قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الاتصالات واللقاءات مع الجانب السوري لم تصل إلى تفاهمات أو اتفاقات، وذلك بعدما نشرت الشرق الأوسط وإعلام عبري رفضه التوقيع على اتفاق مع سوريا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، توصل إليه الطرفان بوساطة أمريكية.
والشهر الماضي، قال الشرع إن دمشق منخرطة في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وقطعت شوطًا جيدًا في طريق التوصل إلى اتفاق، لكنه لفت إلى أنه "للوصول إلى اتفاق نهائي، يجب على إسرائيل الانسحاب إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر/كانون الأول 2024".
وكان مصدر سوري لم تسمه القناة 12 الإسرائيلية، قال إن "الصياغة النهائية للاتفاق جاهزة تقريبًا، وهي في مراحلها النهائية. ولن يمضي وقت طويل قبل أن يحدث اختراق. وشكل الاتفاق مطروح حاليًا على جدول الأعمال".
وحسب القناة الإسرائيلية، فإن مطالبة سوريا لإسرائيل بالانسحاب من المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ هو ما عرقل التقدم آنذاك، فيما قالت "تايمز أوف إسرائيل" إنه كان هناك تفاؤل في سبتمبر/أيلول بإمكانية توقيع اتفاق، لكن الاتصالات بين إسرائيل وسوريا وصلت إلى طريق مسدود بسبب مطالبة إسرائيل بفتح ممر إنساني إلى محافظة السويداء في جنوب سوريا.
وفي اليوم التالي لإطاحة المعارضة المسلحة في سوريا بنظام بشار الأسد في ديسمبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاق فض الاشتباك، وسيطرت على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم".
وينتشر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تسع نقاط داخل جنوب سوريا منذ سقوط نظام الأسد، معظمها داخل منطقة عازلة، ونقطتان على الجانب السوري من جبل الشيخ.
والسبت الماضي، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن إسرائيل تسعى لتصدير أزماتها إلى الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن سوريا واجهت عنفًا شديدًا من تل أبيب، حيث شنت أكثر من ألف غارة ونفذت نحو 400 توغل داخل الأراضي السورية.
وأكد خلال مشاركته في منتدى الدوحة أن سعي تل أبيب لإقامة منطقة منزوعة السلاح في المنطقة، من شأنه أن يُدخل بلاده في مكان خطر. وقال إن "سوريا تصر على التزام إسرائيل باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، ومطلب المنطقة منزوعة السلاح حوله الكثير من التساؤلات، فمن سيحمي هذه المنطقة إن لم يكن هناك تواجد للجيش السوري؟".
واتفاقية فض الاشتباك وُقعت عام 1974 بين سوريا وإسرائيل عقب حرب 6 أكتوبر 1973، بهدف الفصل بين القوات المتحاربة من الجانبين وفك الاشتباك بينهما، وتضمنت ترتيبات لفصل القوات، وحددت خطين رئيسيين، عُرفا بـ"ألفا" و"برافو"، يفصلان بين المواقع العسكرية السورية والإسرائيلية. كما أنشأت منطقة عازلة بين الخطين، تخضع لإشراف قوة من الأمم المتحدة تعرف بـ"الأندوف".
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتلة.
وقبل تصريحات الشرع، قال نتنياهو الأسبوع الماضي إن ما تتوقعه إسرائيل من الجانب السوري هو إقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من العاصمة دمشق وحتى المنطقة العازلة في الجولان.
ومساء الثلاثاء، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يطالب إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان التي احتلتها في عام 1967 وضمتها في 1981، بأغلبية 123 صوتًا لصالحه، مقابل سبعة أصوات ضده، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، وامتناع 41 عضوًا عن التصويت.
وتعليقًا على القرار، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون على إكس "لن تعود إسرائيل إلى حدود عام 1967 ولن تتخلى عن الجولان. لا الآن ولا في أي وقت آخر".
تصويت الولايات المتحدة ضد القرار جاء بعد يوم من إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا مباشرًا طالب فيه إسرائيل بالامتناع عن أي خطوات تعرقل وتزعج سوريا.