لقطة من كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة
كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، 7 يوليو 2024

إسرائيل تقتل الصحفية إسلام عابد.. وتعلن اغتيال أبو عبيدة دون تأكيد أو نفي حماس

سالم الريس
منشور الاثنين 1 أيلول/سبتمبر 2025

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، اغتيال الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس المعروف باسم أبو عبيدة، دون تأكيد أو نفي من حماس حتى الآن.

وزعم الاحتلال في بيان على إكس أن حذيفة الكحلوت هو الاسم الرسمي للناطق باسم القسام والذي اشتهر بلثامه بالكوفية الحمراء وباسم حركي عُرف باسم أبو عبيدة، متهمًا إياه بنشر "الدعاية في حركة حماس".

ولم تكشف حماس عن الاسم الحقيقي لأبو عبيدة، كما لم تنشر له صورًا دون لثام. 

وكانت شقة سكنية تعرضت لاستهداف بثلاثة صواريخ بحي الرمال، راح ضحيته 7 قتلى وأكثر من 25 إصابة فيما تعرضت الشقة لدمار كامل.

وادعى جيش الاحتلال، في بيانه، أن أبو عبيدة من أواخر القيادات العسكرية في كتائب القسام التي قادت اقتحام المستوطنات الإسرائيلية على غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، حيث كان يتولى مسؤولية الإعلام العسكري وإصدار البيانات باسم القسام، والمسؤول عن التنسيق بين الجهات الإعلامية السياسية والعسكرية في الحركة.

كما اتهمه الاحتلال بالوقوف خلف نشر فيديوهات تحريضية قبل وخلال حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة منذ نحو عامين "والتي كانت تهدف إلى تحريض الجماهير العربية والفلسطينية للاعتداء على الجمهور الإسرائيلي".

من جهتها لم تصدر حركة حماس أو جناحها العسكري أي بيانات رسمية لتأكيد أو نفي الادعاءات الإسرائيلية، فيما قالت مصادر عائلية لـ المنصة، طالبة عدم نشر اسمها، إنه لا توجد معلومات مؤكدة لديهم حول الاغتيال، مؤكدين أن الإعلان الرسمي سيكون عبر منصات الحركة الرسمية في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

قتل الصحفيين مستمر

في سياق ذي صلة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحفية إسلام عابد مراسلة قناة القدس اليوم في استهداف بقذيفة مدفعية مساء الأحد لشقتها السكنية في عمارة زعرب بالقرب من ميدان السرايا بحي الرمال وسط مدينة غزة.

وأدى استهداف منزل الصحفية إسلام عابد إلى مقتلها وزوجها واثنين من أطفالهما، وطفل من أبناء جيرانهم في البناية السكنية، حسب مصدر طبي بمستشفى السرايا الميداني لـ المنصة.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان على واتساب استمرار الاحتلال الإسرائيلي في قتل الصحفيين بشكل ممنهج، مشيرًا إلى ارتفاع عدد الضحايا من الصحفيين إلى 247 صحفيًا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

وحمّل المكتب الإعلامي جيش الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية عن استمرار ارتكابهم الجرائم بحق الصحفيين، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة.

لأن فعل القتل لا يجب أن يبقى مبنيًا للمجهول

وبينما تمنع إسرائيل الصحفيين حول العالم من دخول قطاع غزة لتخفيف العبء عن زملائهم والمساهمة في نقل وقائع الحرب وأثرها وانتهاكاتها، وتستمر في قتل الصحفييين الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع تباعًا، أعلنت المنصة حجب صفحتَها الرئيسيةَ واتشاحها بالسواد إلى جانب ما يزيد عن 250 وسيلةً إعلاميةً من 50 دولة حول العالم، اليوم الاثنين 1 سبتمبر/أيلول 2025، لمدة 24 ساعة، ضمن حملة تنظمها مؤسستا آفاز ومراسلون بلا حدود.

https://x.com/Almanassa_AR/status/1962228899137614315

وصعد جيش الاحتلال الأحد وحتى فجر الاثنين من عمليات القصف لمناطق متفرقة في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث وصل المستشفيات أكثر من 100 ضحية وعشرات الجرحى والمصابين، حسب ما أفاد مصدر طبي في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة.

وتركر القصف على مناطق وسط وغرب مدينة غزة، ليستهدف الاحتلال عددًا من الخيام والشقق السكنية المأهولة بالمدنيين دون سابق إنذار أو تحذير، وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن جيش الاحتلال يستهدف بالصواريخ من الطائرات خيام النازحين المتكدسة غرب مدينة غزة ما ينتج عنه عشرات الضحايا والجرحى بسبب الازدحام الشديد بعد إجبار المواطنين على النزوح القسري من مناطق سكنهم.

وأشار إلى تكثيف الاحتلال من تفجير الروبوتات في الأحياء السكنية في منطقة جباليا والصفطاوي، مستخدمًا أطنانًا من المتفجرات تسببت في تطاير الشظايا وتساقطها على منازل سكنية مأهولة في حي الشيخ رضوان الذي يبعد عن مناطق التفجير أكثر من نصف كيلومتر.

ونوه إلى تزايد استمرار عمليات نزوح الفلسطينيين من جباليا والأحياء المحيطة شمال مدينة غزة، مع توسيع الاحتلال لرقعة الاستهدافات بالصواريخ وقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر تجاه منازلهم ومراكز إيواء النازحين، حيث بات الخطر يقترب منهم وعائلاتهم يومًا بعد يوم.

https://x.com/Almanassa_AR/status/1962251547934699582

وفي وسط القطاع، استهدف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، نتج عنه نقل 5 جرحى تعرضوا لإصابات بالغة، حسب مصدر طبي لـ المنصة.

وتعرض مستشفى الأقصى للاستهداف 13 مرة بشكل منفصل منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، حسب ما أشار المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صادر عنه، مدينًا استمرار القصف داخل المستشفى ما يعرض الطواقم الطبية والمرضى والنازحين لخطر الموت أو الإصابة ويهدد استمرار عمل المنظومة الطبية.

وقتل أكثر من 30 مواطنًا في استهدافات متفرقة طالت خيام النازحين ومنازل المواطنين بالمدينة، فيما أصيب العشرات. وشهدت منطقة شرق دير البلح وقرية المصدّر استهداف 6 منازل بقذائف مدفعية وإطلاق كثيف للنيران تجاه منازل المواطنين دون تحذير، ما أدى إلى مقتل شاب وامرأتين في استهدافين منفصلين، فيما أصيب عدد آخر.

وفي خانيونس، أفاد مصدر طبي بمُجمع ناصر الطبي باستقبال عشرات الضحايا والجرحى نتيجة استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في استهداف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب المدينة، واستهداف منتظري المساعدات في منطقة الطينة.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي 8 أغسطس/آب الماضي أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، مع رفع جاهزية القوات واستدعاء وحدات احتياط وتنفيذ تدريبات استعدادًا للعمليات المقبلة.

وهي الخطة التي لاقت انتقادات دولية، إذ حذر عدد من القادة والمسؤولين الأوروبيين من العواقب الكارثية للعملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة لاحتلال مدينة غزة، وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب، مع استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط "لن يؤدي سوى إلى كارثة فعلية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".