الأزهر بلا مظاهرات.. ومحيطه "ثكنة عسكرية"
خيم الهدوء، لأول مرة منذ أربعة أسابيع، على محيط الجامع الأزهر، عقب صلاة الجمعة، بينما انتشرت قوات الأمن من حوله، في صورة أقرب إلى الثكنة العسكرية منها إلى المسجد.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية شهد محيط الجامع الأشهر في القاهرة، مظاهرات انطلقت في أسبوعها الأول بمبادرة شعبية، تندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل أن تتحول إلى حاشدة في الأسبوع الثاني تلبية لدعوة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأمنتها قوات من الشرطة، ثم حاول بعض المواطنين يوم الجمعة الماضي الخروج في تظاهرات مماثلة، لكن الأمن طوقها ولاحق المشاركين فيها.
وغابت التظاهرات الداعمة لغزة والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على فلسطين، بالجامع الأزهر ومحيطه، اليوم، وسط تواجد أمني مكثف، أغلقت خلاله قوات الأمن الممرات المجاورة للجامع بسيارات أجرة، خشية احتشاد المواطنين فيها.
وحال انتشار قوات الأمن وقوات الدعم والعمليات الخاصة وقوات التدخل السريع على امتداد شارع الأزهر الذي يقع على جانبيه مسجدا الأزهر والحسين، دون تجمع أية مسيرات أو تظاهرات من المصلين مناصرة للقضية الفلسطينية، على غرار ما شهدته الجمعة قبل الماضية، حيث تولى أفراد أمن بزي مدني إجبار المصلين على الرحيل الفوري عقب صلاة الجمعة، وأغلقوا الممرات المحيطة بالجامع الأزهر لإخلائها من المواطنين تمامًا.
وعلى امتداد سور الجامع الأزهر اصطفت سيارات أجرة "ميكروباصات" محملة بمواطنين بدا أنهم تابعين للأمن، حيث تناوب ضباط شرطة على توجيه التعليمات إليهم بالنزول من السيارات عقب انتهاء المصلين من صلاة الجمعة والانتشار أمام المسجد وفي محيطه، حيث تولى عدد منهم أيضًا غلق المنطقة المؤدية للمسجد أمام المواطنين وإجبارهم على العودة وعدم المرور.
ولم يختلف الوضع كثيرًا في ميدان الجيزة، وبالتحديد في محيط مسجد الاستقامة، الذي شهد تواجدًا أمنيًا مكثفًا، أمام مدخلي النساء والرجال، وفور انتهاء الصلاة حاول بعض المصلين التجمع أمام المسجد، لكن الأمن لم يسمح لهم إلا بالخروج فرادى وعدم الانتظار نهائيًا.
والجمعة الماضي، منعت قوات الأمن المصلين من التظاهر في الشوارع الجانبية المؤدية إلى الجامع الأزهر، وألقت القبض على عدد منهم، وكذلك فعلت في مسجد الاستقامة بالجيزة.
وفرقت قوات الأمن مسيرات صغيرة كانت قادمة باتجاه الأزهر وفي محيطه، ردد المتظاهرون فيها هتافات من بينها " لا إله إلا الله.. محمد رسول الله، يا فلسطيني يا حبيب.. اضرب دمر تل أبيب". واستعانت قوات الأمن بعناصر شرطة بزي مدني، ومواطنين آخرين يحملون شوم وعصي، في تفريق المتظاهرين بالمنطقة، ومطالبتهم بالرحيل عنوة، بينما ألقت القبض على من امتنع منهم أو أصر على البقاء في محيط الجامع الأزهر، وفق مراسل المنصة.
والجمعة قبل الماضي، شهدت محافظات مصر مظاهرات حاشدة، تؤيد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وتندد بالاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك تلبية لنداء الرئيس عبد الفتاح السيسي برفض تهجير الفلسطينيين وتأكيد ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، انتهت بوصول بعض المتظاهرين إلى ميدان التحرير، وإلقاء القبض على عدد منهم.