المتحدث باسم رئاسة الجمهورية
الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الألماني

نص كلمة وإجابات السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع مستشار جمهورية ألمانيا 18/7/2022

منشور الثلاثاء 19 يوليو 2022 - آخر تحديث الثلاثاء 14 فبراير 2023

 

السيسي: بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة المستشار أولف شولتز،

مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية،

اسمحوا لي في البداية أن أتقدم إليكم وإلى حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة بخالص الشكر على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال في برلين، وعلى المباحثات البناءة والمثمرة التي أجريناها معا اليوم في إطار حرصنا المتبادل على تعزيز علاقتنا على صعيد.. على الصعيد الثنائي. وكذا على التشاور والتنسيق الوثيق حول كيفية معالجة التحديات الجسيمة التي يشهدها عالمنا اليوم.

لقد شهدت السنوات الماضية نقلة نوعية حقيقية في الشراكة الثنائية بين مصر وألمانيا على كل الأصعدة. وكما أكدت للمستشار شولتز اليوم، فإن مصر ملتزمة للمضي قدما بكل قوة على طريق تعزيز وتعميق الشراكة التقليدية بين بلدينا وشعبينا، خاصة مع احتفالنا خلال العام الجاري بمرور 70 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الألمانية.

السادة الحضور،

لقد أعربت للمستشار شولتز اليوم عن تقدير مصر البالغ للتعاون الاقتصادي والتنموي القائم مع ألمانيا، والذي يشهد منذ سنوات مشاركة ألمانية نشيطة في جهود التنمية المصرية، وانخراطًا قويًا للشركات الألمانية العملاقة في تنفيذ مشروعات كبرى تساهم في تغيير وجه الحياة على أرض مصر، من خلال إقامة بنية تحتية ضخمة وحديثة في العديد من القطاعات الحيوية.

فخامة المستشار شولتز،

تشهد الساحة الدولية اليوم تحديات متعددة في ظرف دولي دقيق وحرج، يتطلب منا جميعًا إبقاء قنوات التشاور مفتوحة، فضلًا عن شحذ الأفكار للتوصل لحلول لمعالجة هذه التحديات.

وفي هذا الإطار فقد أسعدني أن تبادلنا اليوم وجهات النظر بشأن عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك. فقد أطلعت المستشار شولتز على استعدادات مصر الجارية لاستضافة القمة العالمية للمناخ cop27 في شرم الشيخ في نوفمبر القادم، ولقد سعدت اليوم في إطار التحضير لاستلام مصر لرئاسة القمة أن شاركت مع المستشار شولتز في افتتاح حوار بطرسبرج حول المناخ، والذي يعد محفلًا مهما للتداول في كيفية تنسيق الجهود الدولية لتحقيق تقدم ملموس حول هذه القضية التي تمثل التحدي الأبرز لمستقبل الأسرة الإنسانية بأكمله.

كما تطرقت مناقشاتنا اليوم كذلك إلى الوضع الاقتصادي الدولي الصعب الناشئ عن الأزمة في أوكرانيا، خاصة على صعيد أمن الغذاء والطاقة في العالم، والتأثيرات السلبية غير المسبوقة التي شهدتها أسواقهما بسبب الأمة.

واتفقنا على أن الوضع الحالي يفرض على كافة الفاعلين الدوليين التحلي بالمسؤولية لإيجاد حلول وآليات عملية تخفف من تداعيات الأزمة على الدول الأكثر تضررًا.

تناولت مباحثاتنا اليوم كذلك عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والتي تمس مباشرة الاستقرار والأمن على امتداد منطقتنا، حيث أكدت للمستشار شولتز أن مصر انطلاقًا من دورها ومسؤوليتها التاريخية في محيطها الإقليمي، عازمة على الاستمرار في بذل جهودها الصادقة بالتنسيق مع الأشقاء والشركاء لتسوية الأزمات ومعالجة مسببات التوتر في المنطقة.

