حساب قوات الدعم السريع على إكس
قوات تابعة لـ"الدعم السريع"، 26 مارس 2024

بعد انسحاب الجيش.. "الدعم السريع" تعلن سيطرتها على أهم منطقة نفطية في السودان

قسم الأخبار
منشور الاثنين 8 كانون الأول/ديسمبر 2025

أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، سيطرتها على منطقة هجليج النفطية وكامل إقليم غرب كردفان، في تطور ميداني جديد ضمن الحرب الدائرة مع الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023، وسط مخاوف متزايدة بشأن سلامة منشآت النفط التي تمثل شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا للسودان وجنوب السودان.

وقالت القوات، في بيان، إنها بسطت نفوذها على حقل هجليج النفطي بعد التصدي لهجوم من الجيش، مؤكدة فرار أعداد من ضباط وجنود اللواء 90 إلى خارج البلاد.

واعتبرت قوات الدعم السريع أن السيطرة على المنطقة تمثل "نقطة محورية نظرًا لأهميتها الاقتصادية ودورها في تمويل العمليات العسكرية خلال الحرب".

وتقع هجليج على الحدود الجنوبية للسودان، وتضم منشأة المعالجة الرئيسية لنفط جنوب السودان الذي يُنقل عبر خط أنابيب شركة النيل الكبرى إلى بورتسودان، ما يجعل المنطقة بالغة الحساسية لكلا البلدين، خصوصًا أن جوبا تعتمد على هذا الخط بشكل شبه كامل لتصدير نفطها دون أي منافذ بحرية بديلة.

وتعهّدت قوات الدعم السريع بـ"تأمين المنشآت الحيوية في هجليج، وتوفير الحماية للعاملين والفرق الهندسية لضمان استمرار تدفق النفط"، مؤكدة "التزامها بالهدنة الإنسانية" مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس.

وحسب مصادر حكومية لم تسمها رويترز، انسحبت القوات الحكومية والعاملون في الحقل أمس الأحد لتجنب اشتباكات قد تُلحق أضرارًا مباشرة بالمنشآت النفطية. وقال مصدر يعمل داخل الحقل إن الجيش والموظفين توجهوا إلى جنوب السودان بعد الانسحاب.

وتسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف في تعطيل متكرر لإمدادات نفط جنوب السودان، التي كان متوسط إنتاجها قبل اندلاع الصراع يتراوح بين 100 و150 ألف برميل يوميًا.

وفي الظروف الطبيعية، تنتج منطقة هجليج وحدها نحو 600 ألف برميل يوميًا، ما يجعلها أحد أهم موارد الدخل للسودان.

ويمتد إقليم غرب كردفان، الذي أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة عليه بالكامل، على أحد أكبر الحواضن النفطية في البلاد، كما يشكل معبرًا حدوديًا مهمًا يربط السودان بتشاد وليبيا وجنوب السودان، ويحتضن أكبر ثروة حيوانية في السودان ومساحات واسعة لإنتاج الصمغ العربي.

وبعد بسط قوات الدعم السريع سيطرتها على دارفور في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحولت المواجهات إلى ولايات كردفان، التي تمكّنت القوات من التقدم فيها والسيطرة على بابنوسة ومناطق واسعة تمثل، مع دارفور، نحو نصف مساحة البلاد ويعيش فيها ما يقارب 30% من السكان وثلث موارد السودان الاقتصادية.