Tinder فين والحب فين!

منشور الأربعاء 14 فبراير 2018

يؤرخ علم الاجتماع لتحول مهم في القرن الثامن عشر، حين ظهرت "الرومانسية" كفكرة ومذهب فني يغيّر من المفاهيم السائدة عن طبيعة الحب والجنس، ويؤدي لثورات عندما يربط بين الحب والزواج الذي كان يستند في ذلك الوقت إلى الأساليب التقليدية بالإضافة لأسباب اقتصادية كالحفاظ على الثروة وتنميتها. ويقول دارسو الاجتماع إن حجم هذه الثورة أكبر مما نتخيل؛ حيث أنها غيّرت من أساليب التفكير ومعنى الارتباط وأسست لفكرة أن الزواج لا بد أن يسبقه الحب، وجعلت مطاردة الحب هدفًا أعلى يسعى نحوه الإنسان مفترضًا شروطًا مثالية في الحب والمحبوب، وجعلت الإحباط المستمر في الحب لصيقًا بمشوارنا في الحياة، بل يزيدون أنها خلقت وعيًا زائفًا حول طبيعتنا التي خُلقنا بها متنوعين، بحيث لا يوجد مثال واحد لـ "كيف نحب أو نرغب أن يحبنا الآخرون"، ولا مثال واحد لشكل العلاقة  السعيدة إلا في إعلانات هدايا عيد الحب.

خلقت الرومانسية سوقها الاقتصادي؛ في الآداب والفنون والصناعة. تغيّر ذاك السوق مع تزايد الاقتناع بالمعنى وراء العلاقات بين الجنسين، والهدف من ارتباطهما، وكذلك انفصالهما. وتغيّرت الأحكام الأخلاقية بحكم أن الحب الرومانسي كمثال أتاح تصنيف أشكال الارتباط الأخرى ووضعها في درجة أقل؛ فالزواج التقليدي صار نوعًا من القهر، وتَرْك علاقة من أجل أخرى صار خيانة واستهتارًا بمشاعر الطرف الآخر المحب، والجنس بدون حب يسبقه صار حيوانيًا لا روح فيه. في عمر التاريخ البشري، كل هذه المعاني التي نعتبرها مستقرة ظهرت فقط منذ ثلاثة قرون، وما قبلها كان مختلفًا تمامًا.

ماذا يعني ذلك؟

يعني أن البشر إذن قابلين للتغير، حتى لو بدا التغيير ضخمًا ومخالفًا لما اعتادوه، ربما يأخذ مسارًا تدريجيًا، لكن الاحتياجات تختلف، وتتغيّر أساليب تلبيتها باختلاف الزمن، وما يستجد من "إنترنت". يقول جاستين جارسيا الباحث بمعهد كينسي لبحوث الجنس والجندر والإنجاب: "كان هناك انتقالان رئيسان في العلاقات بين الجنسين في آخر 4 مليون سنة، الأول منذ 10000- 15000 عام، وقت الثورة الزراعية، عندما أصبح الترحال أقل وأصبحنا أكثر استقرارًا، ما أدى لتأسيس مفهوم الزواج كتعاقد (ثقافي)، والثاني كان ظهور الإنترنت".

لقد أتاح الإنترنت ومواقع الدردشة مثل Yahoo, ICQ وسيطًا شخصيًا للتواصل بين الجنسين لم يُعرف شبيه له من قبل. فالرومانسية عرّفت لقاء من نحب كحدث فريد ونادر، يحدث في الحياة مرات قليلة، ويعتمد كثيرًا على الحظ والمصادفة، بحيث تشكلت أحلامنا حول هذا اللقاء كأحلام بصدفة سعيدة، نلتقي فيها في موقف عابر بفتى أو فتاة أحلام. على هامش ذلك، كانت هناك اللقاءات المرتبة عبر أصدقاء أو أفراد من العائلة يساعدون في التقريب بين شخصين يعتقدون أنهما متقاربان ويمكن أن تنشأ بينهما علاقة جيدة.

