السيسي في الكلمة الختامية للمؤتمر. الصورة: المتحدث باسم الرئاسة- فيسبوك

نص كلمة السيسي في ختام ملتقى الشباب العربي الإفريقي 17/3/2019

منشور الاثنين 18 مارس 2019

بسم الله الرحمن الرحيم..

(يهتف الحضور "بنحبك يا ريس")

الحقيقة إحنا هانفتقد.. هانفتقد الشباب العربي والشباب الأفريقي اللي موجودين معانا، اللي إحنا سعدنا، يعني، الحقيقة، بوجودهم، وبال، وبالحوار وبالنقاش، أسعدتونا، وشرفتونا، وأكرمتونا، واتعلمنا منكوا الكتير الحقيقة.

فـ.. إن شاء الله نلتقي مرة واتنين وتلاتة، خلال الأعوام القادمة.

بسم الله الرحمن الرحيم،

 بناتي وأبنائي شباب العرب وإفريقيا،

 حلمنا في المستقبل،

 السيدات والسادة،

 الحضور الكريم،

في البداية، أتوجه إليكم جميعًا حضورًا ومنظمين وأجهزة ومؤسسات الدولة بالتهنئة علي نجاح فعاليات هذا الملتقى، وعلي هذه الأجواء الإيجابية المفعمة بالأمل، التي صاحبتنا علي مدار يومين متتاليين.

وأؤكد لكم جميعا على أن مشاعر الفخر والاعتزاز امتزجت بالسعادة وأنا أتابع عن كثب هذه النخبة المتميزة من شبابنا العربي والإفريقي الواعد، وممتن كثيرًا لشباب مصر الذين استطاعوا صياغة هذه المنصة الحوارية الإبداعية، التي أتاحت لنا جميعًا الفرصة لتبادل الأفكار والرؤى.

لقد صنع شبابنا العربي والإفريقي نموذجًا يحتذي به، ويمكن البناء عليه في الحوار البناء الجاد، وأكدوا بأن تكاملنا العربي والإفريقي، هدف قابل للتحقيق، كما أكدوا بلا شك أن اختلافاتنا هي قيمة مضافة تعزز التكامل، ولم تكن أبدًا سببًا للصدام والنزاع.

وكانت سعادتي بالغة بهذه النماذج الشابة الواعدة الملهمة، والساعية لصناعة الغد وصياغة المستقبل المفعم بالسلام والاستقرار للبشرية كلها.

ويومًا بعد يوم، يستقر في يقيني بأن انحيازي لشباب مصر وأحلامهم، وثقتي المطلقة في حماسهم ونقائهم، كان انحيازًا في محله ورهانًا صائبًا، ودليلي علي ذلك هو تلك المخرجات التي أفرزتها التجربة من أفكار ورؤى ومقترحات قابلة للتطبيق والتنفيذ.

السيدات والسادة،

إن الواقع الذي نواجهه اليوم، والذي أرهقته الحروب والنزاعات والانحراف غير المسبوق عن النسق الإنساني، يحتم علينا أن نكثف من مساعينا لإعادة تجديد الخطاب الإنساني، وصياغة مستقبل البشرية، يشتمل علي معاني الاستقرار والسلام والتنمية، وتجاوز تلك الصراعات التي ألمت بها وتكاد أن تعصف بعالم اليوم.

ولا سبيل أمامنا سوي أن نتحمل مسؤوليتنا الإنسانية والتاريخية، ونعقد العزم علي الانحياز المطلق لأحلام شباب العالم الواعدة، وأن نستثمر طاقاتهم وأفكارهم في مشروع بناء، في مشروع بناء المستقبل، وأن نعلي من أجلهم قيم الحضارة والإنسانية ومبادئ السلام والعدل.

السيدات والسادة،

شباب مصر والعرب وإفريقيا،

أوصيكم بالتمسك بأحلامكم، والعزم علي تحقيقها، دون حيود أو انحراف عن أهدافكم السامية. اعملوا بكل جهد واجتهاد من أجل مستقبلكم ومستقبل أوطانكم. اجعلوا الحوار وتقبل الآخر دستوركم، والإنسانية شريعتكم، والعمل منهجكم.

اعقدوا النية علي أن تجعلوا أوطانكم وعالمكم أكثر سلامًا واستقرارًا. اجعلوا معركتكم من أجل الغايات النبيلة هي أسمي معارككم، حافظوا علي نقائكم وحماسكم ولا تحيدوا عن النسق الإنساني الحقيقي.

وإنني إذ أثمن جهودكم الحقيقية التي تحققت خلال فعاليات هذا الملتقي الناجح، فإنني منحاز إلي توصياتكم ومؤمن بها، لذا فقد قررت ما يلي:

أولًا: قيام مجلس الوزراء، وبالتنسيق مع وزارتي الخارجية والتعليم، بفتح باب المشاركة للباحثين من الدول العربية والإفريقية، للاستفادة من بنك المعرفة المصري، ومن خلال الآليات المناسبة لتنفيذ ذلك.

ثانيًا: قيام وزارة التعليم العالي وبالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، علي تأسيس مجلس التعاون بين الجامعات العربية والإفريقية، ليكون منصة فاعلة لتعزيز التعاون العلمي والثقافي بين العرب وإفريقيا.

ثالثًا: قيام وزارة الصحة وبالتنسيق مع جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة علي تنفيذ ما يلي..

إطلاق مبادرة مصرية من أجل القضاء علي فيروس C  لمليون إفريقي.

(تصفيق)

إطلاق مرحلة جديدة من حملة 100 مليون صحة من أجل القضاء علي فيروس C للضيوف المقيمين في مصر وليس اللاجئين.

(تصفيق)

رابعًا: قيام إدارة منتدي شباب العالم، بتشكيل فريق عمل من الشباب العربي والإفريقي، بتولي إعداد تصور خاص بتحقيق فرص التكامل العربي الإفريقي في كل المجالات، وتقديمه إلي الجهات المعنية بدولنا للبدء في تنفيذه.

خامسًا: قيام إدارة منتدي شباب العالم، بتشكيل فريق عمل من الشباب العربي والإفريقي، لوضع رؤية شبابية لآليات التعامل مع قضايا الاستقطاب الفكري، والتطرف، وعرضها كمبادرة شبابية للقضاء علي الإرهاب والتطرف.

(تصفيق)

سادسا: قيام إدارة منتدي شباب العالم بالإعداد والتجهيز لملتقى مصر والسودان، لتعزيز التكامل بين البلدين الشقيقين علي مبدأ أخوية وادي النيل. (تصفيق) علي مبدأ أخوية وادي النيل.

سابعًا: إنطلاقًا من مسؤولية رئاسة الاتحاد الإفريقي، تعد مصر ورقة بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأمانة الجامعة العربية، لتطرح علي القمة العربية الإفريقية القادمة، تتضمن مقترحات محددة وعملية في المجالات الثلاث التالية:

إنشاء سوق عربية إفريقية مشتركة.

(تصفيق)

إنشاء صندوق لتمويل بنية التواصل الإفريقي في مجالات الطرق والسكة الحديد والكهرباء، لتعزيز الاندماج القاري.

(تصفيق)

إنشاء آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار.

(تصفيق)

ثامنًا: الاهتمام بتوظيف المنصات الإعلامية والتواصل الاجتماعي لإزالة الصورة الذهنية الخاطئة للعلاقات الإفريقية العربية.

تاسعًا: العمل علي تمكين الشباب والمرأة بتحويل الإرادة السياسية إلي إجراءات عملية لإعدادهم وتأهيلهم، وتأهيلهم عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب.

السيدات والسادة،

أبنائي وبناتي، الحضور الكريم،

الفكرة مبتدأ الحلم، وبمقدار الإيمان في الحلم، يكون تحقيقه، وما أحوج البشرية أن يحلم الشباب، ويأمل في رحلة إلى المستقبل المشرق، عمادها الإخلاص في النوايا والاجتهاد في العمل، والإيمان المطلق بأن السلام والعدل، هما السبيل الوحيد المؤدي إلي إنسانية حقيقية، وعالم يسوده الاستقرار، ويحقق للبشرية جودة الحياة.

وفي النهاية، لا أجد من العبارات سوي أن أقول لكم أهلا بكم ومرحبا دوما في بلدكم الثاني مصر.

(تصفيق)

والحقيقة قبل ما، يعني، أنهي كلمتي، أنا بقول لكل الشباب اللي موجود معانا دلوقتي، ولكل من يسمعني، من فضلكم، من فضلكم، حافظوا على بلادكم، حافظوا على بلادكم حافظوا على بلادكم..

(تصفيق)

تحيا مصر.. وتحيا أمتنا العربية.. وتحيا قارتنا الأفريقية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(تصفيق)


ألقيت الكلمة في أسوان، بحضور عدد من الشباب العربي والأفريقي.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط