سكرين شوت من فيديو على حساب مكتب نتنياهو على إكس
نتنياهو على قمة جبل الشيخ في سوريا، 17 ديسمبر 2024

نتنياهو: إسرائيل تعتزم البقاء في منطقة عازلة بجنوب سوريا

قسم الأخبار
منشور الاثنين 8 كانون الأول/ديسمبر 2025

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعتزم البقاء في منطقة عازلة بجنوب سوريا.

وأضاف نتنياهو، في اجتماع للسفراء الإسرائيليين أمس الأحد، أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح من جنوب سوريا لكنه يريد البقاء في تلك المناطق، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

جاء ذلك بعد يوم من تأكيد الرئيس السوري أحمد الشرع أن إسرائيل تسعى لتصدير أزماتها إلى الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن بلاده واجهت عنفًا شديدًا من تل أبيب، التي شنت أكثر من ألف غارة ونفذت نحو 400 توغل داخل الأراضي السورية.

وكان نتنياهو قال الثلاثاء الماضي إنه يتوقع من سوريا إقامة "منطقة عازلة منزوعة السلاح" تمتد من العاصمة دمشق إلى مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل.

وزعم نتنياهو أن الوجود العسكري في المنطقة ضروري لضمان أمن سكان إسرائيل ولمنع الهجمات من المناطق المتاخمة للحدود.

وهو ما رد عليه الشرع مؤكدًا، خلال مشاركته في فعاليات النسخة الـ23 لمنتدى الدوحة 2025 في العاصمة القطرية تحت شعار "ترسيخ العدالة من الوعود إلى الواقع الملموس"، أن سعي تل أبيب لإقامة منطقة منزوعة السلاح في المنطقة، من شأنه أن يُدخل بلاده في مكان خطر.

وقال الشرع إن "سوريا تصر على التزام إسرائيل باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، ومطلب المنطقة منزوعة السلاح حوله الكثير من التساؤلات، فمن سيحمي هذه المنطقة إن لم يكن هناك تواجد للجيش السوري؟".

واتفاقية فض الاشتباك وُقعت عام 1974 بين سوريا وإسرائيل عقب حرب 6 أكتوبر 1973، بهدف الفصل بين القوات المتحاربة من الجانبين وفك الاشتباك بينهما، وتضمنت ترتيبات لفصل القوات، وحددت خطين رئيسيين، عُرفا بـ"ألفا" و"برافو"، يفصلان بين المواقع العسكرية السورية والإسرائيلية. كما أنشأت منطقة عازلة بين الخطين، تخضع لإشراف قوة من الأمم المتحدة تعرف بـ"الأندوف".

وفي اليوم التالي لإطاحة المعارضة المسلحة في سوريا بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاق فض الاشتباك، وسيطرت على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم".

من جهته، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الأحد، أن سوريا لن تدخل في أي اتفاق مع إسرائيل دون انسحابها من المناطق التي دخلتها بعد 8 ديسمبر، مشيرًا إلى أن إسرائيل منذ 7 ديسمبر تمثل قلقًا للسوريين.

وأضاف الشيباني، في جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى الدوحة، أن سوريا أظهرت قدرًا من العقلانية والدبلوماسية يفوق ما أبدته إسرائيل، مؤكدًا رغبة دمشق في أن تتوقف إسرائيل عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده والتأثير على طوائف وجماعات من السكان.

ومساء الثلاثاء، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يطالب إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان التي احتلتها في عام 1967 وضمتها في 1981، بأغلبية 123 صوتًا لصالحه، مقابل سبعة أصوات ضده، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، وامتناع 41 عضوًا عن التصويت.

وتعليقًا على القرار، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون على إكس "لن تعود إسرائيل إلى حدود عام 1967 ولن تتخلى عن الجولان. لا الآن ولا في أي وقت آخر".

تصويت الولايات المتحدة ضد القرار جاء بعد يوم من إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا مباشرًا طالب فيه إسرائيل بالامتناع عن أي خطوات تعرقل وتزعج سوريا. 

وخلال الأيام الماضية، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على قرية بيت جن في جنوب سوريا، في أعنف حادث من نوعه تشهده القرية منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد قبل عام. ووصفت دمشق الهجوم بأنه "اعتداء إجرامي" و"جريمة حرب مكتملة الأركان".

والشهر الماضي، قال الشرع إن دمشق منخرطة في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وقطعت شوطًا جيدًا في طريق التوصل إلى اتفاق، لكنه لفت إلى أنه "للوصول إلى اتفاق نهائي، يجب على إسرائيل الانسحاب إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر 2024".