مثل هذه العمليات تزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة تعاني أصلًا من القلاقل.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أجرى الشرع زيارة هي الثانية إلى الولايات المتحدة منذ توليه رئاسة سوريا، وذلك بعد زيارة في سبتمبر/أيلول ألقى خلالها كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليصبح أول زعيم سوري يلقي مثل هذه الكلمة منذ عقود.
وعقد الشرع مباحثات رسمية في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة، وتطوير التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي اليوم التالي لإطاحة المعارضة المسلحة في سوريا بنظام بشار الأسد في ديسمبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاق فض الاشتباك، وسيطرت على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم".
ومنذ ذلك الحين، نفذت مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، مبررة عملياتها بالخشية من وصول أسلحة ثقيلة إلى السلطات الجديدة وانتشار أنشطة تعتبرها "إرهابية".
وخلال مقابلة مع صحيفة "ملييت" التركية، اعتبر الشرع أن استهداف إسرائيل القصر الرئاسي ومقر وزارة الدفاع في دمشق قبل أسابيع يمثل "إعلان حرب"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التوصل إلى اتفاق أمني معها "لا مفر منه".
وجاء حديث الشرع عن ضرورة التوصل إلى اتفاق رغم تشكيكه في مدى التزام تل أبيب بأي تفاهمات مستقبلية، وقال "إذا كان السؤال هل أثق بإسرائيل؟ فالجواب: لا أثق بها".