تجمع العشرات من الصحفيين والحقوقيين اليوم في وقفة تضامنية على سلالم نقابة الصحفيين، دعمًا لقافلة الصمود المغاربية التي انطلقت من تونس الاثنين الماضي مرورًا بليبيا بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وطالب المشاركون في الوقفة السلطات المصرية بضرورة السماح لهم بالدخول إلى الأراضي المصرية، ومن ثم الوصول إلى معبر رفح، على الحدود مع قطاع غزة.
وردد المشاركون هتافات داعمة للقافلة "التضامن لينا حق"، و"مفتاح المعبر مع مين.. والناحية التانية فلسطين"، و"مصر كبيرة كبيرة.. إحنا أولى بالمسيرة"، و"إحنا بتوع الصمود.. الصراع صراع وجود"، "من القاهرة ألف تحية.. للمسيرة التونسية.. والمسيرة المغربية".
ورفع المشاركون علم فلسطين، بالإضافة إلى ارتداء بعضهم للكوفة الفلسطينية، إلى جانب بعض الصور التي تجسد الدمار الذي طال قطاع غزة، وصورًا للأطفال القتلى جراء العدوان الإسرائيلي.
وطالب المشاركون بفتح معبر رفح لدخول المساعدات، وهتفوا "افتحوا معبر رفح إن الكيل قد طفح".
ومطلع مارس/آذار الماضي، منعت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ثم بدأت عدوانًا جديدًا خلال نفس الشهر على القطاع.
وواجهت السلطات المصرية دعوات الآلاف لعبور أراضيها برًا وجوًا صوب معبر رفح لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة بالاحتجاز والترحيل. وقالت اللجنة التنسيقية الدولية للمسيرة العالمية إلى غزة إن نحو 170 شخصًا يواجهون تأخيرات وترحيلات في مطار القاهرة.
وكان من بين المشاركين في الوقفة أمام نقابة الصحفيين القيادية بالحركة المدنية الديمقراطية كريمة الحفناوي، التي قالت لـ المنصة على هامش الوقفة "نوجه لهذه القافلة ألف تحية وندعمها ونتضامن معها، ونطالب السلطات المصرية بفتح الحدود أمامها".
وأضافت "هذه القافلة تثبت أن العالم لا يزال به أحرار، وبه شعوب ترفض الاحتلال واغتصاب الأراضي، ويجب على الدولة المصرية حسن استغلال هذه التحركات لدعم موقفها تجاه القضية الفلسطينية، وإرسال رسالة إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة بأن هناك رفض دولي لسياسات الكيان الصهيوني".
وشددت "لازم نعمل قوافل زيهم، ولازم تكون في وقفات عند معبر رفح عشان يكون فيه استمرار في توصيل الرسالة للعالم الخارجي".
وكانت إسرائيل طالبت الأربعاء السلطات المصرية بمنع الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة ومحاولة الدخول إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أتوقع من السلطات المصرية أن تمنع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية وألا تسمح لهم بالقيام باستفزازات أو محاولة دخول غزة، وهي خطوة من شأنها أن تعرض سلامة الجنود (الإسرائيليين) للخطر ولن يُسمح بها".
وأغلقت مصر معبر رفح منذ مايو/أيار 2024، إثر التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية والسيطرة على المعبر من الجانب الآخر ورفع العلم الإسرائيلي عليه. وأعلنت القاهرة آنذاك رفضها إجراء أي تنسيق مع جيش الاحتلال بخصوصه، مطالبة بانسحاب جيش الاحتلال منه.
وسبق أن شهدت سلالم نقابة الصحفيين عدة وقفات للتضامن مع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، إذ نظمت مجموعة "صحفيات مصريات" في مارس/آذار 2024، وقفة لدعم فلسطين على سلالم نقابة الصحفيين، ونظمت النقابة وقفات مشابهة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وديسمبر/كانون الأول من نفس العام.
وخلال شهر رمضان الماضي، شهدت سلالم النقابة وقفات تضامنية للإفطار على "المياه والعيش الحاف" في تضامن رمزي مع الغزيين، واستمرت الوقفات خلال الشهر الماضي، عندما هتف المشاركون "وحياة دم محمد درة.. راح تعود القدس حرة"، و"يا حكومات عربية جبانة.. قفل المعبر عار وخيانة"، و"افتحوا باب الجهاد لأجل تعود لينا البلاد"، مطالبين كذلك بالإفراج عن المعتقلين على خلفية دعمهم لفلسطين.
وسبق أن ألقت قوات الأمن القبض على عدد من المشاركين في وقفة أمام نقابة الصحفيين للتضامن مع غزة في أبريل/نيسان الماضي، كانت دعت إليها مجموعة "صحفيون من أجل فلسطين".
ومنذ نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من مرة لتهجير سكان قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع، لكن دعوته قوبلت بالرفض العربي والعالمي، وخاصة مصر التي قدمت اقتراحًا مقابلًا لإعادة الإعمار.
ومؤخرًا، دعا 160 من قادة المؤسسات الإعلامية والمنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة، حكومات العالم والمؤسسات الدولية إلى التحرك العاجل لضمان السماح للصحفيين من خارج غزة بالدخول الآمن والمستقل إلى القطاع، وحماية الصحفيين الفلسطينيين العاملين تحت الحصار.