وقد اتفقنا على أن يظل التنسيق بيننا إزاء قضايا المنطقة مستمرًا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والوضع في لييبا وسوريا واليمن، فضلًا عن سبل مواجهة التطرف والإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية.

 كما أطلعت المستشار شولتز على آخر تطورات قضية سد النهضة، مؤكدًا على استمرار مصر في سعيها لإيجاد حل عادل يراعي متطلبات أمنها المائي الذي لا تفريط فيه من خلال التوصل لاتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد.

لقد تناولت.. تناولت مع المستشار شولتز أيضًا بحث سبل تعزيز تعاوننا في مجال الطاقة، سواء على المستوى الثنائي مع ألمانيا، أو مع الاتحاد الأوروبي، حيث أكدت للمستشار شولتز استعداد مصر التام لوضع أسس لشراكة قوية مع ألمانيا في مجال الطاقة بأنواعها، سواء من خلال تصدير الغاز الطبيعي إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، أو من خلال إقامة شراكة ممتدة في إطار رؤية مصر الطموحة للتحول لمركز تميز في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة، خاصة مع الهيدروجين.. من الهيدروجين الأخضر، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.

واعتزازًا لمصر بشراكتها مع ألمانيا والحوار الشفاف حول كافة اهتماماتنا، فقد حرصت خلال لقائي بالمستشار شولتز على إطلاعه على التطورات المهمة التي يشهدها محور أساسي من محاور عملنا الوطني في الشهور الأخيرة، وهو ملف حقوق الإنسان في إطار المقاربة الشامَلة.. الشامِلة، التي تتبناها الدولة المصرية في هذا الصدد، إنطلاقًا من أن حق الإنسان في الحياة الكريمة والتنمية وفي مجتمع يتمتع بالحقوق والحريات السياسية التي كفلها الدستور المصري، والتي تلتزم الدولة بصونها وحمايتها.

وكان على رأس هذه الخطوات إصدار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي تتضمن خطوات تنفيذية وآليات للتقييم والمتابعة، بمشاركة المجتمع المدني، فضلًا عن إطلاق الحوار الوطني وإنهاء حالة الطوارئ في مصر.

فخامة المستئار أولف شولتز،

أشكركم مجددًا على حسن استقبالكم على مباحثاتنا المثمرة والبناءة اليوم، وأتطلع لاستقبالكم بالقاهرة في القريب، ضيفًا عزيزًا كريمًا على مصر، لنستمر معا في ترسيخ أواصر صداقة بلدينا وشركاتهما التقليدية التي نعتز بها، وشكرًا.

صحفية 1: سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. ريهام السهلي معاك من قناة إكسترا نيوز مصر. وفي ظل أزمة الطاقة العالمية التي تجتاح دول العالم وأوروبا بوجه خاص، هل تناقشتم سويًا يا فندم في ما يخص ما يمكن أن تقدمه مصر من تعاون مع أوروبا، يعني بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال. وطبعًا ده، يعني ده لا ينفصل عما طرحته سيادتك من رؤية مصر في مؤتمر غزة في البنود الخمسة وتحديدًا الجزئية الخاصة بهذا الملف. شكرًا ليك يا فندم.

السيسي: شكرًا جزيلًا.. الحقيقة إحنا تناولنا هذا الموضوع، وتحدثنا فيه كثيرًا في إطار إن أزمة الطاقة أزمة عالمية كاشفة، مش، مش فقط في توفر إمدادات الطاقة، ولكن أيضًا في تكلفة، تكلفة هذه الإمدادات، والتي تؤثر بشكل مباشر على، يعني، الأسعار في دول العالم، ومن ضمنها مصر طبعًا.

وأنا عايز أقول إن إحنا تحدث، يعني أنا تحدثت في هذا الأمر إن المطلوب التنسيق والتعاون بين كل دول العالم في ما يخص هذا الملف أثناء حديثي أو خطابي في مؤتمر جدة عن موضوع الطاقة تحديدًا.

