يوميات صحفية برلمانية| "بكري" يعاود الهجوم على البرادعي.. وضابط سابق أبرز المرشحين لـ"حقوق الإنسان"

منشور الأحد 16 أكتوبر 2016

لجنة حقوق الإنسان التي كان يرأسها النائب محمد السادات، يتنافس على رئاستها أكمل قرطام وأسامة شرشر وعلاء عابد. ولكن يعتبر النصيب الأكبر من الحظ والقدرة على الحشد في صالح أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، ويليه علاء عابد ضابط الشرطة السابق، والعضو في الحزب الوطني المنحل.

اليوم كان بداية ظهور النائب محمد السويدي كرئيس لائتلاف دعم مصر -المسيطر على غالبية مقاعد البرلمان- بعد اختياره بالتزكية. السويدي ظهر تحت القبة متحدثا باسم الأغلبية البرلمانية.

تحدث السويدي في بداية الجلسة العامة اليوم ناعيًا "شهداء القوات المسلحة" في كلمة مقتضبة تقليدية. لكنه طلب الكلمة مرة أخرى ليتحدث في موضوع لم يكن من المتوقع أن يطرحه هو بالذات.. قال السويدي لرئيس المجلس: "عندنا حكم النقض في شأن الدقي والعجوزة، يحتاج لحسم. وأدعو المجلس لسرعة إنهاء هذه المسألة، وأعلم جيدًا مدى تقديرك واحترامك لسيادة القانون فأتمنى سرعة حسم هذا الأمر".

بكلمته هذه حرك زعيم ائتلاف دعم مصر المياه الراكدة تحت القبة، بشأن تصعيد عمرو الشوبكي نائبًا عن دائرة الدقي والعجوزة، وفقا لحكم محكمة النقض التي رفضت الالتماس المقدم من أحمد مرتضى منصور، وأكدت بطلان عضويته وصحة عضوية الشوبكي.

رد عبد العال جاء مُماطِلاً كالعادة، ما يتناسب مع طريقة إدارته لهذا الملف. إذ استعرض إحالة الأمر للجنة التشريعية في دور الانعقاد السابق عقب صدور الحكم، ثم تنحي رئيس اللجنة بهاء أبو شقة عن الاستمرار في نظر الموضوع. وكشف رئيس المجلس عن تكليفه وكيل المجلس السيد الشريف بإعداد تقرير عن الموضوع، واستعجله في الانتهاء منه.

كلمة السويدي عن الشوبكي لم تكن الموضوع الوحيد الذي أثاره زعيم الأغلبية الجديد، بل انتقل إلى ملف آخر منتقدا الحكومة "في إطار محسوب بالطبع"، فتحدث عن أمور متعلقة بعدم الرد على توصيات وملاحظات النواب للوزارات، واقترح أن تلتزم الحكومة بالرد خلال شهر من تاريخ استلام التوصيات والملاحظات، وقال: "نديهم مهلة شهر بدل ما ميردوش خالص".

كما تحدث رئيس ائتلاف دعم مصر، ورجل الأعمال عن الدعم والصناديق الخاصة التي لا يعرف النواب عنها شيئا، وقال: "الدعم المادي سيقضي على الفساد، والحل إننا نصل للدعم النقدي". وأضاف "الحكومة تعيش على صناديق خاصة تصل إلى 35 مليار جنيه لا نعرف عنها شيئا، وأطالب باسمي واسم نواب الائتلاف ضم الصناديق الخاصة للموازنة العامة، واستخدامها في الدعم النقدي للمواطن المصري".

لكن أذكرك هنا عزيزي القارئ بقرار سابق في أغسطس الماضي بتشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن الصناديق الخاصة، على غرار لجنة تقصي حقائق القمح. وأوضح النواب من قبل أن تلك اللجنة -التي لم تبدأ عملها بعد- لن تتطرق إلى الصناديق الخاصة للجهات الأمنية والسيادية.

كلمات النعي 

فتح علي عبد العال الكلمة للنواب بعد طلب الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح ضحايا الهجوم المسلح الذي وقع قبل يومين في سيناء. وجاءت الكلمات جميعها مُساندة للقوات المسلحة والرئيس عبد الفتاح السيسي.

