تصميم سيف الدين أحمد، المنصة، 2025
الفراغ الذي خلّفه التراجع الإيراني عقب سقوط الأسد تتنازعه تركيا وإسرائيل.

عام على سقوط الأسد| خريطة جديدة للشرق الأوسط من بوابة دمشق

منشور الأربعاء 10 كانون الأول/ديسمبر 2025

أنهى الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024 خمسة عقود من حكم عائلة الأسد، لتبدأ مرحلةٌ جديدةٌ في سوريا والإقليم. لم يكن سقوط النظام السوري مجرد تغيير لنظام حكم بل تحول أوسع في الجغرافيا السياسية للمنطقة ما أسقط التوازنات القديمة وشكّل تحالفات جديدة على أسس عملية بحتة.

هذا الواقع الجديد فرض ديناميكيات قوة غير مسبوقة؛ رسخت تركيا نفوذها في الشمال، وثبتت إسرائيل وجودًا عسكريًا في الجنوب الغربي، وقادت دول الخليج دبلوماسية إعادة الإعمار أداةً للنفوذ السياسي. وفي ذروة هذا التحول استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في البيت الأبيض في خطوة تاريخية كرست الاعتراف الدولي بالواقع الجديد.

قبل السقوط

يؤكد المشهد الحالي في سوريا صحة تقديرات المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (SWP) بأن سقوط نظام الأسد نتيجةٌ حتميةٌ لتآكل طويل الأمد وليس وليد معركة وحيدة.

تغيرت خريطة النفوذ في الشرق الأوسط أكثر من مرة خلال العقدين الآخرين تحت ضغط عوامل عدة متراكمة، على رأسها ثورات الربيع العربي، ووصلت ذروتها مع زلزال السابع من أكتوبر 2023 وما تلاه من تقويض قدرات محور المقاومة، تزامنًا مع انشغال روسيا في الحرب الأوكرانية، وهو ما مهد الطريق لجماعات مسلحة محلية، أبرزها هيئة تحرير الشام برئاسة أبو محمد الجولاني لملء الفراغ بدعم إقليمي مباشر.

هذا التغيير الجذري أجبر القوى الدولية والإقليمية من واشنطن وبكين إلى طهران وتل أبيب على إعادة تقييم تحالفاتها الاستراتيجية بالكامل، لتواكب شرقًا أوسط أعيد تشكيل توازناته من بوابة دمشق، حسب توصيف الباحث بجامعة كينت بالمملكة المتحدة، فاتح شعبان، في تحليل نشره موقع "المركز العربي لدراسات سورية المعاصرة"، وهو ما يتفق معه خبير ودبلوماسي سابق تحدثا مع المنصة. 

لم يكتمل المشهد الأمني والاستراتيجي بعد في سوريا، ويلفت الباحث السياسي في مركز الأهرام للدراسات أحمد كامل البحيري إلى وجود أربعة لاعبين فاعلين على الأرض عسكريًا وأمنيًا؛ الأمريكي، والإسرائيلي، والتركي، والروسي، و"لا طرف من الأطراف الأربعة يمتلك رؤية كاملة"، مشيرًا إلى أن هذا التخبط يمتد أيضًا للداعمين الماليين والسياسيين، "السعودية والإمارات لا يمتلكان رؤية موحدة تجاه سوريا، كما أن الصراعات بين القوى الفاعلة ما زالت قائمة على نحو يشبه حالة الاشتباك التي كانت سائدة في عهد الأسد، بين الإسرائيليين والأتراك من جهة، والأمريكيين والروس من جهة أخرى".

ورغم اختلاف القوى الفاعلة في سوريا فإنها تتفق على أن خروج الشرع من المشهد الآن يعني مزيدًا من الإرهاب والتطرف والانقسام.

إيران وحزب الله

لعبت إيران دورًا رئيسيًا في الحفاظ على نظام الأسد لسنوات عبر تدخلها العسكري وإنشاء بنية تحتية عسكرية واسعة في سوريا، شملت قواعد استراتيجية ومستودعات أسلحة، وتشكيل ميليشيات محلية وأجنبية، ما أكسبها  نفوذًا كبيرًا داخل الجيش والأجهزة الأمنية السورية، لذلك يتفق مساعد وزير الخارجية الأسبق رخا أحمد حسن، والباحث في الأمن القومي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات أحمد سلطان، في أن سقوط الأسد مثّل ضربة قاسية لإيران.

يعتبر رخا أن طهران أكثر المتضررين إقليميًا من سقوط الأسد، حيث إنها بنت نفوذها في دمشق على بقاء الأسد، لتجد نفسها فجأة خارج المعادلة التي كانت تعتبرها مضمونة.

ويشير إلى أنه قبل سقوط الأسد كانت إيران تتصرف باعتبارها الشريك الطبيعي في إعادة الإعمار، بسبب عدة عوامل أهمها القرب الجغرافي، والتشابك العقائدي، وامتلاكها شبكة نفوذ ممتدة، حتى أنها بدأت توقّع عقودًا فعلية وتفتح مراكز ثقافية لتعزيز حضورها المذهبي.

كل هذا تبدّد بسقوط الأسد، إذ تراجع النفوذ الذي راهنت عليه، ووجودها الذي اعتبرته حقًا مكتسبًا أصبح عبئًا غير مرغوب فيه، خصوصًا وأن الإدارة الجديدة في سوريا لا تريد إغضاب الغرب والولايات المتحدة التي تفضل إبعاد إيران عن المشهد، كما يؤكد مساعد وزير الخارجية الأسبق  لـ المنصة.

ورغم عدم قطع العلاقات رسميًا بين سوريا الجديدة وإيران، فإن النفوذ الإيراني في سوريا تراجع، حسب رخا، الذي يتوقع عودة هذا النفوذ مستقبلًا بحكم وجود الاستثمارات الإيرانية في سوريا، بالإضافة إلى الديون السورية لدى إيران في مجال البترول.

فيما يلفت سلطان إلى أنه كما مثَّل سقوط الأسد ضربةً للنفوذ الإيراني في سوريا، فإنه قطع الشريان الحيوي الذي طالما ربط طهران بحزب الله في جنوب لبنان، فسوريا التي لعبت لعقود دور الرئة والعمق الاستراتيجي لحزب الله، أصبحت اليوم جدارًا عازلًا يفاقم حصاره، فهذا التحول الاستراتيجي وضع الحزب بين الضغط العسكري الإسرائيلي المتصاعد جنوبًا، ونظام سوري جديد مناوئ له شمالاً وشرقًا.

تركيا بديل إيران

بتراجع دور إيران وجد الأتراك الفرصة لملء الفراغ، فأنقرة تعتبر الرابح الإقليمي الأكبر من التغيرات في سوريا، التي تمثل نصرًا واضحًا في صراع النفوذ طويل الأمد مع إيران. 

يوصّف السفير رخا لـ المنصة العلاقة بين أنقرة ودمشق بأنها تحولت من عداءٍ صريح إلى ما يشبه الشراكة، لافتًا إلى الدور التركي المباشر، إلى جانب دول أخرى بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، في دعم وتأهيل الفصائل المسلحة التي سيطرت على إدلب لتكون بديلًا جاهزًا للحكم إذا ما استمر رفض الأسد للمبادرات التي قدّمها إردوغان طوال عامين لتطبيع العلاقات بين البلدين، وهي المبادرات التي ربطها بشار بشرط وضع جدول زمني لانسحاب القوات التركية، وهو ما اعتبره الرئيس التركي "تعاليًا بلا أساس"، ودفعه لإعادة ترتيب أولوياته سرًا ثم علنًا.

يشير مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أنه مع سقوط نظام الأسد اتجهت تركيا لشغل الموقع الذي احتلته إيران لسنوات، دون تغيير جوهري في واقع الاحتلال التركي للشمال السوري. وفي هذا السياق، تلتقي مصالح أنقرة مع النظام الجديد في نقطة أساسية تتعلق بالمسألة الكردية؛ رفض منح الأكراد أي صيغة للحكم الذاتي، والاكتفاء بدمجهم داخل البنية السورية كما كان الحال سابقًا، مع بعض الامتيازات الشكلية.

أهمية تركيا للنظام الجديد تؤكدها زيارات الشرع المتكررة ولقاؤه بالرئيس التركي إردوغان، إذ زار الشرع تركيا ثلاث مرات وكانت ثاني وجهاته الخارجية بعد السعودية.

مطاردة إسرائيلية

ينوه الباحث في مركز تريندز للبحوث أحمد سلطان للتنافس بين تركيا وإسرائيل لملء الفراغ الإيراني، موضحًا أن الأتراك يرون في النظام الجديد فرصة للتمدد والسيطرة عبر "الاحتضان"، بينما تسعى إسرائيل لترسيخ مناطق نفوذ أمني في الجنوب.

ويضاعف التمدد التركي في إيران من قلق إسرائيل إلى جانب قلقها من سيطرة الجماعات المسلحة على مقاليد الحكم، فرغم ما بدا من حياد إسرائيلي طوال الحرب السورية، باستثناء قصف أهداف في سوريا، ففور سقوط نظام الأسد أعلنت تل أبيب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 وأطلقت عملية عسكرية باسم "سهم باشان"، بهدف إنشاء نقاط مراقبة على جبل الشيخ تطل على وادي البقاع في لبنان، وإنشاء منطقة عازلة جديدة، ومنع وقوع الأسلحة المتبقية لنظام الأسد في أيدي الجماعات المسلحة.

بالفعل وخلال 48 ساعة فقط من سقوط الأسد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ نحو 480 ضربة استهدفت مطارات وبطاريات مضادة للطائرات وصواريخ وطائرات بدون طيار ومقاتلات ودبابات ومواقع إنتاج أسلحة في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وتدمر.

حسب الباحث في العلوم السياسية في جامعة كينت فاتح شعبان، فإن الطموحات التركية أثارت القلق الإسرائيلي، خاصة مع سعي أنقرة لإنشاء قواعد عسكرية جديدة في سوريا، واستهدافها قاعدة تياس الجوية الاستراتيجية لهذا الغرض، وهو ما اعتبرته إسرائيل "تهديدًا مباشرًا أكثر من إيران"، فإنشاء قاعدة جوية تركية في سوريا يخل بالتوازن الإقليمي، ويعقد حسابات إسرائيل الاستراتيجية، مضيفًا أنه ربما دفعت هذه المخاوف إسرائيل إلى قصف قاعدة تياس.

ويشير  السفير رخا إلى أن إسرائيل تعد من أكثر الأطراف استفادة من سقوط نظام الأسد إذ تمكنت فور سقوطه من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية، معتبرًا أن هذا تغيرًا في منتهى الخطورة على ضوء تصريحات ترامب بأن إسرائيل دولة صغيرة وأنه يسعي لتكبيرها، وكذلك تصريحات نتنياهو بأنه مبعوث لتحقيق هدف إقامة إسرائيل الكبرى.

يتعجب رخا من عدم تعامل الدول العربية بجدية مع هذه التصريحات.

الخليج وسوريا الجديدة

أدى سقوط نظام الأسد إلى تغيرات كبيرة في توازن القوى بين دول الخليج، فحسب السفير رخا كانت الدول الخليجية تتحرك لإسقاط بشار الأسد، لكن المشكلة في "اليوم التالي"، حيث البديل المتاح جماعات إسلامية متطرفة، و"ده خلى فكرة التغيير بالنسبة لهم خطوة غير مضمونة. ومع مرور الوقت، بدا إن مفيش خيار آخر".

ولفت إلى أن قطر والسعودية والإمارات كانوا اللاعبين الأساسيين، بينما الكويت وعُمان فضّلتا الوقوف بعيدًا، وحتى الإمارات نفسها، "اللي كانت ترجع خطوة لدعم الأسد في الشهور الأخيرة قبل سقوطه، وفتحت قنوات واتصالات وزيارات رسمية وبدا وكأنها تتعامل مع بقائه كأمر واقع".

يفسر رخا التحركات الإماراتية قبل سقوط الأسد باحتمالين، "إما إنهم كانوا خارج دائرة الخطة لإسقاط الأسد، ومش مقدّرين حجم الرهان على الجماعات الإسلامية كبديل، يا إما إنهم كانوا متابعين كل حاجة وبيقدّموا للأسد رسائل طمأنة علشان الخطة تكمل للآخر من غير ما يشك".

"بعد سقوط الأسد، رجعت دول الخليج بوجه مختلف؛ السفارات اتفتحت، وعادت سوريا إلى جامعة الدول العربية"، يشير  مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى تحول حقيقي في موقف الخليج، "فالسعودية وقطر والإمارات دخلت سوريا بوجه جديد، بداية من الترحيب السياسي الكامل، والدعم المالي، والاستعداد لضخ استثمارات في إعادة الإعمار". 

ولفت إلى دور السعودية وسيطًا مباشرًا مع واشنطن لترتيب استقبال الشرع في واشنطن ولقائه ترامب، التي كانت أول زيارة رسمية لرئيس سوري للعاصمة الأمريكية منذ استقلال سوريا.

أمريكا وروسيا.. صراع الكبار

أكبر التحولات التي أعقبت سقوط نظام الأسد كان تراجع الوزن الروسي في سوريا، مقابل تمددٍ أمريكي. موسكو التي اعتبرت سوريا لعقود حليفها الأهم في الشرق الأوسط، واجهت انهيارًا سريعًا للنظام الذي استثمرت فيه سياسيًا وعسكريًا منذ 2015، ليأتي سقوط الأسد "كمفاجأة كاملة" لموسكو، التي اختارت الصمت والمراقبة ، وفق تعبير السفير رخا، بـ"طريقة الدب الروسي الذي يدخل في بيات شتوي حتى تتضح ملامح الربيع".