وعايز أقول إن إحنا آآ يعني وقعنا اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي بحضور رئيسة المفوضية بشأن هذا الموضوع واستعداد مصر إنها تقدم ما لديها من تسهيلات لـ.. للغاز اللي موجود في شرق المتوسط عشان يصل إلى أوروبا للتخفيف من آثار هذه الأزمة.

نقطة مهمة كمان أقولها في هذا المجال أيضًا، إن إحنا مصر كانت منتبهة جدًا، ويمكن ما كانش في أزمة ولا حاجة قبل كدا، وأنشأت منتدى شرق غاز المتوسط اللي مقره في القاهرة، واللي كان بيهدف إن هو يعني يعظم ويركز مصادر الطاقة في شرق المتوسط، ويتم الاستفادة من التسهيلات والإمكانيات اللي موجودة في مصر في هذا المجال، حتى تصل هذه الطاقة أو هذا الغاز إلى، يعني، مستهلكيه يعني.

الحقيقة، يعني، كلامي مع معالي المستشار في هذا الأمر هو إن التحديات اللي موجودة في، في مجال الطاقة، بتتطلب مننا أيضًا إن إحنا، يعني، نتعاون حتى نخفف من آثارها. وأنا بالنسبة لينا هنا في مصر، الوزراء المعنيين مستعدين مع الاتحاد الأوروبي، ومع الـ.. الـ.. يعني الأصدقاء في ألمانيا من المسؤولين للمزيد من التباحث في هذا الأمر.

صحفي 2: (ترجمة فورية) أريد أن أصقل نقطة أخرى متصلة بمسألة الغاز.. هل تستطيعون سيادتكم أن تعطونا مزيدًا من المعلومات المحددة حول مسألة إمداد ألمانيا وأوروبا بالغاز؟ وما الذي جرى في ما يخص الاستثمارات في مجال الغاز؟ وإلى أي حجم تستطيع الحكومة المصرية تقديم إمدادات غاز إلى أوروبا وإلى ألمانيا؟ ولا سيما.. ولا سيما في ظل الاتفاقات التي وقعت مؤخرًا.. ولا سيما أيضًا أن مصر تلعب دورًا مهما في منطقة البحر المتوسط.. و.. هل تستطيعون أن تمدونا بمزيد من المعلومات المفصلة حول هذه النقطة؟ إمدادات الغاز الطبيعي.

السيسي: خليني أقول إن إحنا في الـ في الـ.. أنا هابدأ بآخر نقطة أنت ذكرتها عن ملف حقوق الإنسان (هذا السؤال لم تشمله الترجمة الفورية التي تضمنها الفيديو)، لأن ده موضوع مهم قوي ودايمًا لما بلتقي مع، يعني في مؤتمرات من مثل هذه المؤتمرات يتم طرح السؤال ده، والحقيقة المرة دي أنا عايز ارد عليه بشكل مختلف، واسمح لي إن أنا أدعوك وأدعو معك كل من يهتم بهذا الأمر وييجي يزورنا في مصر. وإحنا هانتيج له فرصة إن هو يلتقي بكل الـ.. بالجميع، ويتحدث معهم، وأتصور إن هو اللي هايراه، أرجو إن هو ييجي ينقله هنا للرأي العام في ألمانيا، لأن أنا بطبيعتي شهادتي في هذا الأمر هاتبقى شهادة مش.. هاتبقى مجروحة زي ما بيقولوا عندنا كدا في بلادنا.. شهادة يقولك ما هو لازم هايدافع عن نفسه يقول إن.. إن الأمور كويسة وكدا..

لا، تعالى، شوف الحريات الدينية في مصر عاملة إزاي.. شوف حقوق المرأة في مصر عاملة إزاي.. شوف حياة الإنسان اللي إحنا بنتكلم حياة كريمة في مصر عاملة إزاي.. اتكلم عن حرية التعبير واحضر جلسات الحوار الوطني اللي موجودة في مصر وشوفها وشوف هي أخبارها إيه.. واللي بتشوفه أنا كل اللي بطلبه منك إنك إنت تنقله نقل حقيقي فقط إلى الرأي العام في ألمانيا.

