تصميم أحمد بلال، المنصة، 2024
سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024

عام على سقوط الأسد| ويبقى الاختيار بين شرَّين

منشور الأحد 14 كانون الأول/ديسمبر 2025 - آخر تحديث الأحد 14 كانون الأول/ديسمبر 2025

لا جديد تحت الشمس التي أشرقت على الشرق الأوسط يوم التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2024 بسقوط الأسد الذي سبقه نظامه إلى الزوال، وسطوع نجم أبو محمد الجولاني، القيادي الجهادي الذي أصبح أحمد الشرع رئيس سوريا.

رغم تغيّر الأسماء والرايات والمظاهر، فإن الاختيار الأزلي بَقي هو فقط المتاح بين شرٍ ماثل وشرٍ آت؛ هذه الثنائية التي انحصرت فيها شعوب المنطقة عقودًا ممتدة؛ صدام والاحتلال الأمريكي، مبارك والفوضى، القذافي وضربات الناتو، البشير والحرب الأهلية، علي عبد الله وانهيار الدولة، الديكتاتورية العسكرية والإسلام الجهادي.

لم يكفِ العام الأول لرحيل الأسد لالتئام الجراح التي تركها نظام البعث في الجسد السوري، إنما أضاف إليها مَقدم الشرع جِراحًا جديدة.

الانقسام الطائفي والعرقي والمذهبي الذي خلفه الأسد، استمر الشرع في نكئه، كما أن انتهاك إسرائيل للأراضي السورية في ظل الأسد تفجر أكثر، لتضيف دولة الاحتلال إلى رصيدها من الأراضي التي تغتصبها.

الوضع الإقليمي الملتهب في ظل الأسد زاد التهابًا مع الشرع. رغم تحرك مراكز النفوذ بين قوى المنطقة، لم يعن ذلك الانتقال إلى وضع مستقر قابل للاستمرار.

ربما كانت المقاومة الخاسر الأكبر بزوال الأسد بعد انسداد ممر الإمدادات إليها، لكنَّ المفارقة التي صاحبت سقوط الأسد عكستْ أن اعتماده على ما يسمى محور الممانعة في بقائه كان أقوى من اعتماد المحور عليه، فلم يتمكن من الاستمرار أكثر من شهرين بعد فقدان حزب الله قدرته على دعمه وإبقائه في السلطة.

بدا الشرع الذي أتى بلباس أبو محمد الجولاني، محمّلًا بشعارات الخلافة، أكثر برجماتيةً، فالرجل يعطي الأولوية لكسب شرعية إقليمية ودولية مقدمًا خطابًا مرنًا ومهادنًا تجاه قضايا التطبيع والاحتلال، مبتعدًا عن خطاب الجهاد والخلافة يومًا بعد يوم، وهو ما يناقشه الكاتب عمرو عادلي في مقاله في مديح الشرع - الجولاني، ويرى في صعوده نهاية محتملة للمشروع الإسلامي، بعكس الحفاوة التي قُوبل بها من أبناء هذا المشروع في أيامه الأولى داخل القصر الرئاسي.

لم يقتصر أثر سقوط الأسد وصعود الشرع على سوريا فحسب، بل كان الأثر الإقليمي أعمق، وتُرجم فورًا بتراجع النفوذ الإيراني في الإقليم ككل، فسوريا كانت جسرًا مهمًا بين إيران ولبنان والعراق.

كما أن الفراغ الذي خلفته إيران أصبح محل نزاع بين تركيا وإسرائيل؛ لكل منهما طموحه وأهدافه. كذلك بدت دول الخليج التي سعت من قبل لإسقاط الأسد غير مستعدة لسيناريو اليوم التالي سوى ببرامج إعادة الإعمار، وهو ما يناقشه الزميلان محمد الخولي ويوسف عقيل في موضوعهما خريطة جديدة للشرق الأوسط من بوابة دمشق عن التحولات الإقليمية بعد الأسد.

وفيما جاء الدعم الخليجي لنظام الشرع سريعًا وفعالًا، خاصة مع حرص هذه الدول على محاصرة النفوذ الإيراني، فإن النظام في مصر كان أكثر تحفظًا في العلاقات مع سوريا الجديد. الخلفية الجهادية للشرع ما زالت تقف حاجزًا بين الجانبين. وعن مستقبل العلاقات بين دولتين رئيسيتين في مثلث المواجهة مع العدو الإسرائيلي يبحث الزميل أحمد البرديني في موضوعه دعم خليجي وتوجس مصري عن إجابة واضحة.

تتساقط أنظمة المنطقة التاريخية الواحد تلو الآخر منذ عام 2011 في إعلان لقرب نهاية حقبة بدأت منتصف القرن العشرين، لكن الإطاحة بنمط الحكم الأبوي ترك آثارًا تراكمتْ على مدار العقود، وهو ما يصعب محوه في أعوام قليلة، فإن بدا قبل عام 2011 أن خلع أنظمة الاستبداد هو المستحيل بعينه، نكتشف اليوم أنه مهما بلغت صعوبة الإطاحة بالديكتاتور، فإن بناء نظام ديمقراطي مستقل مهمة أصعب بكثير.

عام على سقوط الأسد| دعم خليجي للشرع وتوجس مصري

تتعامل مصر مع إدارة الشرع على أنها "سلطة الأمر الواقع" التي تحكم بعد فترة انهيار مؤسسات الدولة، وهو المصطلح الذي استخدمه وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في وصف الإدارة الجديدة.

أحمد البرديني_ 8-12-2025

عام على سقوط الأسد| دعم خليجي للشرع وتوجس مصري

عام على سقوط الأسد| خريطة جديدة للشرق الأوسط من بوابة دمشق

طهران أكثر المتضررين إقليميًا من سقوط الأسد، حيث إنها بنت نفوذها في دمشق على بقاء الأسد، لتجد نفسها فجأة خارج المعادلة التي كانت تعتبرها مضمونة.

محمد الخولي_ 10-12-2025

عام على سقوط الأسد| خريطة جديدة للشرق الأوسط من بوابة دمشق

عام على سقوط الأسد| في مديح الشرع-الجولاني

بعيدًا عن أهمية دور الشرع/الجولاني في إعادة تأهيل الدولة، وبعيدًا عن أهمية الدولة في سوريا، فإن تحولات الجولاني مهمة ومفيدة للغاية إذا وضعناها في سياق تحولات الحركة الإسلامية.

عمرو عادلي_ 9-12-2025

عام على سقوط الأسد| في مديح الشرع-الجولاني