بعد افتتاح أول محطة للشحن في مصر: هل السيارات الكهربائية هي الحل؟

منشور الاثنين 6 أغسطس 2018

هل مللت من سيارتك؟ هل فاض بك الكيل في كل مرة يرتفع فيها سعر البنزين؟ هل تريد أن تتحرر من الذهاب إلى التوكيل أو تغيير الزيت أو فحص المحرك أو تسخين السيارة في كل مرة في الصباح كي تذهب إلى العمل؟

في نهاية الشهر الماضي افتتحت شركة دارشال للسيارات الكهربائية أول محطة شحن في مصر، في طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، فيما يمكن اعتباره إعلانًا رسميًا بدخول مصر إلى عصر السيارات الكهربائية التي توفر الطاقة وتحافظ على البيئة. 

ويوضح عمر عادل نائب رئيس مجلس إدارة واحة عمر، التي افتتحت محطة الشحن بها، أن تكلفة شحن البطارية تبلغ من 30 إلى 40 جنيهًا، من أجل أن تسير السيارة مسافة لن تقل عن 250 كيلومترًا. 

وقد تشكّل السيارات الكهربائية حلًا بعد أن ارتفاع أسعار المحروقات في يونيو/ حزيران الماضي بنسبة نحو 66%، في إطار خطتها لرفع الدعم بشكل تدريجي عن المواد البترولية. 

تعود قصة السيارات الكهربائية إلى عام 1884 عندما اخترع الإنجليزي توماس باركر، أول سيارة كهربائية كانت مزودة بمولد يقوم بشحن السيارة، ربما سبقه الاسكتلندي روبرت أندرسون ببعض المحاولات عام 1835، ولكن سيارته كانت ضعيفة جدًا، ولم تكن مزودة بخاصية إعادة الشحن.

لم تلقَ السيارات الكهربائية في البداية رواجًا، فالسيارات التي تعمل باحتراق البنزين حققت رواجًا كبيرًا، فهي أرخص، وأسرع، وأكثر عملية. ولكن السيارات الكهربائية التي لم تنجح على الأرض في تلك الفترة عرفت طريق النجاح في الفضاء، إذ صنعت السيارة القمرية، Lunar rover، لتكون ضمن البعثة الفضائية إلى القمر مع أبولو 15. 

ولكن مع زيادة أسعار النفط خصوصًا بعد أزمة البترول العالمية عام 1973، بدأ الاهتمام بالسيارات الكهربائية يعود تدريجيًا، خاصة وأن معدلات تلوث البيئة بدأت تشهد زيادة مطردة، لتعود السيارات الكهربائية إلى الواجهة مجددًا، خاصة بعد توفير سيارات بأسعار مناسبة، مقارنة بأسعار السيارات الكهربائية المرتفعة نسبيًا، مثل تلك التي تنتجها شركة تسلا على سبيل المثال.

كيف تعمل السيارات الكهربائية

تتمحور فكرة عمل السيارات الكهربائية، حول وجود عدد كبير من البطاريات الصغيرة من نوع ليثيوم أيون القابلة للشحن، مثبتة في هيكل السيارة السفلي.

سبب ارتفاع سعر السيارة الكهربائية هو ارتفاع سعر بطاريات ليثيوم أيون، ولهذا تدرس بعض الشركات في ابتكار بطاريات أقل سعرًا، وأعلى كفاءة، كي تحتكر السوق، وتطور أنواعًا عديدة من السيارات الكهربائية، يمكنها أن تنتصر في يوم من الأيام على السيارات العادية.

تسير الكهرباء من البطاريات إلى المحرك، ومحركات السيارات الكهربائية عبارة عن موتور، متبوع بدائرة من المغانط الثابتة، وأخرى دوارة، تدور بفعل جذب المغانط الثابتة لها، وبالتالي تتحرك العجلات، وكذلك تصل قوة بعض المحركات إلى 320 حصانًا، بعزم 440 رطلًا، مما يجعلها بسهولة تصل إلى 150 ميلًا في الساعة، وبهذا تكون قد انتهت مشكلة بطء السيارات الكهربائية.