عندما تتاح وسيلة تخلق لقاءات متاحة على مدار الساعة بأشخاص لا نعرفهم، واحتمالات كثيرة للاختيار، وتشارُك الحديث مع هؤلاء الأشخاص قبل اللقاء المباشر، فهذا بالطبع متغير كبير. ولكن المتغير الأكبر كان مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية التي انتقلت بالـ chat rooms لكل مكان نتواجد فيه طالما نحمل التليفون معنا. بظهور تطبيقات مثل Tinder, Hinge, OKCupid انتقل نمط "المواعدة" Dating من لقاء يلي محادثات مطولة على مواقع الدردشة، ومواقع مثل Match.com، إلى نمط آخر يسمّى hook-up "وصلة"، نظرًا لسرعة حدوثه التي جعلت تحريك صورة إلى اليمين على Tinder مفتاح البداية لرسالة قصيرة ثم لقاء سريع، ينتهي بانتهاء العلاقة الجنسية دون تعقيدات، أو يبدأ علاقة مستمرة في بعض الحالات.

اقرأ ايضًا: سينجل في الفالانتاين؟.. 4 تطبيقات تساعدك على إنهاء وحدتك

يقول جارسيا أيضًا: "في 2015 أظهرت دراسة أن هناك من 50 لـ 100 مليون مستخدم على Tinder وحده، يستخدمون هواتفهم طوال اليوم وكل يوم، حيث يستطيعون (تظبيط) علاقة جنسية سريعة مثلما يستطيعون حجز تذكرة طيران رخيصة على موقع إحدى شركات الطيران".

منذ بدأ اجتياح تطبيقات التوصيل بين الراغبين في العلاقات، ظهر مصطلح hook-up culture لمناقشة التغيرات في نوعية العلاقات، أكثر المناقشات تتناول أجيال ما بعد الألفية الجديدة Millenials، ولكنها أيضا تناقش ما أحدثته التطبيقات بعلاقات الزواج، وهل تشكّل بداية النهاية للرومانسية والحب كما عرفناه، وهل تفسد هذه الطبيعة الجديدة للعلاقات الأسرة، وتنهي فكرة الارتباط الأبدي بين حبيبين؟

 وهنا ظهرت عدة رؤوس موضوعات يثيرها الباحثون في علوم النفس والاجتماع:

أولها تغير طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة. فالرجل في بعض الدراسات أكثر ميلًا للعلاقات العابرة والمرأة أكثر ميلًا للعلاقات الطويلة الآمنة، بهذا المعنى فالشكل القديم للحب الرومانسي أكثر قدرة على ضبط ميولنا نحو علاقة أكثر اتزانًا أو عدلًا للنساء، إذ يسمح بإطالة أمد التعارف، ويزيد الطلب على علاقات عميقة لا تقتصر فقط على الجنس. يؤكد أصحاب ذلك الرأي أن الدراسات تشير إلى أن تطبيقات التوصيل مثل Tinder تزيد من تعرض النساء للتحرش والأذى في علاقات مع أشخاص لم يعرفنهم جيدًا، وأحيانا يلتقين بهم فقط بعد تبادل الصور، ما أدى مثلًا لابتكار تطبيق Bumble الذي يسمح فقط للنساء بإرسال الرسالة الأولى، أي يعطيهن الأولوية في بدء العلاقة.

ولكن باحثين آخرين يختلفون مع هذا الرأي، ويؤكدون أن كثير من النساء يملن كذلك لعلاقات قصيرة تلبي احتياجاتهن دون أن تقيّدهن بارتباط أو زواج مبكر، تحديدًا في وقتنا هذا الذي تتقدم فيه النساء نحو مشاركة كبيرة في سوق العمل والتعليم، أصبحت الأولوية لدى الفتيات في العشرين هي تحصيل المؤهلات، والانضمام لسوق العمل والترقي دون وجود شريك قد يعطّل العملية كلها، أو حمل مبكر يطيح بالطموحات العملية في وقت غير مناسب.