هل فعلًا في مصر في حرص شديد على الحريات ولا لأ؟ ده أمر أنا، يعني بدعوك فيه، وعشان كدا بدأت الإجابة بالسؤال ده، لأن ده سؤال دايمًا بيُطرح عليا، وبجد إن يمكن تكون الصورة مش واضحة لكم هنا، لأ، لازم تزوروا مصر، وأنا يمكن لما بييجوا ممثلون ألمان بقولهم من فضلكم، من فضلكم التقوا بالناس وكلموهم واسمعوا منهم.. كل الناس بدون تدخل من جانبنا، وهاتشوفوا إن إحنا هذا الأمر..

 وإحنا مش مهتمين بيه عشان أنتوا بتسألوا عنه.. مهم قوي إن إنتوا تعرفوا كدا.. إحنا مهتمين بيه عشان إحنا بنحترم شعوبنا، وبنحبها، ومش كلام، إحنا بنحترم شعوبنا زي ما إنتوا ما بتحترموا شعوبكم.. وبالتالي إحنا مش مهتمين عشان أنتوا بتسألونا عليه.. لأ.. ده مسؤوليتنا الأخلاقية والتاريخية والإنسانية تجاه شعوبنا. دي نقطة.

إنت سألت قلت يا ترى في مقابل إمدادات الغاز، إيه المقابل؟ لأ، العلاقة بينا وبين أوروبا علاقة أكبر كتير من إحنا يبقى دايما الـ.. الهدف منها إن أنا يعني يتم تقديم الشيء عشان أحصل على شيء آخر مقابل ليه.. لكن إحنا بنتكلم على تعاون بتنسيق بشكل أو بآخر في مجالات مختلفة.. واتكلمنا على إن إحنا أزمة الغذاء وأزمة الطاقة هي أزمة ضاغطة جدًا جدًا على الاقتصاد في مصر، وهاديكوا مثال مهم قوي تعرفوه، وأنا قلت الكلمة دي قبل كده..

حجم الدعم اللي بيقدم لناس في مصر، إحنا ما نقدرش نعمل زي ما بيتعمل في أوروبا هنا إن إحنا الأسعار تنعكس على المواطن، ما نقدرش نعمل ده، لأن ده لو حصل في مصر هايحصل مشكلة كبيرة جدا جدا، لأن ده هايبقى يعمل تضخم هائل لا يتحمله المواطن المصري، وبالتالي هايبقى حالة عدم الاستقرار على المحك في هذا الأمر، وبالتالي اللي إحنا بنطلبه من أصدقاءنا في أوروبا إن هم يعاونونا في هذا الأمر، وأيضًا مع مؤسسات التمويل الدولية زي صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي يساهموا معان بإن هم، يعني، يبقوا يساعدونا في إيصال رسالة لهم بإن الواقع اللي موجود في بلادنا ما يتحملش المعايير المعمول بيها خلال هذه المرحلة، حتى تنتهي هذه الأزمة.. حتى تنتهي هذه الأزمة.فـ.. فـ.. طيب، هل محطات الإسالة اللي موجودة في مصر، أقدر أقولك إن كل الغاز اللي ممكن يطلع في شرق المتوسط، ممكن تصديره من مصر إلى أوروبا بالإمكانيات المتاحة بالفعل عندنا، وإحنا مستعدين نعمل ده، لأن إحنا، بالمناسبة، إن كان لينا دور نقدر نعمله في تخفيف آثار أي أزمة، إحنا مستعدين نلعب هذا الدور. شكرًا.


ألقيت الكلمة في برلين، عاصمة ألمانيا، بحضور المستشار الألماني أولف شولتز، المستشار الاتحادي لجمهورية ألمانيا الفدرالية، وعدد من الصحفيين.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط