توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، في مناطق بريفي القنيطرة الجنوبي والشمالي، وقالت وكالة الأنباء السورية/سانا إن قوة للاحتلال مؤلفة من ثلاث آليات عسكرية، بينها آليتان من نوع هايلكس وآلية فان، توغلت باتجاه قرية بريقة في ريف القنيطرة الجنوبي، وأقامت حاجزًا، وانتشرت في محيط بئر المياه المعروف باسم "الكباس".
فيما توغلت قوة أخرى مكونة من خمس آليات عسكرية، على الطريق الواصل بين بلدة جباتا الخشب وقرية عين البيضا وأقامت حاجزًا وفتشت المارة وعرقلت الحركة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت أمس الأحد في قرية رويحينة بريف القنيطرة الجنوبي.
وحسب سانا، تواصل إسرائيل سياساتها العدوانية وخرقها اتفاق فض الاشتباك عام 1974، عبر التوغل في الجنوب السوري، والاعتداء على المواطنين من خلال المداهمات والاعتقالات التعسفية والتهجير القسري وتدمير الممتلكات، وتجريف الأراضي الزراعية.
وتطالب سوريا باستمرار بخروج الاحتلال الإسرائيلي من أراضيها، مؤكدةً أن جميع الإجراءات التي يتخذها في الجنوب السوري باطلة ولاغية، ولا تُرتب أي أثر قانوني وفقاً للقانون الدولي، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وردع ممارسات الاحتلال، وإلزامه بالانسحاب الكامل من الجنوب السوري والعودة لاتفاقية فض الاشتباك.
واتفاقية فض الاشتباك وُقعت عام 1974 بين سوريا وإسرائيل عقب حرب 6 أكتوبر 1973، بهدف الفصل بين القوات المتحاربة من الجانبين وفك الاشتباك بينهما، وتضمنت ترتيبات لفصل القوات، وحددت خطين رئيسيين، عُرفا بـ"ألفا" و"برافو"، يفصلان بين المواقع العسكرية السورية والإسرائيلية. كما أنشأت منطقة عازلة بين الخطين، تخضع لإشراف قوة من الأمم المتحدة تعرف بـ"الأندوف".
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعتزم البقاء في منطقة عازلة بجنوب سوريا. وأضاف أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح من جنوب سوريا لكنه يريد البقاء في تلك المناطق.
جاء ذلك بعد يوم من تأكيد الرئيس السوري أحمد الشرع أن إسرائيل تسعى لتصدير أزماتها إلى الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن بلاده واجهت عنفًا شديدًا من تل أبيب، التي شنت أكثر من ألف غارة ونفذت نحو 400 توغل داخل الأراضي السورية.
وكان نتنياهو قال الثلاثاء الماضي إنه يتوقع من سوريا إقامة "منطقة عازلة منزوعة السلاح" تمتد من العاصمة دمشق إلى مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل.
وفي اليوم التالي لإطاحة المعارضة المسلحة في سوريا بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاق فض الاشتباك، وسيطرت على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم".
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا قرارًا يطالب إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان التي احتلتها في عام 1967 وضمتها في 1981، بأغلبية 123 صوتًا لصالحه، مقابل سبعة أصوات ضده، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، وامتناع 41 عضوًا عن التصويت.
وتعليقًا على القرار، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون على إكس "لن تعود إسرائيل إلى حدود عام 1967 ولن تتخلى عن الجولان. لا الآن ولا في أي وقت آخر".