تقول الكاتبة حنا روزين: "إن ثقافتنا الجنسية قد تكون الآن أكثر قسوة، لكن النساء الشابات مستعدات للتعامل معها، لأنهن بعكس النساء في عصور سابقة مشغولات بالكثير من الأشياء الهامة؛ الدرجات العالية ومقابلات الوظائف ومستقبلهن الاقتصادي. الأبحاث الطويلة عن الـhook-up culture ترينا أنه على المدى البعيد تستفيد النساء بشكل عظيم من الحياة في عالم تستطعن فيه الحصول على مغامرة جنسية دون التزام، ودون كل هذا الشعور بالعار، وتستطعن ممارسة علاقات مؤقتة دون أن تقف في طريق نجاحهن المستقبلي. هل يعني هذا أنه خلال تلك السنوات تعيش النساء بشكل منحرف ومتحلل جنسيًا، وتساهمن في انهيار النظام الاجتماعي؟ لا أظن، في الحقيقة، النساء لديهن سيطرة أكبر كثيرًا على أفعالهن ورغباتهن مما أريد لنا أن نصدّق. نستطيع القول إن ما يميّز هذا العصر هو القدر الذي يفوق توقعنا من التحكم والتخطيط للجنس".

هنا يظهر سؤال آخر عن معنى العاطفة والعلاقات العميقة والمؤثرة، فيشير الباحثون إلى تدهور سببته الوفرة والإتاحة، ما يجعل العناء في سبيل علاقة واحدة مستمرة بتعقيداتها واحتمالات فشلها غير مجد، وخيار تجنب المحاولة المجهدة لاستبقاء الحب وتطوير العلاقات يبدوأكثر قبولًا لدى الأجيال الشابة. في كتابها "شغلانة الحب" Labor of Love تناقش أستاذة التاريخ مويرا فايجل التاريخ الاجتماعي للمواعدة، وتشير إلى أن الجهد المبذول لبناء التواصل أثناء المواعدة تحوّل بفضل تطبيقات مثل Tinder لجهد موجه نحو عملية الاختيار نفسها، إذ أن التطبيقات توصّل رسالة دائمة بوجود الإمكانية، حتى لو كانت معدلات النجاح غير مغرية (49% من الرسائل لا يجاب عليها). كما تلفت النظر إلى توجه الاهتمام نحو الصورة التي نقدّم بها أنفسنا على Tinder، والتي تعكس صورة غير حقيقية عن رغباتنا، فالرجال الباحثون عن علاقة عابرة يترددون في إظهار ذلك حتى لا تعاقبهن النساء بالتجاهل، والنساء الساعيات لعلاقات طويلة أيضًا لا يظهرن ذلك حتى لا يخفن الرجال.

تقول الكاتبة آلانا ماسي في مقالها "خطابي الطويل ضد انعدام المشاعر": "هكذا أصبحت كلمة روّق/ انبسط Chill هي الأسلوب المعتمد للمواعدة. أن تدع الأمور تسير ثم ترى ما سوف تؤدي اليه، ولكن لا تفصح عن رغبة في طريق معيّن. كلمة Chill تطلب منّا أن نترك لغة التودد والرغبة، حتى لا يبدو علينا الاهتمام بالاستثمار في علاقتنا بالآخرين؛ مثل لعبة يخسر فيها من يعبر عن اضطرابات مشاعره واحباطاته".

 

رابطة الحب المغلقة

ماذا أيضًا لو عرفنا أن التطبيقات تعمل وفق لوغاريتمات Algorithms مشابهة لنظام تصنيف ELO المستخدم للألعاب أونلاين، وهو نظام يصنّف اللاعبين وفق قدراتهم على الفوز والمكاسب التي حققوها، ثم يظهرهم بمعدلات أكبر للآخرين بحيث يتم اختيارهم مجددًا للمشاركة في اللعب. على Tinder، كلما تم اختيارك من عدد أكبر يتم تعزيز ظهورك عند التصفح بوصفك أكثر قابلية لأن تُختار. هنا ينتقل الاختيار المعتمد على التوافق إلى لعبة احتمالات محددة مسبقًا، يصعب أن تناسب الرغبات المتنوعة أو تظهر الأشخاص المناسبين.

يقول محلل البيانات كريس داملر إن العملية مثل "نظام تصويت كبير"، وهو مختلف عن التصنيف وفق الجاذبية Hot or Not، لأن صور البروفايل ليست العامل الوحيد الذي يحدد من سيختارك على Tinder، هناك مكان العمل، المؤهل العلمي ومعلومات كثيرة حولك تلعب دورًا هامًا. أساسًا، الأمر ليس في عدد الناس الذين يجدونك جذابًا، ولكن عدد هؤلاء الذين يرون أنك "تستحق" المواعدة. يؤدي ذلك وفقًا لداملر إلى ظاهرة عرفت باسم "جحيم ELO" حيث يبقى كثير من المستخدمين للألعاب محتجزين في تصنيف أقل لأن الأعلى تصنيفا مستمرين في السيطرة، ويكونون رابطة مغلقة بينهم Legends community leagues. فتصبح غير قادر على اختراق روابط Tinder لتجد الشخص المناسب، حتى لو امتلكت مؤهلات جيدة. ما يطرح سؤالًا حول نظام وُلد لينظّم التنافس في إطار الألعاب، وهل يصلح لتنظيم التنافس للحصول على شخص تتوافق معه؟

وفق احصائيات Global Web Index فالقطاع الأكبر الذي يستخدم Tinder  يقع في عمر 25-34 عاما (45%) ثم 16-24 عاما (38%) ثم 35-44 عاما (13%) ثم 45-54 عاما (4%)، أما من حيث الحالة الاجتماعية فالأغلبية هم العزاب (54%) ثم المتزوجين (30%) ثم أصحاب علاقات بالفعل (12%) ثم المطلقين والأرامل (4%). وهي أرقام تتفق مع تحليلات تشير إلى العزوف عن استخدام التطبيقات مع التقدم في العمر، وكذلك مع تحليلات تشير إلى تغير في نمط العلاقات المستقرة وطويلة الأمد كالزواج.

 

 كثير من الباحثين يشيرون إلى أن التطبيقات لم تغيّر في رغبة الإنسان الأصيلة في اكتشاف علاقات عميقة وروابط حقيقية تجاه طرف آخر في وقت ما من حياته، وأن ما دفعت إليه هو "تكتيك" لاختيار التوقيت المناسب، أو إيجاد بدائل عند صعوبة الحصول على شخص مناسب. بل إن إحصائيات مركز الوقاية ومكافحة الأمراض في أمريكا تشير إلى أن نسبة النساء اللاتي يمارسن حياة جنسية نشطة انخفضت بين عامي 1988-2010 من 37% إلى 27%، وتشير دراسات أخرى إلى أن الأجيال الشابة في الولايات المتحدة تمارس الجنس بنسب أقل كثيرًا من الأجيال السابقة.

وترى حنا روزين أن رغبة النساء والرجال في لقاء شخص مناسب لعلاقة أطول لم تختف، وأن دراسة لباولا إنجلاند عالمة الاجتماع على عينة ممثلة كبيرة في جامعة نيويورك أظهرت أن 66% من النساء ذكرن أنهن يتمنين لو تحول أحد الـHook-ups التي قابلوها لشيء أكبر، بينما جاءت نسبة الرجال 58% بفارق غير كبير.