بينما استغل النائب مصطفى بكري فرصة الكلمة للهجوم على محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية سابقًا، وقال في كلمته: "أنعي اليكم سائق المدرعة الذي استشهد من أجل أن يعيش سائق التوكتوك. أنعي إليكم شهداء سقطوا من أجل مصر من أجل أن تكون قامتها مرفوعة"، ثم وصف البرادعي بالخائن لاستخدامه تعبير "العنف المتبادل" لوصف سبب مقتل الجنود الـ15 عبر تغريدة له على تويتر، وهو ما اعتبره بكري وآخرون "خيانة".   قال بكري: "هو أكد على خيانته هو ومن معه". مضيفًا: "أقول للقائد الأعلى للقوات المسلحة نحن معك، ومع مشروعك الوطني ضد مخطط إسقاط الدولة وإسقاط مصر". وتساءل موجهًا حديثه للبرادعي: "أين أنت أيها المجرم من شعب مصر". ووجه حديثه للسيسي ووزير الدفاع صدقي صبحي مؤكدًا لها "الشعب وراكم" معتبرًا أن الدعوة لتظاهرات معارضة في 11 نوفمبر/ تشرين ثان المقبل "ثورة الديابة وليست ثورة الغلابة".

أما حسام الرفاعي النائب عن شمال سيناء، فلفت إلى تضحيات المدنيين في محافظة شمال سيناء جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة.

حرب انتخابات اللجان

في سياق آخر يشهد المجلس حالة غليان مع اشتداد المنافسة في انتخابات اللجان النوعية التي ستبدأ رسميًُا غدًا الاثنين، لاختيار رؤساء ووكلاء وأمناء سر اللجان. وتعد لجنة حقوق الإنسان من أكثر اللجان التي تشهد حربًا بمعنى الكلمة، إذ تضاعف عدد أعضائها بعدما كانوا 40 نائبًا، وأصبح العدد 64 نائبا. وكل مرشح يحشد نواب لدعمه في التصويت.

الملفت أن الصراع على لجنة حقوق الإنسان وصل بها لأن تكون أكبر اللجان عددًا، رغم أن تركيبة المجلس الحالية  غير داعمة لحقوق الإنسان، ولا تتفق مع أية معايير حقوقية دولية أو محلية أقرها الدستور في تعديلاته الصادرة في 2014.

اللجنة التي كان يرأسها النائب محمد السادات في دور الانعقاد السابق، يتنافس على رئاستها أكمل قرطام وأسامة شرشر وعلاء عابد. ولكن يعتبر النصيب الأكبر من الحظ والتأييد والقدرة على الحشد في صالح أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين وعضو اللجنة من الدور السابق، ويليه علاء عابد رئيس الكتلة البرلمانية للمصريين الأحرار، الذي انتقل من لجنة المشروعات الصغيرة للجنة حقوق الإنسان.

وانسحب النائب عاطف مخاليف، عضو المصريين الأحرار، ووكيل اللجنة في الدور السابق من مواجهة عابد، وانتقل للجنة الإدارة المحلية بعد عقد اجتماع مساء السبت مع رئيس الحزب عصام خليل.

السادات اتهم أجهزة أمنية بالوقوف وراء الحشد وانتقال النواب للجنة حقوق الإنسان، بهدف دعم مرشح المصريين الأحرار الذي يدعمه أيضا ائتلاف دعم مصر. علاء عابد ضابط الشرطة السابق والعضو بالحزب الوطني المنحل، قال في تصريحات صحفية إن أية انتخابات قائمة على الحشد، "وكل طرف يحشد نواب للحصول على أصوات".

حقوق الإنسان ليست اللجنة الوحيدة التي تشهد منافسات حادة، فلجنة الإسكان يتنافس على رئاستها معتز محمود وعلاء والي، وكلاهما ينتميان لائتلاف دعم مصر. ولجنة العلاقات الخارجية يتنافس على رئاستها محمد العرابي وأحمد سعيد، وكلاهما من الائتلاف أيضا.