سكرين شوت من فيديو البرهان
كلمة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بمناسبة عيد الفطر، 29 مارس 2025

البرهان يُقر بانسحاب الجيش السوداني من الفاشر: تجنبنا مزيدًا من الدماء

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أقرَّ قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أمس، بانسحاب القوات المسلحة من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد يوم واحد من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة، عقب معارك متواصلة منذ أبريل/نيسان 2023.

وقال البرهان، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إن "القيادات الموجودة في الفاشر قدّروا أنهم يجب أن يغادروا المدينة"، موضحًا أن القرار جاء "تجنبًا لمزيد من الدمار وسفك الدماء بعد عمليات قتل وتدمير ممنهج للمدنيين"، مردفًا "وافقناهم على المغادرة إلى مكان آمن لحماية بقية المواطنين وبقية المدينة من الدمار".

والأحد الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مدينة الفاشر بعد معارك عنيفة انتهت بالاستيلاء على مقر الفرقة السادسة للجيش وآخر معاقله في المدينة، معتبرة أنها "محطة مفصلية" في مسار الحرب، مؤكدة أنها "مستمرة حتى تطهير كامل تراب الوطن وبناء سودان جديد"، على حد تعبيرها.

وأكد البرهان أن انسحاب القوات لا يعني نهاية المعركة، قائلًا "القوات المسلحة والمشتركة قادرة على تحقيق النصر، ونستطيع أن نقلب الطاولة... نحن عازمون على أن نطهر هذه الأرض ونقضي على هؤلاء المرتزقة".

وتعهّد قائد الجيش السوداني بمحاسبة قوات الدعم السريع، مضيفًا أن "ما حدث في الفاشر وما ارتُكب في بقاع السودان من جرائم سيكون محل حساب، حتى لو صمت العالم"، متابعًا "كل الأعراف الدولية الآن يتم انتهاكها ولا أحد يتحدث عن ذلك ولا أحد يحاسب، لكن نحن كشعب سوداني سنحاسب هؤلاء المجرمين".

وتعد الفاشر آخر عاصمة إقليمية كانت خارج سيطرة "الدعم السريع" منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وظلّت محاصَرة لأكثر من 18 شهرًا. وخلال الحصار، وثّقت منظمات إنسانية نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، ما أدى إلى تفشي الجوع والأمراض بين سكانها، الذين يُقدَّر عددهم بنحو 250 ألف نسمة.

واتهمت منظمات حقوقية "الدعم السريع" بشن هجمات بطائرات مسيّرة ومدفعية على مناطق مأهولة، بينما وُجهت اتهامات مماثلة للجيش بتنفيذ قصف عشوائي داخل الأحياء السكنية. وأفادت بعثة أممية الشهر الماضي بأن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال حصارها للمدينة، في حين تحدثت تقارير أخرى عن انتهاكات من الجانبين.

وحذّر ناشطون ومنظمات محلية من أن سيطرة "الدعم السريع" الكاملة على الفاشر قد تؤدي إلى تصاعد هجمات ذات طابع عرقي، في تكرار لأحداث مشابهة وقعت سابقًا في مخيم زمزم جنوب المدينة.

ويرى مراقبون أن السيطرة على الفاشر، إذا استقرت نهائيًا، تمثل تحولًا ميدانيًا كبيرًا يمنح "الدعم السريع" أفضلية عسكرية وسياسية، باعتبار أن المدينة كانت آخر موقع رئيسي للجيش في دارفور، الإقليم الذي يربط السودان بحدود تمتد مع ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان.