صفحته الشخصية على فيسبوك
وائل عباس

مسلحون بصحبة قوات من الشرطة يقتادون وائل عباس معصوب العينين إلى مكان مجهول

منشور الأربعاء 23 مايو 2018

 

اقتادت مجموعة تضم مسلحين بملابس مدنية بصحبة قوة أمنية من الشرطة، فجر اليوم الأربعاء، الصحفي والمدون وائل عباس من منزله في التجمع الخامس بالقاهرة، معصوب العينين، إلى مكان مجهول، دون توضيح أي أسباب، حسبما ذكرت والدته، بينما اعتبرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن ما وقع حادث اختطاف وحمّلت السلطات المصرية مسؤوليته. 

وأكدت السيدة عالية والدة وائل أن من اقتحموا الفيللا التي تسكنها الأسرة كانوا رجالًا كثيرين يرتدون ملابس مدنية وبعضهم مسلح، ورفضوا توضيح من هم، واقتادوا وائل بملابس النوم معصوب العينين إلى مكان مجهول، وأخذوا من شقته بعض متعلقاته الشخصية مثل جهازي كومبيوتر وكاميرا وبندقية بلاستيكية بشكل عشوائي.

بينما أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان التي أسسها المحامي الحقوقي جمال عيد وهو أيضًا محامي وائل عباس، بيانًا أكدت فيه أن قوات الأمن اقتحمت منزل الأسرة دون إبداء إذن من النيابة العامة ودون إعلان أي أسباب، واعتبرت أن " اختطاف المدون والصحفي المعروف وائل عباس من منزله فجر اليوم" هو "آخر حلقات الحملة الشريرة" التي تقوم بها الدولة "لإسكات كل الأصوات المنتقدة وفبركة قضايا ضدهم بهدف الانتقام منهم وتكميم أفواههم". 

"خُشي جوة.. ممنوع نقول أسامينا"

وقالت السيدة عالية والدة وائل إنها كانت تصلي الفجر عندما سمعت وقع أقدام كثيرة تصعد سلالم الفيللا التي يقطن وائل الشقة العلوية منها، وتابعت بصوت تخنقه الدموع لـ المنصة عبر الهاتف "وائل مش متعود يستقبل ناس في وقت زي دا، طلعت أشوف فيه إيه لقيتهم جوة شقته كسروها وقالبين محتوياتها". 

اقرأ أيضًا: بعد 4 سنوات من الحبس.. بيان للخارجية يكشف عن تهمة شوكان 

وأضافت "رجالة كتير بلبس مدني منهم شباب صغير في السن ومنهم اللي فوق التلاتين. معاهم أكياس كتير وعمالين يلموا حاجات من البيت. كان فيه واحد على باب الشقة ماسك بندقية كبيرة. عديت منه وقَعَدت أقولهم إنتو مين؟ تبع ايه؟ طب إنت اسمك إيه؟ محدش رد عليا وواحد قال لي ممنوع نقول أسامينا خشي جوه واقفلي على نفسك".

وتوضح السيدة عالية أن القوة التي ألقت القبض على نجلها اقتادته من منزله معصوب العينين، ورفضت السماح له بارتداء ملابسه "دخل الحمام يغير هدومه عشان ينزل معاهم، دخلوا وراه وأخدوه بالبيجاما. غموا عنيه وخدوه ونزلوا". 

صورة أرشيفية من عام 2008 تضم وائل عباس بصبحة عدد من الناشطين والمدونين خلال ورشة عمل في الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. 

وتابعت أن "اللي لابسين مدني دول اللي دخلوا البيت. في الشارع تحت كان فيه ميكروباصات وبوكس شرطة وأفراد كتير لابسين لبس ميري اسود وشايلين سلاح ماليين الشارع والجنينة". 

وتوضح السيدة عالية أن أفرادًا من القوة عادوا مجددًا إلى المنزل بعد قليل "بعد ما نزلوا رديت باب شقته المكسور ولقيتهم راجعين، خبطوا الباب برجلهم ودخلوا مرة تانية ياخدوا حاجات أكتر. في المرة الاولانية كانوا خدوا لابتوب وكاميرا. لما رجعوا أخدوا كمبيوتر تاني وقعدوا يعبوا حاجات في الأكياس بشكل عشوائي كانهم بيدوروا على أي حاجة وخلاص".

الشبكة العربية: مخالفات دستورية وتشهير

إلى ذلك، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان المخالفات الدستورية القانونية التي شابت عملية القبض على وائل، بدءًا من تعصيب عينيه، وعدم إبراز أمر النيابة العامة بالقبض عليه، وحرمانه من الاتصال بمحاميي الشبكة العربية الموكلين عنه، انتهاءً باقتياده إلى مكان مجهول. 

اقرأ أيضًا: العفو الدولية تنتقد "انتهاكات" الانفرادي.. والسُلطات المصرية: "أقوال مُرسلة" 

وربطت الشبكة العربية بين ظروف "اختطاف" وائل عباس التي "تشبه اختطاف المدون الساخر  شادي أبو زيد منذ أيام، ومن ثم فمن المتوقع أن يتم مد الصحف الصفراء بمادة للنشر تستهدف التشهير به، كنتيجة لغياب دولة القانون في مصر". 

وأكدت الشبكة العربية "باعتبارها المؤسسة القانونية الموكلة للدفاع عن وائل عباس، أن اختطاف وائل عباس من منزله، يدحض أي تلفيق بأي فعل قد ينسب لوائل عباس، حيث اشتهر بأنه صاحب كلمة ناقدة وآراء معارضة، وهو أمر لا يجرم أو يتم الانتقام من صاحبه سوى في الدول البوليسية، فالرأي ليس جريمة والنقد ليس مخالفة.

وخلال الأسابيع الماضية، صعّدت قوات الأمن المصرية حملتها ضد النشطاء المعارضين، إذ يأتي القبض على وائل عباس بعد أيام من اعتقال هيثم محمدين عضو الاشتراكيين الثوريين بسبب اتهامه بالدعوة لاحتجاجات على رفع ثمن تذاكر مترو الأنفاق، والقبض على القيادي السابق بحزب الدستور شادي الغزالي حرب واتهامه بـ"نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة محظورة"، وتوجيه اتهامات لأمل فتحي عضوة حركة 6 أبريل بالسعي لقلب نظام الحكم والانضمام لجماعة محظورة. 

اقرأ أيضًا: فلسفة جديدة للقوانين المصرية.. المتهم "مُدان" حتى تثبُت إدانته