 

ماذا عن هنا؟

تمهيدًا لكتابة المقال اطلعت على المكتوب عن Tinder في مصر. ووجدت مقالات ساخرة تشير إلى أن المصريين لا يفهمون الغرض من التطبيق، ويمارسون عليه أغرب الأشياء؛ فيضعون صورهم مع زوجاتهم، أو صور لأطفال، أو آيات قرآنية وحكم حياتية. أنشأت حساب على Tinder بإسم غير حقيقي لأفهم أكثر، وتفاجأت أن معظم من ظهروا لدي رجال من مختلف التنوعات (أطباء- مهندسون- قضاة- موظفو بنوك- أجانب يعيشون في مصر)، يضعون بيانات تبدو حقيقية، ويكتبون في الـbio الخاص بهم معلومات حقيقية. رأيت اختلافًا عما قرأته، على الأقل من حيث المصداقية والانفتاح، وربما بسبب الموقع الجغرافي، كثير منهم مثلًا يصرحون بما "لا يريدون" في صيغة: "لو عايزة كذا مش أنا الشخص المناسب". وآخرون يصرحون برغبتهم في علاقة جادة، وغيرهم لا يريدون أي علاقة طويلة.

تذكرت عندما كنت طالبة في الجامعة، أبحث عن مصادفة سعيدة تلقي بفتى الأحلام في طريقي. في هذا الوقت كنت أحضر حفلات في الأوبرا، وأتخيل أن فتى الأحلام أولى أن يكون وسط الجمهور الذي أجلس بينه الآن، إيمانًا ساذجًا بأن اتفاق ميولنا في الموسيقى يكفي. وقتها كانت الحفلة تنتهي ويخرج الجمهور دون أن تحدث أي مصادفة تسمح لاثنين متوافقين بالتعارف، أما الآن فسهولة التعرف على ميول الآخرين وفّرت معرفة مبدئية بشخصياتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر Tinder والتطبيقات المشابهة، الفارق الوحيد أن تطبيقات التوصيل هي تعبير عن الرغبة الواضحة في علاقة، أنت هنا من أجل ذلك وليس من أجل الدردشة أو التعارف.

وأتخيل أن القضايا المثارة حول التطبيقات في أوروبا وأمريكا ستختلف إذا تمكننا من الحصول على بيانات عن طبيعة التواصل في مصر. في مجتمعنا المحافظ ما زالت النسبة الأكبر من الشباب- والكبار- محرومة من فرص قضاء الوقت مع الجنس الآخر بأشكال طبيعية، اللقاءات التي تسمح للعواطف بالتعبير عن نفسها، وتسمح للعلاقات بالنمو بعيدًا عن تكتيكات الحصول على عريس أو ترتيبات الأهل لتظبيط عروسة. في مثل هذه المجتمعات تكون السرّية خط مواز لكل رغبة وسلوك، لتنشأ حياة مزدوجة وقيم مزدوجة؛ فتاة تريد أن تحب، وتتبادل الحب، ولكنها تعرف أن المتاح لها من الحب لن يتم تمريره إلا عبر الزواج، فتصبح علاقتها بالجنس الآخر رهان على نجاح الموازنة بين الإيهام بالحب والوصول بالعلاقة إلى بر الزواج. وسط هذه التقاليد والسرّية المفروضة، تصبح تطبيقات مثل Tinder وسيلة مساعدة على تواصل ربما أكثر صراحة فيما يطلبه، وتعاقد على حدود العلاقة يلتزم به طرفاها، وقد يشجّع المترددين في الإفصاح عن رغباتهم على الظهور بأسمائهم وصورهم لمجتمع افتراضي يتقبل الفكرة، في بلد يظنون أنه مغلق تمامًا.

أترككم مع هذا الفيديو الجميل عن "ازاي تخلي البنات/ الولاد تحبك".. حظ سعيد 

 

مقالات الرأي تعكس آراء وتوجهات كتابها، وليس بالضرورة رأي المنصة.