مشكلة أخرى تواجه السيارات الكهربائية، وهي أنها تحتاج إلى الشحن، وتختلف أنواع السيارات الكهربائية في ذلك، بحيث يقطع بعضها 100 كيلو متر، وبعضها يقطع 200 كيلو متر، وبعضها يقطع 400 كيلو متر، أما سيارة تسلا فتزعم أن سيارتها الجديدة ستقطع 1000 كيلو متر حتى تضطر إلى إعادة شحنها.

والشحن إما عن طريق محطات الشحن، أو عن طريق الشحن المنزلي، وبسبب ندرة محطات شحن السيارات الكهربائية في مصر، فسيتعين على من اتخذ المخاطرة في شحنها من أي قابس منزلي، وفي هذه الحالة سيستغرق شحنها من 8 إلى 11 ساعة، في حين أن محطات الشحن تقوم بدورها خلال أقل من ساعة واحدة.

أنواع السيارات الكهربائية في مصر

تصدرت السيارة الكهربائية الصينية الصغيرة weep مبيعات هذا النوع من السيارات في مصر. السيارة مصنوعة في شركة جيوان إليكرتك الصينية، وهي تأتي بنوعين، الأول weep 150 ذات المقعدين، ومنها إصدارين أحدهما بسرعة قصوى 45 كم/س بسعر   118800 جنيه، والآخر سرعته القصوى 80 كم/س بسعر 131 ألف جنيه، والنوع الآخر هو weep 250 ذات الأربعة مقاعد، أيضًا بإصدارين، الأول بسرعة قصوى 45 كم/س بسعر 141 ألف جنيه، والثاني بسرعة قصوى 70 كم/س وسعرها 158 ألف جنيه.

أنواع السيارات الكهربائية في مصر مرشحة للزيادة، خاصة الصينية منها، إذ قررت إحدى الشركات الصينية طرح سيارة جديدة في السوق المصرية، باسم "دينمو" بسعر 45 ألف جنيه، تحوي خمسة مقاعد، ومزودة بلوح يخزن الطاقة الشمسية، ليعطيها القدرة على السير لثلاث ساعات إضافية، وتصل سرعتها القصوى إلى 45 كم/س.   

تسلا في مواجهة الصين

وبخلاف السوق المصرية، حققت السيارات الكهربائية الصينية نجاحًا كبيرًا على مستوى التسويق، بحيث تقدم المنتج الأكثر كفاءة، بأقل سعر، فقد طورت شركة Lucid Motors سيارة كهربائية، تنافس سيارة تسلا S 60، وRoadster، فتنوي تقديم سيارة بقدرة 1000 حصان العام المقبل، وبعدد كيلو مترات بين 500 و640 دون شحن، وقائد ذاتي، وسعر أقل من سيارة تسلا ب10 ألاف دولار.

كما تتحدى شركة بيتون الصينية سيارة تسلا، بتقديم سيارة ذكية، حيث تتلقى الأوامر المسموعة، وتتعرف على هوية القائد خلال المسح الضوئي لملامح الوجه، وتقطع 520 كم دون الحاجة لإعادة شحن البطاريات، ومن المتوقع طرحها بسعر 45 ألف دولار حال ظهورها في الأسواق في نهاية العام المقبل، في مقابل ما يناهز 200 ألف دولار لسيارات تسلا.

 

هكذا استحوذت السيارات الكهربائية الصينية على السوق، وربما تغزو أنواع السيارات الكهربائية في مصر قريبًا، ولكن يتوقف انتشارها على عدة أمور، أولًا توافر محطات الشحن حتى لا يضطر القائد أن ينتظر كثيرًا بشحنها من المنزل، وثانيًا بدء حملة تسويقية بأهمية الفارق الذي سيحدث عند شراء سيارة كهربائية، ففي الحقيقة ينفق المستهلك الحالي للبنزين أموالًا طائلة سنويًا مقارنة بسعر سيارة كهربائية، وبمعادلة بسيطة، فالمستهلك ربما يكون رابحًا. 

وبالنسبة للمستهلك الثري، فسيارات تسلا الغالية هي في الواقع أقل سعرًا من الفيراري والبورش وغيرهم من السيارات الفارهة، فضلًا عن أنها تتفوق عليهم من حيث القوة والسرعة والكفاءة والطاقة النظيفة.    


اقرأ أيضًا: إيلون ماسك المنوفي.. احتمالات عديدة ونجاح وحيد