ومع بروز معالم السلطة الجديدة في دمشق، تذكّر الطرف السوري سريعًا أن روسيا لا تزال تُمسك بمفاصل أساسية في البنية الاستراتيجية للدولة؛ من استخراج النفط والغاز، إلى عقود التسليح طويلة المدى، وصولًا إلى الوجود العسكري المباشر في قاعدتَي طرطوس البحرية وحميميم الجوية؛ وهما الامتداد الوحيد لروسيا على المتوسط، ومكسب لا يمكن التفريط فيه.

رحلة الشرع إلى موسكو ثم واشنطن عكست شكل اللحظة الجديدة. ففي موسكو، استُقبل بمراسم رؤساء الدول، وبحفاوة "مبالغ فيها"، بينما في واشنطن دخل من باب جانبي للبيت الأبيض، دون مؤتمر صحفي أو وداع رسمي. كان ذلك، حسب تحليل رخا، إشارة أمريكية مباشرة بأن واشنطن ليست بصدد الحلول مكان موسكو كشريك مهيمن في سوريا، على الأقل في هذه المرحلة.

الولايات المتحدة ربطت أي انفتاح على النظام الجديد بشروط واضحة؛ إشراك حقيقي لمكوّنات المجتمع السوري كافة، من علويين ومسيحيين ودروز، إلى الأكراد الذين ظلّوا لعقد كامل ورقة النفوذ الأمريكية الأكثر ثباتًا شرق الفرات، ومع انضمام دمشق إلى التحالف الدولي ضد “داعش”، بدأت واشنطن، كما يقدّر مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تخفيف اعتمادها على "قسد"، لتحويل دورها تدريجيًا من ذراع ميدانية إلى ورقة ضغط على الحكومة الجديدة.

بعيدًا عن التصريحات السياسية المتداولة. فبينما يتم الحديث في العلن عن دعم لسلطة دمشق، تشير التحركات على الأرض إلى تعزيز التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية (الأكراد).

يؤكد البحيري لـ المنصة أن المصالح الاستراتيجية الأمريكية مع الأكراد أقوى بكثير من سلطة دمشق الحالية؛ "نسبة الدعم العسكري ارتفعت خلال 2025 بنسبة 20 لـ25%، وتم بناء قاعدة عسكرية جديدة قرب سد تشرين". هذا الدعم الأمريكي القوي يُفشل عمليًا أي خطط لدمج القوات الكردية كـ "أفراد" في جيش دمشق، بل يدفع نحو سيناريو الفيدرالية أو الحكم الذاتي الموسع، حيث يُتوقع دخول الأكراد ككتلة عسكرية موحدة في أي ترتيبات مستقبلية.

يرى الباحث في مركز الأهرام أن وجود روسيا كفاعل داخل سوريا لم يتغير؛ "قاعدتا حميميم وطرطوس قائمتان، هناك اتفاق تم مع الجولاني لعودة الشرطة العسكرية الروسية للانتشار في الجنوب السوري لمحاولة فك الاحتكاك ما بين إسرائيل والنظام كما كان موجودًا طبقًا لاتفاق الأستانة في 2018. ما يعيد إحياء اتفاقات كانت موجودة أصلًا في وقف إطلاق النار والتهدئة ما بين نظام بشار مع قوات المعارضة لعودة النظام مرة ثانية".

في المقابل، يرى رخا أن موسكو لم تفرض أي شروط سياسية مكتفية بالتأكيد على استمرار العلاقات الثنائية، الأمر الذي جعل المقارنة بين الموقفين الأمريكي والروسي حاضرة بقوة داخل دوائر صنع القرار في دمشق، لترسم ملامح توازن دقيق تحاول السلطة الجديدة تثبيته بين طرفين لا يمكن الاستغناء عن أحدهما بسهولة.

التحول الإقليمي الأبرز، حسب البحيري، هو خروج إيران من معادلة "الفاعلين الأربعة الكبار" ودخول إسرائيل كلاعب مباشر ومسيطر على الأرض في الجنوب السوري، في محاولة لقطع "ممر طهران-بيروت".

يشير البحيري كذلك للدور التركي الجديد، الذي يحاول ملء الفراغ عبر هندسة علاقات معقدة وغريبة، لافتًا لمعلومات عن قنوات تواصل سرية برعاية تركية بين حزب الله والنظام السوري الجديد "الاجتماعات الأربعة التي عقد في أنقرة برعاية هكان فيدان، وزير الخارجية التركي، وإبراهيم قالن، رئيس المخابرات التركية، بين عناصر من حزب الله وقوات الجولاني".

هذا التحرك يشير إلى محاولة تركية لبناء ممر نفوذ جديد، "أنقرة-دمشق-بيروت" بديلًا للمشروع الإيراني، مما يخلط الأوراق مجددًا في المنطقة.