Image Courtesy: Forgotten In Idomeni

#هاش_ديسك | معسكر "إيدوميني".. محطة انكسار أحلام اللاجئين   

منشور الاثنين 4 أبريل 2016

في شمال اليونان، وعلى مقربة من الحدود اليونانية المقدونية، يبدأ طريق البلقان، ويقع معسكر "إيدوميني" للاجئين الذي تشغله أغلبية سورية وعراقية، كان أفرادها يأملون في عبور آمن إلى دول شمال أوروبا، لكنهم الآن ينتظرون مصيرًا غير معلوم، بعد تفعيل الاتفاق الأوروبي التركي بإعادة ترحيل اللاجئين لتركيا، حيث وصلت اليوم أول سفينة تقل لاجئين عالقين في اليونان، إلى تركيا، وسط غضب شعبي أوروبي ودولي.

قبل شهر واحد كانت إيدوميني بوابة الأمل بالنسبة للاجئين القادمين من الشرق الأوسط وإفريقيا، للولوج إلى أوروبا، حيث الأمان المشروط بطلب اللجوء السياسي. لكن اتفاقًا جرى توقيعه بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين في 20 مارس/ آذار الماضي، يقضي بإعادة اللاجئين الفارين نحو اليونان إلى تركيا، وإغلاق طريق البلقان المار من اليونان لشمال أوروبا عبر مقدونيا.

أدى هذا الاتفاق لتحويل معسكر "إيدوميني" إلى النقطة التي تنقطع عندها آمال اللاجئين، وخاصة السوريين والعراقيين منهم، في الاستقرار والعيش الهادئ، بعيدًا عن القصف المتواصل الذي تعاني منه البلاد التي قدموا منها.  

صباح أمس شهد المعسكر مظاهرة سلمية صامتة، للاحتجاج على ما يعانيه اللاجئون من احتجاز انتظارًا لمصيرهم المجهول. ورغم تجاهل وسائل الإعلام العالمية لأخبار المظاهرة؛ إلا أن اللاجئين أنفسهم، وعدد من المتضامنين humanitarians، حرصوا على بث وقائع التظاهرة عبر شبكة التواصل الاجتماعي تويتر، مستخدمين الوسم المجمع (هاشتاج) Idomini

https://twitter.com/enough14/status/714027717218476032

ساهم الهاشتاج الذي يحرص اللاجئون والصحفيون على تحديثه بتطورات الظروف التي يشهدها المعكسر، في جذب انتباه وسائل الإعلام. ليحظى معسكر اللاجئين الذي يضم 12000 لاجئ من بين سبعين ألف عالقين الآن في اليونان باهتمام أوسع من وسائل الإعلام. خاصة بعدما أقدم لاجئ على إحراق نفسه احتجاجًا على منعه من المرور إلى أوروبا، وإبقائه في المعسكر وسط ظروف متراجعة، يعاني منها أغلب اللاجئين العالقين في اليونان. ووصفها فينسنت كوشتيل رئيس المفوضية الدولية للاجئين في أوروبا، بأنها "مدعاة للشعور بالعار". بينما اضطرت منظمة أطباء بلا حدود للانسحاب من معسكر آخر للاجئين هو "موريا" لتحوله إلى معسكر احتجاز لا إنساني، على حد وصف مسؤولي المنظمة. 

ومن خلال هاشتاج إيدوميني ينقل اللاجئون العالقون والمتضامنون معهم، نقص الطعام والدواء الذي يعاني منه العالقون في المعسكر، كما ينقلون من خلاله سوء حالة الخدمات الضرورية التي يتلقاها اللاجئون، كالطعام الفاسد الذي يجري توزيعه بطريقة غير إنسانية على حد وصف أحد المتطوعين.

https://twitter.com/enough14/status/716673930950533120

بينما استخدم متطوعون، وصحفيون ممن زاروا المعسكر الهاشتاج نفسه، لنقل صورًا من اللحظات الهادئة التي تؤكد إنسانية اللاجئين العالقين. كما فعل الصحفي الألماني جون مازا، الذي نقل لقطة وثقها للاجئين يلعبون الموسيقى، بينما ينتظرون قرار السلطات اليونانية بشأنهم.  

كما كان هاشتاج إيدوميني أحد القنوات الرئيسة في تحذير اللاجئين من اتباع دعوات المهربين التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وجهت للعالقين في المعسكر الدعوة للهروب عبر "طريق آمن" يمر بألبانيا بدلاً من مقدونيا، باستخدام قوارب تعبر البحر المتوسط في اتجاه إيطاليا.

لكن صحفيون مستقلون كشفوا كذب هذا الادعاء، وخطورة هذا الطريق الذي يقترحه المهربون. واستخدموا هاشتاج إيدوميني لتحذير اللاجئين من الاستجابة لدعوات هؤلاء المهربين.  

كما دشنت لاجئة عالقة في إيدوميني تدعى عُلا هِللي حسابين على شبكتي تويتر وفيسبوك باسم "منسيون في إيدوميني"، تنقل من خلالهما وباستخدام هاشتاج إيدوميني صورًا من الحياة اليومية في المعسكر، مطالبة بـ"ممر آمن فورًا" للاجئين العالقين. 

في 14 مارس/آذار نشر الحساب صورًا لاعتصام اللاجئين العالقين عند القضبان الحديدية للقطارات الواصلة بين اليونان ومقدونيا. نشر الحساب أيضًا متابعة لقيام السلطات المقدونية بنقل اللاجئين في ظلام الليل، في شاحنات عسكرية، وإعادتهم إلى اليونان. 

بموجب الاتفاقية الموقعة في 20 مارس/ آذار الجاري، يتعين على أنقرة منع تسلل اللاجئين عبر أراضيها إلى الجزر اليونانية، في مقابل مساعدات مالية تصل إلى 3.2 مليار دولار، تستخدمها الحكومة التركية في دعم اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها. بالإضافة لتسهيل إجراءات دخول المواطنين الأتراك لدول الاتحاد دون تأشيرات، وتحقيق تقدم في مفاوضات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد. وهو الحلم التركي المعلق بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.

مع تنفيذ الاتفاق، رصدت منظمة العفو الدولية قيام السلطات التركية بترحيل عشرات اللاجئين الأفغان إلى كابُل بعد إعادتهم من اليونان. في حين نقلت مواقع إخبارية تركية عن مسؤولين أتراك؛ اعتزام الحكومة بناء معسكرات جديدة لتوطين اللاجئين المعادين من أوروبا حسب الإتفاق المبرم. وذلك حسبما نقل موقع "YeniSafak"  عن "كرم قينيك" نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي.