تصوير سالم الريس- المنصة
وقفة احتجاجية في رفح ضد استهداف إسرائيل للصحفيين- 15 يناير 2024

جمعية صحفيي فرانس برس: نرفض أن نرى مراسلينا في غزة يموتون جوعًا

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 22 يوليو 2025

أصدرت جمعية الصحفيين العاملين في وكالة فرانس برس بيانًا الاثنين أعربت فيه عن "قلقها" على حياة طاقمها في قطاع غزة، قالت فيه إنها تخشى لأول مرة منذ تأسيس فرانس برس عام 1944 من إمكانية أن يموت مراسلوها جوعًا، في وقت دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إسرائيل، الثلاثاء، إلى السماح للصحافة الأجنبية بدخول قطاع غزة مع ازدياد التحذيرات من مجاعة بعد نحو 22 شهرًا من العدوان.

وجاء في البيان أن الوكالة تعمل حاليًا في غزة من خلال مراسلة حرة و3 مصورين و6 مصوري فيديو مستقلين، بعد مغادرة طاقمها الدائم للقطاع العام الماضي "مع قلة آخرين، فهم اليوم الوحيدون الذين لا يزالون يغطون ما يحدث داخل قطاع غزة. لقد مُنعت وسائل الإعلام الدولية من دخول القطاع منذ نحو عامين. نرفض أن نشاهدهم يموتون".

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة نهاية مايو/أيار الماضي توزيع المساعدات الإغاثية على القطاع بعد حصار فرضه جيش الاحتلال منع خلاله دخول المساعدات ضمن خطة تجويع السكان، لكن تعرضت نقاط توزيع المساعدات، سواء في رفح أو وسط قطاع غزة، لعمليات استهداف إسرائيلي أسفرت عن مقتل وإصابة مئات السكان والنازحين.

وسلط البيان الضوء على بشار المصور الرئيسي للوكالة في غزة، الذي يعمل معها منذ عام 2010، فهو حسب البيان، بدأ مساعدًا ميدانيًّا ثم مصورًا حرًا، ومنذ 2024 أصبح المصور الرئيسي "في يوم السبت 19 يوليو/تموز الجاري، تمكن من نشر رسالة على فيسبوك قال فيها: لم تعد لدي القوة للعمل في وسائل الإعلام. جسدي نحيف ولا أستطيع العمل بعد الآن".

بشار، البالغ من العمر 30 عامًا، يعمل ويعيش في ظروف مشابهة لكل أهالي غزة، وفق البيان، متنقلًا من مخيم لاجئين إلى آخر حسب القصف الإسرائيلي "منذ أكثر من عام يعيش في فقر مدقع، ويواصل عمله وسط مخاطر جسيمة. النظافة أصبحت مشكلة كبيرة بالنسبة له، يعاني من نوبات إسهال حاد".

منذ فبراير/شباط الماضي، يعيش في أنقاض منزله بمدينة غزة مع والدته، وإخوته الأربعة وأخواته، وعائلة أحد إخوته. منزله خالٍ من الأثاث والكهرباء والماء، ويعيش على ما يقدمه بعض أقاربه، وفق البيان "يوم الأحد، أفاد بأن شقيقه الأكبر سقط بسبب الجوع".

"رغم أن هؤلاء الصحفيين يتلقون راتبًا شهريًا من فرانس برس، فإنه لا يغطي إلا بالكاد، أو لا يغطي إطلاقًا، أسعار السوق المرتفعة جدًا. النظام المصرفي معطل، والوسيط الذي يحول الأموال من الحسابات الخارجية إلى قطاع غزة يقتطع عمولة تقارب 40%. لا تستطيع فرانس برس تزويدهم بالمعدات أو حتى توفير الوقود الكافي كي يتمكنوا من التنقل لأداء عملهم. التنقل بالسيارة يعادل المخاطرة بأن يصبحوا هدفًا للطيران الإسرائيلي. لذا يتنقلون سيرًا على الأقدام أو على عربات تجرها الحمير"، وفق البيان.

وتابعت الوكالة "منذ أيام بدأت تصل إلينا رسائل مختصرة تُظهر أن حياتهم أصبحت على المحك، وأن شجاعتهم قد لا تكفي لإنقاذهم. لم نشهد من قبل زميلًا يحتضر جوعًا، وهذا لا يُحتمل"، وأضافت "نحن نرفض أن نراهم يموتون. هؤلاء ليسوا مجرد صحفيين، إنهم شهود الحقيقة في زمن الحرب".

ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 228 صحفيًا فلسطينيًا، وأصاب المئات وفق المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة التابع لحماس.

وقال وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" من شرق أوكرانيا "أطالب بالسماح للصحافة الحرة والمستقلة بالوصول إلى غزة لتوثيق ما يحدث فيها".

وعندما سُئل بارو عما إذا كانت فرنسا ستساعد في إجلاء هؤلاء الصحفيين، أجاب بأن فرنسا "تعالج هذه القضية"، وقال "نأمل أن نتمكن من إجلاء بعض الصحفيين المتعاونين في الأسابيع المقبلة".

ودعا بارو إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بعدما وسعت إسرائيل الاثنين نطاق عملياتها العسكرية لتشمل مدينة دير البلح في وسط القطاع. وقال "لم يعد هناك أي مبرر للعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة".

وأضاف "هذا هجوم من شأنه أن يفاقم وضعًا كارثيًا قائمًا، ويتسبب في نزوح قسري جديد للسكان، وهو ما ندينه بأشد العبارات".

في 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل وتواصل عدوانها حتى الآن مع إغلاق المعابر ورفض دخول المساعدات الغذائية والطبية. 

ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تستضيف الدوحة والقاهرة بدعم من الولايات المتحدة، محادثات منذ أكثر من 11 يومًا لمناقشة مقترح أمريكي بإعلان هدنة مدتها 60 يومًا دون نتيجة إيجابية حتى الآن.