شن جيش الاحتلال غارات، فجر الثلاثاء، على جنوب لبنان، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، الوكالة الرسمية في لبنان، إن الطيران الحربي الإسرائيلي يواصل غاراته مستهدفًا على عدة دفعات الوادي الممتد بين بلدات عزة ورومين أركي وأطراف بلدة جباع ومرتفعات جبل صافي، كما شن غارتين على وادي زفتا.
وأدت الغارات التي استهدفت جبل صافي، حسب وكالة الإعلام اللبنانية، إلى تضرر عدد من المنازل في أطراف جباع.
من جهته، زعم جيش الاحتلال في بيان على إكس في الساعات الأولى من صباح اليوم أنه هاجم أهدافًا لحزب الله في جنوب لبنان، منها مجمع تأهيل وتدريب لقوة الرضوان ومباني عسكرية.
وقال "في إطار التدريبات في المجمع خضع العناصر الإرهابية لتدريبات رمي وتأهيلات أخرى لاستخدام وسائل قتالية من أنواع مختلفة".
كما ادعى أنه هاجم مباني عسكرية وموقع إطلاق لحزب الله "كانت تستخدم للدفع بمخططات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل". مؤكدًا أنه سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل، وفق البيان.
وحسبما نقلت سكاي نيوز، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوصى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت الماضي بـ"الانتقال" من التهديدات العسكرية إلى الوسائل الدبلوماسية في كل من غزة ولبنان وسوريا.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، قولها إن مهلة ترامب الممنوحة للبنان لتجريد حزب الله من سلاحه تنتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
ووفقًا للصحيفة العبرية، أفادت مصادر أمنية إسرائيلية بأن تل أبيب أبلغت لبنان أنه في حال عدم نزع سلاح حزب الله سيتم تصعيد القتال، مشيرة إلى أن الجيش اللبناني نجح تقريبًا في إخلاء جنوب لبنان من حزب الله.
واتفق مع الرواية الإسرائيلية وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي الذي قال للعربية السبت الماضي إن حزب الله يعيد بناء نفسه بطرق عديدة، منها المال "وهو ما جاء على لسان مسؤوليه، وذلك كي يستعيد سلطته بالداخل متى سنحت له الفرصة، وعمله الآن لم يعد منصبًّا على الجنوب ومحاربة إسرائيل".
وأكد وزير الخارجية اللبناني "أن حزب الله لا يستطيع تسليم سلاحه من دون قرار إيراني، وهمّه اليوم شراء الوقت والمحافظة على نفسه بالداخل لاستعادة سلطته".
كما أوضح الوزير رجّي "أن نزع سلاح حزب الله وتفكيك بنيته العسكرية مطلب لبناني بغض النظر عن المطالب الدولية".
والأربعاء الماضي، التقى دبلوماسيون من إسرائيل ولبنان تحت رعاية الولايات المتحدة، لأول مرة منذ 1993، وذلك بعد أقل من أسبوعين من غارة لجيش الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال الرجل الثاني في حزب الله هيثم طبطبائي، القائد العسكري الأعلى للحزب.
ووفق أكسيوس، ناقش الدبلوماسيون من إسرائيل ولبنان التعاون في المشاريع الاقتصادية للمساعدة في استقرار الوضع في جنوب لبنان بالقرب من حدودهما المشتركة، وأوضح الموقع الأمريكي أن الاجتماع في الناقورة على الحدود بين البلدين أول مشاركة مباشرة وعلنية من نوعها بين إسرائيل ولبنان منذ عام 1993.
ورغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ ما يقرب من عام، صعدت إسرائيل ضرباتها في لبنان في الأسابيع الأخيرة لمحاربة ما تراه جهدًا من جانب حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية، آخرها في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكانت هذه هي الضربة الإسرائيلية الأكثر أهمية ضد قادة حزب الله منذ وقف إطلاق النار، وهي المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل بيروت منذ خمسة أشهر.
ويرفض حزب الله الموافقة على خطة أمريكية أقرتها الحكومة اللبنانية مطلع أغسطس/آب الماضي، متضمنة إنهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي، وكلَّفت الجيش اللبناني بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله، ما فتح الباب أمام احتجاجات ميدانية وموجات من الاتهامات المتبادلة بين نواب البرلمان عن الحزب والحكومة.